توجه روسي لضم «أحرار الشام» إلى وفد المعارضة في آستانة

الزعبي: أوراقهم محروقة سلفًا

توجه روسي لضم «أحرار الشام» إلى وفد المعارضة في آستانة
TT

توجه روسي لضم «أحرار الشام» إلى وفد المعارضة في آستانة

توجه روسي لضم «أحرار الشام» إلى وفد المعارضة في آستانة

تنكب موسكو على الإعداد للمحادثات السورية - السورية المرتقبة في منتصف يناير (كانون الثاني) بمدينة آستانة عاصمة كازاخستان، التي تأتي استكمالا للاجتماع الثلاثي الذي عُقد في روسيا وضم وزير خارجيتها إلى وزيري خارجية تركيا وإيران. وفي حين استبقت «الهيئة العليا للمفاوضات» عملية توجيه الدعوات بإعلان رفضها المشاركة بأي مؤتمر ينعقد خارج مظلة الأمم المتحدة وقراراتها السابقة بشأن سوريا، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن توجه روسي لدعوة فصائل المعارضة المسلحة المقربة من أنقرة وعلى رأسها حركة «أحرار الشام».
وأشارت المصادر إلى اتفاق روسي - تركي - إيراني على شكل الدولة السورية المستقبلية التي ستكون دولة «ديمقراطية علمانية»، لافتة إلى أن «واشنطن حاضرة في الحراك الحاصل في المنطقة من خلال الطرف الروسي، الذي أوكلت إليه مهمة معالجة الأزمة السورية من خلال التواصل مع الدول المعنية بالملف وصولا لإتمام تفاهمات يتم التوقيع عليها بشكل رسمي في جنيف». وأضافت المصادر: «ما يحصل في آستانة وما حصل في موسكو، وقد يتم في دول أخرى، هدفه بلورة أفكار الحل ووضع أسس مشتركة... لكن المرجعية النهائية لجعل الأمور رسمية هي جنيف».
من جهة أخرى، في حين بدا العميد أسعد الزعبي، رئيس وفد المعارضة السورية لمفاوضات جنيف، حاسما حيال قرار عدم المشاركة بمؤتمر آستانة وحتى بمحادثات جنيف المرتقبة في شهر فبراير (شباط) المقبل «في حال لم يكن رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد بندا أول على جدول الأعمال»، أكّدت مصادر في «هيئة التنسيق» المعارضة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنّهم لم يتخذوا قرارهم بعد من المشاركة بمحادثات آستانة بانتظار توجيه الدعوات وتحديد تركيبة المؤتمر والمشاركين فيه. وشددت هذه المصادر على «تعاطي (هيئة التنسيق) بإيجابية مع كل حراك يهدف لوضع حد للعنف المتمادي في سوريا على أن يتم ذلك تحت مظلة بيان جنيف والقرارات الدولية».
الزعبي قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هل تستطيع روسيا أن تعقد مؤتمرا من خلال تغييب الممثل الأساسي للشعب السوري المعترف به من المجتمع الدولي؟»، (في إشارة إلى الهيئة العليا للمفاوضات)، وأضاف: «هم قاموا بمحاولات مماثلة بوقت سابق وفشلوا... وها هم اليوم يعيدون الكرة لكن أوراقهم محروقة». واعتبر الزعبي أنّه «حتى ولو تم إشراك (أحرار الشام) وغيرها من المجموعات بالمؤتمر الذي يعد له الروسي، فإن ذلك لا يعطيهم الغطاء المطلوب باعتبار أن (الأحرار) لا يمثلون الجيش الحر». وأردف: «يبدو أن موسكو والوسيط ستيفان دي ميستورا يسحبان البساط، كلٌّ باتجاهه، لكن كل محاولاتهم لن يُكتب لها النجاح ما داموا لا يتعاطون مع أساس المشكلة، ألا وهو بند رحيل الأسد».
من جانبه، يتحضر الطرف الكردي للمشاركة في مؤتمر آستانة، الذي يؤكد ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي السوري في موسكو، عبد السلام علي، أنّه «سيضم طيفا واسعا من المعارضة»، لافتا إلى أن فصائل مقاتلة في الداخل السوري تتواصل مع روسيا لضمان إشراكها في هذه المحادثات. وأوضح علي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنهم «حتى الساعة» لم يتلقوا أي دعوات «باعتبار الطرف الروسي أصلا لم يحدد بعد موعدا نهائيا لعقد المؤتمر»، مستبعدا أن تدعى الهيئة العليا للمفاوضات، وأضاف: «الأرجح أنّه ستتم دعوتهم، لكن رفضهم المشاركة لن يكون سببا لتأجيل المؤتمر أو التأثير عليه سلبا».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.