حزبا طالباني وبارزاني يفشلان في الاتفاق على تشكيلة حكومة كردستان

رئيس وزراء الإقليم: صبرنا على بغداد كثيرا.. وخياراتنا كثيرة

حزبا طالباني وبارزاني يفشلان  في الاتفاق على تشكيلة حكومة كردستان
TT

حزبا طالباني وبارزاني يفشلان في الاتفاق على تشكيلة حكومة كردستان

حزبا طالباني وبارزاني يفشلان  في الاتفاق على تشكيلة حكومة كردستان

انتهى الاجتماع الذي عقد أمس وكان من المفروض أن يكون حاسما بين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، من دون التوصل إلى أية نتيجة لجهة تشكيل الحكومة المقبلة للإقليم.
وجرى الاجتماع بحضور نيجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني وبرهم صالح النائب المستقيل للأمين العام للاتحاد الوطني وعدد من قياديي وأعضاء المكتبين السياسيين للحزبين.
وفي مؤتمر صحافي مشترك لبارزاني وصالح، أكد الأخير على أن «تأخر تشكيل الحكومة حتى الآن كان مبعث قلق لشعب كردستان، وأن جميع الأحزاب الفائزة في الانتخابات هي مسؤولة عن هذا التأخير». وأضاف أن الاتحاد الوطني تحدث للوفد المفاوض للحزب الديمقراطي وبالأخص «حول حصته في الحكومة المقبلة، إذ يطالب الاتحاد بحقيبة الداخلية أو البيشمركة»، مضيفا أن الحزبين «سيواصلان المشاورات حول ما طرح في هذا الاجتماع للتوصل إلى حل حاسم حول هذه المسألة». وبين صالح أن حزبه يصر على «حصته التي يستحقها في التشكيلة الحكومية المقبلة»، معربا عن ثقته بأن الحزبين «سيعملان بكل جدية حول هذا الموضوع».
ونفى صالح أن يكون الاتحاد الوطني معترضا على الاتفاق الذي جرى بين الديمقراطي وحركة التغيير حول تشكيلة الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن الاتحاد «أكد دائما على حكومة ذات مشاركة واسعة لجميع الأحزاب».
بدوره قال نيجيرفان بارزاني إن الحزب الديمقراطي يؤكد على المشاركة الحقيقية والفعالة للاتحاد الوطني في الحكومة، مضيفا: «إن الآراء المقدمة من قبل الاتحاد الوطني ستدرس من قبل الديمقراطي»، واصفا الاجتماع بأنه «كان صريحا وجرى في جو إيجابي». ونفى بارزاني أن يكون حزبه قد قرر إبقاء الحقائب الوزارية التي هي من نصيب الاتحاد شاغرة إلى أن يقبلها الأخير، وشدد على أن حزبه «تهمه مشاركة الاتحاد في الحكومة وبشكل فعال ولا يؤمن بتهميش أي حزب وبالأخص الاتحاد الوطني».
وكان مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية، معقل الاتحاد الوطني، تعرض الليلة قبل الماضية لإطلاقات نارية من قبل أشخاص يرفعون علم الاتحاد الوطني، مما أدى إلى جرح شخص داخل المقر. وبهذا الشأن أعرب برهم صالح عن أسفه لهذه الحادثة وشكر موقف نيجيرفان بارزاني الذي قلل من هذا الحادث ودعا إلى عدم تحويله إلى خلاف سياسي. ودعا صالح الجميع إلى «عدم المساس بالتجربة الديمقراطية في الإقليم».
من ناحية ثانية، قال نيجيرفان بارزاني حول زيارته الأخيرة إلى تركيا: «إن العلاقات التركية - الكردية في تطور مستمر»، مشيدا باللقاء الذي جمعه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان. وأوضح بارزاني أن تركيا «لا تعترض على تصدير النفط إليها من الإقليم»، مشيرا إلى أن الإقليم لا يزال ينتظر رد بغداد على مقترحاته بهذا الشأن. وأضاف أن الإقليم «صبر كثيرا على بغداد وأن لصبره حدودا»، محذرا من أنه إذا لم يتوصل الطرفان إلى حل فإن «الخيارات أمام الإقليم كثيرة».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.