الجامعة اللبنانية تخرّج ثلث الطلاب بأقساط «شبه مجانية»

نافذة على مؤسسة تعليمية

حرم الجامعة في بيروت (موقع الجامعة اللبنانية الرسمي)
حرم الجامعة في بيروت (موقع الجامعة اللبنانية الرسمي)
TT

الجامعة اللبنانية تخرّج ثلث الطلاب بأقساط «شبه مجانية»

حرم الجامعة في بيروت (موقع الجامعة اللبنانية الرسمي)
حرم الجامعة في بيروت (موقع الجامعة اللبنانية الرسمي)

لا تزال «الجامعة اللبنانية» التي تأسست نواتها عام 1951، هي الأولى في لبنان من حيث عدد الطلاب المسجلين ونسبة الخريجين. فهذه الجامعة الوطنية التي افتتحت إثر مطالبات واحتجاجات بثلاث كليات ومعهد، صارت اليوم تضم 19 كلية، ولها فروع في مختلف المحافظات اللبنانية كي تتمكن من تأدية دورها، وتقديم خدماتها لأكبر عدد ممكن من الطلاب. وقد تم تشعيب الفروع بعد بدء الحرب الأهلية عام 1975 وصعوبة وصول الطلاب إلى مراكزها الرئيسية في العاصمة. وفي إحصاء صدر العام الماضي، تبين أن طلاب الجامعة اللبنانية يمثلون 30 في المائة من مجمل المسجلين في التعليم العالي في البلاد، ويصل عددهم إلى نحو 69 ألف طالب، فيما يصل عدد الأساتذة إلى الألفين.
وتدرّس «الجامعة اللبنانية» باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية تبعًا للاختصاصات، وقد احتلت المرتبة الخامسة في البلاد، في آخر تصنيف دولي بين 45 مؤسسة تقدم التعليم العالي، والمرتبة 31 عربيًا.
وإذا كان نحو 52 في المائة من مجمل الطلاب في الوقت الحالي مسجلين في الاختصاصات النظرية، نظرًا لصيغة الانتساب المطبقة في هذه الكليات أو بسبب النظام الذي يسمح بحضور جزئي، مما يشجع غير اللبنانيين أيضًا على التسجيل، فإن الجامعة اللبنانية تحتل موقعًا لا يستهان به عربيًا، إن لجهة مستوى تعليم الطب أو الهندسة، أو الزراعة وإدارة الأعمال والحقوق. وجدير بالذكر أنه مقابل الارتفاع الكبير لأقساط الجامعات الخاصة تبقى «الجامعة اللبنانية» شبه مجانية، نظرًا لتكاليف التسجيل الرمزية التي لا تتعدى 300 دولار في السنة أحيانا. وهو ما يجعل التعليم الجامعي في لبنان متاحًا لكل الطبقات.
وقد افتتحت معاهد للدكتوراه، في اختصاصات كثيرة منها الحقوق، والعلوم السياسية والإدارية والاقتصادية، وكذلك الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا، كما الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وتعمل فروع «الجامعة اللبنانية»، بشيء من الاستقلالية عن المركز، إلا أنها جميعها تخضع لنظام إداري واحد، ومنهاج موحد أيضًا، ويحكمها نظام داخلي متماسك. كما أن بعض الكليات لا يتاح الدخول إليها إلا بعد امتحان يتم خلاله اختيار الأفضل، فيما تعتمد كليات أخرى نسبة علامات المتخرج لقبوله.
مطلع الخمسينات ولدت «الجامعة اللبنانية» بإنشاء دار المعلمين العليا، وفي عام 1953 صدر مرسوم استحدث بموجبه مركز للدراسات المالية والإدارية، وفي عام 1959 صدر مرسوم آخر نص على أن «الجامعة اللبنانية هي مؤسسة تقوم بمهام التعليم العالي الرسمي في مختلف فروعه ودرجاته». وتناوب على رئاسة الجامعة أساتذة كبار مثل فؤاد أفرام البستاني (1953 - 1970)، أدمون نعيم (1970 - 1976)، بطرس ديب (1977 - 1980)، وجورج طعمة (1980 - 1988).
جدير بالذكر أن «الجامعة اللبنانية» هي رافد رئيسي للقطاع العام في لبنان بالموظفين والإداريين والأساتذة، كما أن عددًا كبيرًا من الإعلاميين المعروفين اليوم هم خريجو كلية الإعلام. ورغم الانتقادات الكثيرة التي تُوجَّه إليها، فإن اللبنانيين يعرفون جيدًا أنها عصب التعليم الرئيسي في البلاد، وأن إصلاحها وتطويرها المستمرين، هما المفتاح الأساس لنهضة لبنان، وتحقيق المساواة في التعليم بين المواطنين.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.