دمشق من دون مياه لليوم الثالث ضمن الحملة على وادي بردى

دمشق من دون مياه لليوم الثالث ضمن الحملة على وادي بردى
TT

دمشق من دون مياه لليوم الثالث ضمن الحملة على وادي بردى

دمشق من دون مياه لليوم الثالث ضمن الحملة على وادي بردى

استمر انقطاع المياه لليوم الثالث على التوالي عن العاصمة دمشق، على خلفية الحملة العسكرية التي تتعرض لها منطقة وادي بردى، في حملة هي الأعنف منذ أشهر، يهدف من خلالها النظام إلى فرض حالة من الحصار وإجبار المعارضة على الخضوع للمصالحة وإخراجها من المنطقة، وهو الأمر الذي لم تستبعده مصادر في المنطقة، لا سيما في ظل المظاهرات التي باتت تخرج مطالبة المقاتلين بالمغادرة خوفًا من الأسوأ.
وفي وقت يقول فيه النظام إن قطع المياه جاء بعدما تم تلويثها من قبل فصائل في وادي بردى، ينفي كل من المرصد السوري لحقوق الإنسان والمعارضة هذا الأمر، فيما يؤكد الناشط ضياء الحسيني في ريف دمشق، أن انقطاع المياه عن العاصمة جاء نتيجة القصف الذي تعرضت له إمداداتها في المنطقة من قبل النظام. لكن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن القصف لم يستهدف مناطق تواجد الإمدادات، وأن قطع المياه عن العاصمة جاء، كما جرت العادة، من قبل المعارضة التي تحاول استخدام هذا السلاح في وجه النظام لتخفيف الحملة عن وادي بردى.
ويلفت الحسيني إلى أن انقطاع المياه أدى إلى إغلاق عدد كبير من المطاعم والمؤسسات في العاصمة دمشق، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض الأشخاص المجهولين قاموا بتلويث المياه عبر وضع مادة المازوت في المجرى الخارجي لمياه نبع الفيجة، وهو الأمر الذي قد يحل بمجرّد تصريف كمية من المياه، لكن المشكلة الأهم اليوم باتت في تعطيل الإمدادات بعد قصفها، وبالتالي الانقطاع التام عن دمشق في وقت لا يزال النظام يستخدم حجة تلوث المياه لتكثيف حملته على وادي بردى التي تضم 9 قرى، 7 منها خاضعة لسيطرة المعارضة واثنتان لقوات النظام».
وكان المرصد قد أعلن أن الحملة العسكرية على وادي بردى ترافقت مع استمرار سلطات النظام في قطع المياه عن العاصمة دمشق منذ يوم الجمعة، موضحا بحسب مصادر عدة، أن المياه القادمة عبر أنابيب من وادي بردى جرى قطعها عن العاصمة على أن تبقى مقطوعة لنحو 3 أيام.
وشهدت جبهات وادي بسيمة، بحسب «شبكة شام»، يوم أمس، اشتباكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام في وادي بردى، تمكنت خلالها المعارضة من تفجير دبابتين، وقتل عدد من العناصر ما أدى إلى ردع النظام الذي ردّ بقصف قرية بسيمة بصواريخ «الفيل» وبشكل عنيف.
كذلك، تعرضت قريتا دير قانون وعين الفيجة لقصف مدفعي استهدف الأحياء السكنية بشكل عنيف، وسط نداءات من أهالي المنطقة مطالبة بالضغط على قوات الأسد لوقف الهجمة الجوية والعسكرية، بحسب الشبكة.
وأفاد المرصد بتواصل الاشتباكات وسط قصف مكثف على قرى المنطقة وبلداتها، في محاولة لتحقيق تقدم من قبل النظام الذي يحاول الضغط على المنطقة والفصائل المتواجدة فيها للتوصل إلى «مصالحة»، واتفاق لتسوية أوضاع المتواجدين في هذه المنطقة، على غرار مدينة التل وريف دمشق الغربي وداريا ومعضمية الشام بريف دمشق، أو استعادة السيطرة عسكريًا على منطقة وادي بردى.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.