الثقافة الأميركية 2016... «ترامبية»

حصاد العام الثقافي الأميركي

دونالد ترامب
دونالد ترامب
TT

الثقافة الأميركية 2016... «ترامبية»

دونالد ترامب
دونالد ترامب

في الأسبوع الماضي، في عرض لأهم الأحداث الثقافية في الولايات المتحدة خلال العام المنصرم، قالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «من دون أن يدري، أثر الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خلال هذا العام، على جوانب كثيرة في التطورات الثقافية الأميركية». وأشارت إلى «موجة خوف وقلق وتوترات عرقية ودينية وسياسية، انعكست على الكتب التي صدرت، مثلما انعكست على أنواع الطعام الذي أكله الأميركيون».
بداية بافتتاح متحف التاريخ والثقافة الأميركية السوداء في واشنطن، الذي كان تحديا لدعوات ترامب العنصرية، أو شبه العنصرية. ثم، على مسافة قصيرة، افتتاح فندق «ترامب إنترناشونال»، الذي، حتى قبل فوز ترامب، كان علامة أخرى على زيادة التوتر الاجتماعي بين الأغنياء وغيرهم.
وربما كرد فعل للموجة الترامبية، زاد إقبال الأميركيين على معرض «فن القرآن» الذي أقيم في متحف «ساكلار» (على مسافة قريبة من متحف السود، وفندق ترامب).
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «أثار المعرض الانتباه، إن لم يكن الإعجاب، حيث كانت هناك مصاحف في حجم باب غرفة، ومصاحف في حجم تلفون جوال». وأضافت الصحيفة: «للإقبال صلة بدين يواجه خطرا في الولايات المتحدة».
في مجال الكتب، حسب مجلة «أتلانتيك»، جاءت كتب السياسة والعنصرية في المقدمة: «غيتوسايد» (عن قتل شرطي أبيض لأسود). و«اتحاد الشرطة اليهود» (عن يهود في نيويورك). و«مقالات في الطبيعة والفضاء» (غير سياسي). واشتهرت كتب كثيرة عن ترامب، والحملة الانتخابية.
وفي مجال الروايات، اختارت المجلة 3 من روايات ساره بيكرويل: «الحرية» و«أن تكون» و«كوكتيل المشمش».
وفي مجال المسرح (حسب مجلة «تايم»)، اشتهرت مسرحية «هاملتون»، ربما لأنها أثارت غضب الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وذلك لأن نائبه بنس كان يشاهدها، وعرف ذلك الممثلون والممثلات، ويبدو أنهم كانوا يعارضون الرجلين. لهذا، عند نهاية العرض، هتفوا ضد الرجلين. وسارع ترامب، وغرد في موقع «تويتر» ضد الممثلين والممثلات.
وثارت ضجة حول جوائز أوسكار (للأفلام السينمائية والتلفزيونية)، وذلك لأن قادة سودا قالوا إن الجوائز تذهب دائما إلى البيض. واشتهر فيديو وألبوم «ليمون» للمغنية السوداء بيونسي (أغاني زواج مضطرب، وسلسلة من عدم الثقة، وخيانة، وغضب، وترتيلات).
وفي مجال الأفلام الجديدة، كانت هناك أفلام عن زيادة الحمى الوطنية الأميركية (من آثار ترامب)، مثل: «كابتن أميركا: الحرب الأهلية» و«التطهير: عام الانتخابات». و«غوستباستر» (قاهرات الأشباح). وهذا الأخير عن قوة المرأة، وليس الموضوع بعيدا عن ترامب الذي اغضب كثيرا من النساء بتعليقاته الاستعلائية عليهن.
ربما لهذا كسبت صناعة الأفلام الأميركية. حسب مجلة «فارايتي»، رقما قياسيا خلال عام: 10 مليارات دولار.
في مجال المسلسلات والأفلام التلفزيونية، اشتهر فيلم «أتلانتا» (عن الحرب الأهلية لأميركية)، و«أو جي سمبسون» (عن أسود قتل زوجته البيضاء). ومرة أخرى، يمكن ربط مثل هذه الأفلام بالتوترات العنصرية.
ليس فقط بسبب ترامب، ولكن، أيضا، بسبب الاحتجاجات على قتل الشرطة للسود.



إعلان القائمة الطويلة لـ«بوكر» العربية

أغلفة روايات القائمة الطويلة
أغلفة روايات القائمة الطويلة
TT

إعلان القائمة الطويلة لـ«بوكر» العربية

أغلفة روايات القائمة الطويلة
أغلفة روايات القائمة الطويلة

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها عام 2025؛ إذ تتضمّن القائمة 16 رواية. وكانت قد ترشحت للجائزة في هذه الدورة 124 رواية، وجرى اختيار القائمة الطويلة من قِبل لجنة تحكيم مكوّنة من خمسة أعضاء، برئاسة الأكاديمية المصرية منى بيكر، وعضوية كل من بلال الأرفه لي أكاديمي وباحث لبناني، وسامبسا بلتونن مترجم فنلندي، وسعيد بنكراد أكاديمي وناقد مغربي، ومريم الهاشمي ناقدة وأكاديمية إماراتية.

وشهدت الدورة المذكورة وصول كتّاب للمرّة الأولى إلى القائمة الطويلة، عن رواياتهم: «دانشمند» لأحمد فال الدين من موريتانيا، و«أحلام سعيدة» لأحمد الملواني من مصر، و«المشعلجي» لأيمن رجب طاهر من مصر، و«هوّارية» لإنعام بيوض من الجزائر، و«أُغنيات للعتمة» لإيمان حميدان من لبنان، و«الأسير الفرنسي» لجان دوست من سوريا، و«الرواية المسروقة» لحسن كمال من مصر، و«ميثاق النساء» لحنين الصايغ من لبنان، و«الآن بدأت حياتي» لسومر شحادة من سوريا، و«البكّاؤون» لعقيل الموسوي من البحرين، و«صلاة القلق» لمحمد سمير ندا من مصر، و«ملمس الضوء» لنادية النجار من الإمارات.

كما شهدت ترشيح كتّاب إلى القائمة الطويلة وصلوا إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقاً، وهم: «المسيح الأندلسي» لتيسير خلف (القائمة الطويلة في 2017)، و«وارثة المفاتيح» لسوسن جميل حسن (القائمة الطويلة في 2023)، و«ما رأت زينة وما لم ترَ» لرشيد الضعيف (القائمة الطويلة في 2012 و2024)، و«وادي الفراشات» لأزهر جرجيس (القائمة الطويلة في 2020، والقائمة القصيرة في 2023).

في إطار تعليقها على القائمة الطويلة، قالت رئيسة لجنة التحكيم، منى بيكر: «تتميّز الروايات الستّ عشرة التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة هذا العام بتنوّع موضوعاتها وقوالبها الأدبية التي عُولجت بها. هناك روايات تعالج كفاح المرأة لتحقيق شيءٍ من أحلامها في مجتمع ذكوريّ يحرمها بدرجات متفاوتة من ممارسة حياتها، وأخرى تُدخلنا إلى عوالم دينيّة وطائفيّة يتقاطع فيها التطرّف والتعنّت المُغالى به مع جوانب إنسانيّة جميلة ومؤثّرة».

وأضافت: «كما تناولت الكثير من الروايات موضوع السلطة الغاشمة وقدرتها على تحطيم آمال الناس وحيواتهم، وقد استطاع بعض الروائيين معالجة هذا الموضوع بنفَسٍ مأساوي مغرقٍ في السوداوية، وتناوله آخرون بسخرية وفكاهة تَحُدّان من قسوة الواقع وتمكّنان القارئ من التفاعل معه بشكل فاعل».

وتابعت: «أمّا من ناحية القوالب الأدبيّة فتضمّنت القائمة عدّة روايات تاريخيّة، تناول بعضها التاريخ الحديث، في حين عاد بنا البعض الآخر إلى العهد العبّاسيّ أو إلى فترة محاكم التفتيش واضطهاد المسلمين في الأندلس. كما تضمّنت القائمة أعمالاً أقرب إلى السيرة الذاتيّة، وأخرى تشابه القصص البوليسيّة إلى حدّ كبير».

من جانبه، قال رئيس مجلس الأمناء، ياسر سليمان: «يواصل بعض روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة توجّهاً عهدناه في الدورات السابقة، يتمثّل بالعودة إلى الماضي للغوص في أعماق الحاضر. لهذا التوجّه دلالاته السوسيولوجية، فهو يحكي عن قساوة الحاضر الذي يدفع الروائي إلى قراءة العالم الذي يحيط به من زاوية تبدو عالمة معرفياً، أو زاوية ترى أن التطور الاجتماعي ليس إلّا مُسمّى لحالة تنضبط بقانون (مكانك سر). ومع ذلك فإنّ الكشف أمل وتفاؤل، على الرغم من الميل الذي يرافقهما أحياناً في النبش عن الهشاشة وعن ضراوة العيش في أزمان تسيطر فيها قوى البشر على البشر غير آبهة بنتائج أفعالها. إن مشاركة أصوات جديدة في فيالق الرواية العربية من خلفيات علمية مختلفة، منها الطبيب والمهندس وغير ذلك، دليل على قوّة الجذب التي تستقطب أهل الثقافة إلى هذا النوع الأدبي، على تباين خلفياتهم العمرية والجندرية والقطرية والإثنية والشتاتية». وسيتم اختيار القائمة القصيرة من قِبل لجنة التحكيم من بين الروايات المدرجة في القائمة الطويلة، وإعلانها من مكتبة الإسكندرية في مصر، وذلك في 19 فبراير (شباط) 2025، وفي 24 أبريل (نيسان) 2025 سيتم إعلان الرواية الفائزة.

ويشهد هذا العام إطلاق ورشة للمحررين الأدبيين تنظّمها الجائزة لأول مرة. تهدف الورشة إلى تطوير مهارات المحررين المحترفين ورفع مستوى تحرير الروايات العربية، وتُعقد في الفترة بين 18 و22 من هذا الشهر في مؤسسة «عبد الحميد شومان» بالأردن.