بوليس في محاولة استكشاف {قراصنة} جدد لوست بروميتش

المدرب المخضرم نجح في إبعاد الفريق عن مناطق الخطر بتعزيز الهجوم

توني بوليس نجح في تحقيق قفزة بأداء وست بروميتش (رويترز)
توني بوليس نجح في تحقيق قفزة بأداء وست بروميتش (رويترز)
TT

بوليس في محاولة استكشاف {قراصنة} جدد لوست بروميتش

توني بوليس نجح في تحقيق قفزة بأداء وست بروميتش (رويترز)
توني بوليس نجح في تحقيق قفزة بأداء وست بروميتش (رويترز)

عندما مدد توني بوليس عقدا لعام واحد وست بروميتش ألبيون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تحدث عن تطلعه لأن يدفع النادي للأمام، لكنه حذر من أكثر ما يكرهه خلال مسيرته الكروية، وحاول دائما أن يجعل لاعبيه يتخلصون منه هو التعلق بالأمنيات البعيدة.
يقول المدرب «قد يكون هناك نجم بعيد في السماء والجميع يشيرون إليه، لكنهم لا يرون شيئا غيره على يساره أو في منتصف السماء».
فبوليس ليس من تلك النوعية من المدربين الذين يقضون وقتا يبحلقون للسماء، لكن هذا لا يعني أنه ليس للمدرب المخضرم أهداف كبيرة. لننظر إلى ما حققه وست بروميتش بعد أن قفز فجأة للمركز السابع في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد أن كان لا يفصله سوى فريق واحد عن منطقة الهبوط الشهر الماضي. وعليه؛ فإن بوليس في طريقه لتحقيق هدفه باحتلال مكان في نصف الجدول العلوي، وهو الإنجاز الذي سيعتبر الأول له خلال مسيرته التدريبية التي استمرت قرابة ثلاثة عقود حتى الآن. لقد صرح جناح وست بروميتش جيمس ماكلين بأنه مع قليل من الحظ قد يكون التأهل لبطولات أوروبا قريب المنال.
وجاءت أهدأ ردود الأفعال التي صدرت عن البعض إثر النتائج المبشرة مثلا لتقول: «واه ما هذا؟»، حيث جاء الصعود لنصف الجدول العلوي بعد عدد من الانتصارات على حساب فرق ليستر، وبيرنلي، وواتفورد، وتعادل أمام هال سيتي. فالنتائج جيدة، لكنها ليست بالمثيرة، فقبل ذلك كان وست بروميتش قد فاز بمباراة واحدة فقط من إجمالي تسع مباريات بالدوري الممتاز، وأطيح به من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام نورثهامبتون تاون. لكن حتى في ضوء تلك المحاذير، كانت هناك دلائل مشجعة في المباريات الأربع الأخيرة، وجميعها دلت على أن تغييرا جوهريا قد حدث، وأن الفريق بمقدوره أن يستمر في النصف العلوي من الجدول، وأنه يستطيع أن يسكب ماء باردا على منافسيه في الجولات المقبلة.
أكثر ما يلفت النظر روعة وحماس هجوم بروميتش، فقد سجل الفريق الكثير من الأهداف في مبارياته الأخيرة قبل السقوط أمام يونايتد، كما كان الحال في المباريات العشر التي سبقتها. فقبل أن يصل الفريق لمرحلة الزهو التي يعيشها، كان لا يختلف كثيرا عن حاله الموسم الماضي عندما كان معدله التهديفي أقل من هدف واحد في المباراة، ولم يسجل من تصويبات بعيدة على مدار ربع عدد مبارياته.
والموسم الماضي سار وست بروميتش بعيدا عن منطقة الهبوط، لكن أداءه كان خاليا من المتعة. وجاءت أفضل دعاية لأسلوب إدارة بوليس عندما أطاح بجيرانه مثل أستون فيلا وولفرهامبتون؛ ولذلك كان هناك ما يشبه الانشقاق في الصفوف بملعب هاوثورنس عندما وقع بوليس عقده الجديد، وكان الانشقاق بين الجماهير البرغماتية الذين كانوا واثقين تمام الثقة في أنه سيبعد الفريق عن منطقة الهبوط، والجماهير الباحثة عن المتعة والتي ملت رتابة الأداء وشعرت بأنها تدفع ثمنا غاليا للبقاء بالمسابقة.
لكن لا ينكر أحد أن الجماهير جميعها قد استمتعت بالأداء في المباريات الأربع الأخيرة، حيث لم يكن أداء الفريق كما كان في الموسم الماضي. كان الأداء أقرب إلى أسلوب بوليس المفاجئ والمغامر الذي ظهر به كريستال بالاس قبل موسمين. لعبت الكثير من العوامل دورا في ذلك، أولا جاء مردود اللياقة البدنية لجيمس موريسون وكريس برنت إضافة جيدة للفريق. فلم يشارك موريسون في النصف الثاني من الموسم الماضي بسبب الإصابة، لكنه استعاد حيويته وخطورته؛ مما ساهم في تحسين هجوم وحيوية خط الهجوم انطلاقا من وسط الملعب كما شاهدنا في الأسابيع الأخيرة. وكان زميله برنت غائبا لفترات أطول، لكن من الصعب ملاحظة ذلك في أدائه في الفترة الأخيرة، حيث ساهم في تحسين حيوية خط الهجوم، وبخاصة اللعب المفتوح بفضل خلو تمريراته من الأخطاء، وهي ميزات قيمة لفريق يتميز بوجود لاعبين يجيدون ألعاب الرأس مثل جوني إيفانس وغاريث ماكلاي.
يتمتع إندوود بقدم يسرى بمقدورها تصريف الأفعال اللاتينية، وهو ما شاهدناه في الجبهة اليمنى في الأسابيع الأخيرة؛ لذلك تراه يقطع مسافة من منتصف الملعب قبل أن يصوب، في حين يفسح المجال لزميله مات فيليبس كي يصول ويجول في اليسار. كذلك ظهر فيليبس، الذي انضم من نادي كوينز بارك رينجرز الصيف الماضي مقابل 5.5 مليون جنيه إسترليني، بشكل رائع، حيث سجل ثلاثة أهداف في مبارياته الأربع الأخيرة، ويستطيع المراوغة وتمرير العرضيات بصورة توحي بأن بوليس قد ساعده على التغلب على مشكلة الثقة التي عانى منها.
المسألة ليست مقتصرة على المشاركات الفردية للاعبين فحسب؛ إذ إن ما طرأ على الفريق كان تغييرا كليا في الشكل العام؛ وهو ما ظهر بوضوح في مباراة ليستر عندما تفوق بروميتش على الفريق البطل من البداية ليصبح أول زائر للدوري الممتاز ينتصر على الفريق حامل اللقب. كان الأداء لافتا بالنسبة لفريق لطالما كانت نتائجه خارج ملعبه لا تشمل سوى التعادلات السلبية.
وبحسب قائد الفريق دارين فليتشر عقب الفوز على واتفورد: «بتنا نضع الكرة في الصندوق، ونستطيع حشد عدد أكبر من اللاعبين داخل الصندوق، وبتنا نهاجم أكثر وأفضل»، وهي المباراة التي شهدت جهدا أفضل من مباراة ليستر.
لم يتحول بروميتش إلى فريق من القراصنة الحقيقيين، لكن على الأقل فإن هجومهم المتزايد يعني أن سالومون روندون لم يعد معزولا كما كان في السابق، فقد بات قلب الهجوم المرعب الذي يستطيع أن يترك انطباعا لا يقل عما يفعله مهاجم تشيلسي ديغو كوستا عندما يتألق. فالفريق يملك الكثير من الخيارات الهجومية المفيدة على مقعد البدلاء على الرغم من الغياب المتواصل للاعب سايدو برهانيو. فلماكلين وزميله الذي تعاقد النادي معه الصيف الماضي ناصر الشاذلي تأثير كبير، حيث يأمل بوليس تقوية جيشه في يناير (كانون الثاني) المقبل أيضا.
ولا يزال الفريق يمتلك حارسا ودفاعا موثوقين، وبخاصة بعد انضمام الآن نيوم الصيف الماضي. غير أن الفريق لم يضغط كثيرا على خط دفاعه الرباعي في الأسابيع الأخيرة؛ نظرا لتركيزه على الجانب الهجومي. وسيكون من الممتع رؤية ما إذا كان وست بروميتش قادرا على مواصلة ذلك أمام آرسنال في المرحلة المقبلة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.