استنفار في شرق الجزائر بعد مقتل 14 جنديا

الجيش يلاحق عناصر «القاعدة» في منطقة القبائل

استنفار في شرق الجزائر بعد مقتل 14 جنديا
TT

استنفار في شرق الجزائر بعد مقتل 14 جنديا

استنفار في شرق الجزائر بعد مقتل 14 جنديا

قال مصدر أمني جزائري إن جماعة إرهابية تنتمي لـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، قتلت الليلة قبل الماضية 14 عسكريا، وجرحت عددا كبيرا منهم في شرق العاصمة، بينما كانوا عائدين من مهمة مرتبطة بانتخابات الرئاسة التي جرت الخميس الماضي. وتأتي العملية الإرهابية في وقت تقول فيه السلطات إنها «قهرت الإرهاب».
وذكر نفس المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن مصالح الأمن تقدر عدد الإرهابيين الذين هاجموا موكب الجيش بنحو 20، أغلبهم التحقوا بالعمل المسلح منذ سنين طويلة. وأوضح أنهم «استغلوا الظرف غير العادي الذي تعيشه الجزائر، والمتمثل في تنظيم انتخابات رئاسية».
وجاء في وكالة الأنباء الجزائرية أن موكب الجيش تعرض لكمين بمنطقة أبو دراران بولاية تيزي ووزو (100 كلم شرق العاصمة). وأوضحت أن العساكر «كانوا عائدين من مهمة تأمين الاقتراع الرئاسي، وأن 11 منهم لقوا مصرعهم في مكان الاعتداء، بينما لفظ ثلاثة آخرون أنفاسهم وهم ينقلون إلى المستشفى».
وجاءت العملية الإرهابية بعد هدوء لافت داخل البلاد، استمر منذ الهجوم الإرهابي على مركب الغاز في عين أمناس بالصحراء الذي وقع مطلع 2013، على عكس الحدود مع تونس وليبيا (شرق) ومالي (جنوب) التي تعرف اضطرابات أمنية خطيرة. كما يأتي في ظرف من «التفاؤل المفرط» من جانب المسؤولين الذين يقولون إن «الدولة كسرت شوكة الإرهاب».
وكانت آخر ضربة وجهتها قوات الأمن لـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، هي القبض على المتحدث باسمه المدعو محمد أبو صلاح البسكري عام 2012.
ويرى مراقبون أن الجماعة المسلحة استغلت انتخابات الرئاسة لجلب الأنظار إليها وتحقيق الصدى الإعلامي. وهي، بحسبهم، محاولة أيضا لتكذيب الخطاب الرسمي الذي يقول إن الإرهاب قد انتهى.
وأرسل الجيش الجزائري تعزيزات كبيرة إلى المنطقة، حيث أكد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية وصول ما لا يقل عن 40 شاحنة عسكرية تقل جنودا.
ويقوم الجيش الجزائري منذ أكثر من شهر بعمليات تمشيط دورية في منطقة القبائل التي لا يزال يتمركز فيها عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
يشار إلى أن قائد التنظيم، الجزائري عبد المالك دروكدال، لا يزال ناشطا. وتعد تيزي ووزو أهم معقل للجماعة التي تراجعت قوتها بشكل لافت منذ العمليات الإرهابية الاستعراضية التي نفذتها عام 2007 وراح ضحيتها العشرات من الأشخاص.
وفي سياق ذي صلة، ذكر بيان لوزارة الدفاع أمس أن الجيش «تمكن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، من القضاء على 37 إرهابيا، منهم 22 خلال الشهر الماضي، ومن استعادة كميات معتبرة من الأسلحة الحربية». وأوضح أن مناطق بومرداس وتيزي ووزو والبويرة (شرق)، «جرى بها تحقيق النتائج الأكثر إيجابية حيث قضي على 21 إرهابيا، من بينهم مجرمون خطيرون في هذه المنطقة التابعة إقليميا للناحية العسكرية الأولى». وأضاف البيان أنه «موازاة مع هذا العمل، نفذ الجيش على مستوى الحدود أعمالا توجت بالقضاء على عدد مهم من الإرهابيين، واسترجاع أسلحة معتبرة ولا سيما في كل من الوادي وأدرار وبرج باجي مختار (جنوب) وتبسة (شرق)».
وتابع البيان أن مصالح الأمن «ألقت القبض، في الفترة نفسها، على عدة أشخاص متهمين بدعم الجماعات الإرهابية جرى تسليمهم إلى القضاء»، مشيرا إلى أن الجيش «نفذ عددا مهما من العمليات وفي كل الجبهات، من أجل وضع حد لمختلف النشاطات الإجرامية وتأمين كل شبر من مساحة ترابنا الوطني، على غرار مكافحة المتاجرة بالأسلحة والتصدي لمحاولات نهب المرجان والهجرة غير الشرعية، إلى جانب مواصلة عمليات نزع الألغام وعمليات الإنقاذ ومختلف المهام ذات الطابع الإنساني».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.