الصدر يهدئ مع «الدعوة» بلقاء العبادي

رفض الاعتداء على تجمع للحزب في البصرة حضره المالكي

صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الحكومة حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مؤتمر صحافي مشترك في ختام لقائهما أمس
صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الحكومة حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مؤتمر صحافي مشترك في ختام لقائهما أمس
TT

الصدر يهدئ مع «الدعوة» بلقاء العبادي

صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الحكومة حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مؤتمر صحافي مشترك في ختام لقائهما أمس
صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الحكومة حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مؤتمر صحافي مشترك في ختام لقائهما أمس

بعد قطيعة دامت 9 أشهر تخللتها احتجاجات لأنصار التيار الصدري ضد حكومته، التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، زعيم التيار مقتدى الصدر.
ويأتي اللقاء بين العبادي الذي ينتمي إلى حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء السابق نائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي، في أعقاب توترات بين الحزب والتيار الصدري في محافظات جنوب العراق وتلويح المالكي بشن «صولة فرسان» ثانية على غرار تلك التي شنها عندما كان رئيسا للوزراء ضد أنصار الصدر في البصرة عام 2008.
ونقل بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء عنه قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع الصدر بعد انتهاء اللقاء إنه «تم بحث الأوضاع العامة للبلد وسير معركة الموصل والانتصارات المتحققة على عصابات (داعش) الإرهابية»، وإن العبادي أكد أن «هدفنا هو تحرير الموصل وأهلها من هذه العصابات». كما شدد العبادي على «أهمية الوحدة بين مكونات الشعب العراقي والتي تجلت بأفضل صورة لها بمواجهة عصابات (داعش) الإرهابية»، مشيرا إلى «سعي الحكومة الحثيث لتوفير الخدمات للشعب العراقي». وتابع العبادي أن «قواتنا تتقدم بشكل ثابت في معركة الموصل، وهناك تعاون كبير من الأهالي، ونسعى بكل جهدنا إلى تقليل الخسائر بين المدنيين وفي قواتنا البطلة».
من جهته، شدد الصدر على أن «اللقاء أكد على دعم الجيش العراقي لإكمال تحرير الموصل وإكمال الإصلاحات ودعم الاعتدال»، ذاكرًا أنه «لا تسوية مع القتلة على حساب دماء الشعب».
وفي مؤشر على أن التوترات الأخيرة بين حزب الدعوة والتيار الصدري تصدرت اللقاء، رفض الصدر «الاعتداء الذي حصل في احتفالية حزب الدعوة في البصرة»، مبينا «إننا حريصون على علاقتنا مع حزب الدعوة وإن الاعتداء على الشعب مرفوض».
وكان أنصار التيار الصدري استقبلوا مؤخرا المالكي خلال جولة له فيها، بعد استئنافه مهامه كنائب لرئيس الجمهورية بعد طعن المحكمة الاتحادية في قرار إعفائه ونائبي رئيس الجمهورية الآخرين إياد علاوي وأسامة النجيفي، بمظاهرات احتجاجية في الناصرية وميسان، واتهمه المتظاهرون بالتسبب في مقتل مئات الجنود عندما سيطر تنظيم داعش على قاعدة «سبايكر» في تكريت في يونيو (حزيران) 2014، وكذلك في ضياع الموصل وفقدان أموال عامة بالمليارات. وبلغت الحملة الاحتجاجية أوجها في البصرة عندما اقتحم محتجون تجمعا لحزب الدعوة حضرة المالكي وأرغموا الأخير على مغادرته ليهدد لاحقا أنصار التيار الصدري بـ«صولة فرسان» ثانية.
إلى ذلك، وصف النائب ناظم الساعدي، عن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، زيارة الصدر لرئيس الوزراء بأنها «مهمة ومن شأنها حل الكثير من المشاكل».
وقال لشبكة «رووداو» الإعلامية الكردية إن «مقتدى الصدر أحد الرموز السياسية المؤثرة في العراق، واستقباله من قبل رئيس الوزراء في مجلس الوزراء دليل على أن العراق موحد والكل يحاول حل المشاكل العالقة». وبسؤاله عما إذا كان هناك تحالف بين العبادي والصدر ضد المالكي، أوضح الساعدي أن «هذا الخبر عار عن الصحة».
وحول إمكانية أن يساهم لقاء العبادي والصدر بإنهاء مظاهرات الجمعة في بغداد، قال الساعدي: «لا أتوقع أن تنتهي المظاهرات في أيام الجمعة، لأنها لا تقتصر على التيار الصدري، بل هناك الكثير من الجهات المشاركة في مظاهرات أيام الجمعة، ولكن نستطيع القول إن هذه الزيارة نوعية وتاريخية وستحل الكثير من المشاكل».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.