7 آلاف عام من الإرث التاريخي لحضرموت

7 آلاف عام من الإرث التاريخي لحضرموت
TT

7 آلاف عام من الإرث التاريخي لحضرموت

7 آلاف عام من الإرث التاريخي لحضرموت

تعد حضرموت أكبر المحافظات اليمنية، حيث تشغل أكثر من ثلث المساحة العامة للجمهورية، بواقع 193 ألف كيلومتر، يسكنها قرابة مليوني شخص، وينتمي لها قرابة 20 مليون آخرين هاجروا لعدة دول خليجية وآسيوية، وأفريقية، ليعملوا في التجارة.
وتملك حضرموت رصيدا تاريخيا يتجاوز 7 آلاف سنة، استطاعت خلاله أن تحتفظ باسمها التاريخي دون تغيير، حيث كانت تدعى بمملكة حضرموت، وكان ميفعة عاصمتها، واستطاعت أن تملك حدودا امتدت من باب المندب، حتى ظفار، في التاريخ القديم.
وكغيرها من المملكات التي كانت تحاول التوسع والسيطرة على الأراضي الخصبة، ومناطق زراعة شجرة اللبان، كذلك أماكن توفر المياه؛ إلا أنها كذلك كانت تفقد بعض أراضيها التي ضمتها، إما بسبب مقاومة القبائل التي تسكنها، أو جراء ضربات المملكات المجاورة لها، كمملكة سبأ، ومملكة حِميَر، اللتين أفقدتاها الكثير من أراضيها، وقلصتها، حتى انهارت وسيطرت عليها السبأيون، ثم أنهاها الحِميَريون كمملكة، ولكن أراضيها احتفظت باسمها التاريخي حتى الآن.
ومثل سكانها الحاليين؛ امتهن سكانها القدامى التجارة، فصدروا شجرة اللبان، التي تستخدم بشكل أساسي في صناعة البخور والطيوب، والذي كانوا يجنونه من أراضي مملكتهم، كذلك عملوا في الزراعة، مستفيدين من خصوبة أراضيهم، وجودة محاصيلها، وهو ما تعرف به حضرموت حتى الآن، إضافة إلى توسع الحضارم في التجارة، لتشمل صنوف التجارة الحديثة.
ويتفاخر أبناء حضرموت بإرثهم التاريخي، سواء خلال مرحلة ما قبل الإسلام، عندما كانوا عبدة للإله سين، كالبابليين، والآشوريين، أو خلال مرحلة وصول الدين الإسلامي إليها، والذين كانوا كغيرهم من اليمنيين؛ سباقين للدخول في هذا الدين، وشاركوا في معاركه، واستمروا في العهد الإسلامي الحديث بنشر الدين، في دول شرق آسيا، ودول أفريقيا، حيث جعلوه نشاطا مصاحبا للتجارة.
كما يملك أبناؤها الكثير من الشواهد التاريخية والآثار الإسلامية، التي ما زالت حاضرة إلى اليوم، ففيها أكثر من 500 مسجد تاريخي، وفيها أضرحة لبعض الأنبياء كنبي الله هود عليه السلام، وبعض الصحابة والتابعين.
وحتى اليوم يحاول الحضارم الحفاظ على موروثهم التاريخي من الاندثار، سواء الدلالي منه أو الملموس؛ في ظل إهمال الدولة، وانشغالها في حربها مع الانقلابيين، كذلك حربها مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة، التي حاولت أن تلغي أي ثقافة إسلامية معتدلة، سواء بتدمير معالمها، أو بمحاربة أفكارها، أو حتى اغتيال رموزها.
ومثلما تضرر الموروث التاريخي المكتسب خلال الفترة الإسلامية؛ تضرر كذلك الموروث التاريخي، فقد ساعد الانفلات الأمني الذي عاشته حضرموت خلال فترة سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي على عاصمتها، وعمليات سرقة وتهريب للكثير من الآثار التاريخية لحضرموت خلال مرحلة ما قبل الإسلام، كالأصنام التي تجسد الآلهة عند الحضارم القدماء، وجدارياتهم التي خطوا عليها تفاصيل ما مر على أرضهم، واستغل سماسرة الآثار فقر بعض السكان البسطاء وجهلهم، واشتروها بثمن بخس، حيث لم تتجاوز قيمة بعض تلك الآثار 50 دولارا للقطعة.
كما يعاني الكثير من الآثار تهديد الاندثار جراء عوامل الزمن، دون الاهتمام بها، وترميم ما تهدم منها، حتى اختفى الكثير منها، كالقلاع والحصون، والأسوار، التي أمنت حضرموت، وحمتها من الكثير من هجمات أعدائها، فأصبح أمر إعادتها من جديد أمرا مستحيلا، فقد تحول معظمها لأكوام من التراب، يتناقل الهواء جزيئاته، ليقضي تماما على ما تبقى من أثر.



تشديد يمني على منع تدخلات الانقلابيين في المساعدات الأممية

رئيس الوزراء اليمني مجتمعاً في عدن مع الممثل الجديد لبرنامج الغذاء العالمي (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني مجتمعاً في عدن مع الممثل الجديد لبرنامج الغذاء العالمي (سبأ)
TT

تشديد يمني على منع تدخلات الانقلابيين في المساعدات الأممية

رئيس الوزراء اليمني مجتمعاً في عدن مع الممثل الجديد لبرنامج الغذاء العالمي (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني مجتمعاً في عدن مع الممثل الجديد لبرنامج الغذاء العالمي (سبأ)

شدّد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك على منع تدخلات الجماعة الحوثية في المساعدات الأممية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي، مؤكداً استمرار الحكومة في تقديم التسهيلات اللازمة لوصول المعونات إلى مستحقيها.

تصريحات بن مبارك جاءت من عدن، الأربعاء، خلال استقباله ممثل برنامج الأغذية العالمي الجديد لدى اليمن، بيير أونورا.

وفي حين رحّب رئيس الوزراء اليمني في مستهل اللقاء، بالممثل الجديد لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أكد حرص حكومته على تقديم جميع التسهيلات وأوجه الدعم لإنجاح مهام المسؤول الأممي.

رئيس الحكومة اليمنية يستقبل في عدن الممثل الجديد لبرنامج الغذاء العالمي (سبأ)

وذكر الإعلام الرسمي أن بن مبارك أشاد بمستوى الشراكة القائمة بين حكومته والبرنامج، والحرص المستمر على تطوير هذه الشراكة، وتجاوز كل العوائق وبينها فجوة التمويل، وأكد أن الحكومة ستبذل كل الجهود مع شركائها في الدول المانحة بحيث يستمر البرنامج في تقديم خدماته ووصول المساعدات إلى مستحقيها.

وطبقاً لوكالة «سبأ»، جرى خلال اللقاء، مناقشة خطة عمل البرنامج في اليمن للفترة المقبلة، والتحديات التي يواجهها في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، بما في ذلك الانتهاكات التي يتعرض لها الموظفون الأمميون والدوليون من قِبل الحوثيين على ضوء الاختطافات المستمرة لهم، وأهمية اتخاذ منظمات ووكالات المتحدة والمجتمع الدولي إجراءات حازمة وعدم التهاون في هذا الجانب.

ونقلت الوكالة أن رئيس الوزراء بن مبارك شدّد على أهمية الالتزام بالمعايير ومنع أي تدخلات أو حرف للمساعدات الإنسانية المقدمة عبر البرنامج الأممي وحرمان المستفيدين منها، وأن يكون ذلك أساساً لنشاط البرنامج، خاصة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، معرباً عن تطلعه من الممثل الجديد للبرنامج الأممي أن يضع هذه القضايا على رأس أولوياته.

أسعار المواد الغذائية في مناطق الحوثيين ارتفعت إلى 3 أضعاف ما كانت عليه (الأمم المتحدة)

ونسبت المصادر الرسمية اليمنية إلى ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن أنه عبّر عن التقدير للتسهيلات المقدمة من الحكومة للبرنامج، والحرص على تطوير مستوى الشراكة والتنسيق، وأنه أكد أن البرنامج سيعمل مع الحكومة على تجاوز التحديات بما يضمن قيامه بمهامه وحشد الدعم الدولي لتغطية الفجوة التمويلية، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

يشار إلى أن تدخلات الجماعة الحوثية أدت إلى توقف تقديم المساعدات الغذائية في مناطق سيطرتها من قِبل البرنامج الأممي ابتداءً من أواخر العام الماضي، قبل أن توافق الجماعة أخيراً على خطة البرنامج لاستئناف توزيع المساعدات.