شئت أم أبيت فإن «الجامبسوت»، أو «العفريتة» كما يسميه المصريون، قطعة مهمة لمناسباتك الخاصة هذا الموسم، لا سيما في الحفلات المسائية. فهذه القطعة الواحدة المكونة من بنطلون وقميص أو «كورسيه» متصلان ببعض، فرضت نفسها على ساحة الموضة، وأصبحت تنافس التايور والفستان على حد سواء. ومما يُعزز قوتها أرقام المبيعات التي تؤكد أن الإقبال عليها في تزايد. وقد يعتقد البعض أن الفضل في هذا يعود إلى ميلانيا ترامب، كونها ظهرت بهذه القطعة ليلة فوز زوجها في الانتخابات الأميركية، لكن أوساط الموضة وصناعها يرفضون هذا الاعتقاد، ويشيرون إلى أن ميلانيا ليست سوى واحدة من نساء العالم اللواتي استهواهن هذا التصميم، وهن كثيرات، علمًا بأن هؤلاء (صناع الموضة) يرفضون أن يعيدوا إليها أي فضل. فبعد متابعتهم لها، أو بالأحرى لأسلوبها طوال الحملة الانتخابية، اكتشفوا أنها مستهلكة موضة أكثر منها مؤثرة عليها، وهو ما لا يتوقفون عن تكراره لينأوا بأنفسهم عنها.
المهم أن هذه القطعة التي أصبحت جزءًا من أزياء السهرة والمساء، ظهرت أول مرة كقطعة وظيفية يلبسها الطيارون والمظليون، كما سائقي سباقات السيارات لحمايتهم من قساوة الطقس وتقلباته. وفي التاريخ القريب، ظهرت في عام 2009، خلال حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية، حين ارتدتها كل من فيبي فيلو، مصممة دار «سيلين»، وستيلا ماكارتني. حينها أثار مظهرهما كثيرًا من الانتباه والجدل لأنها لم تكن من القطع التي تخطر على البال في مثل هذه المناسبات. وبالفعل، استغرقت عملية تقبل المرأة لها عدة سنوات لأنها لم تظهر مرة أخرى، وبالقوة نفسها، إلا في عام 2014، حين تبنتها مجموعة من النجمات الشابات.
اليوم تتبارى محلات «زارا» و«إتش أند إم» و«توب شوب»، إلى جانب فيكتوريا بيكام ورالف لورين وجيفنشي، وغيرها من بيوت الأزياء العالمية، في طرحها كقطعة أنثوية أنيقة، بألوان كلاسيكية لأنها الأضمن، وبخامات تتباين بين القطن والحرير والصوف والمخمل، وحتى البروكار. من جهتها، وبعد طول تمنع، بدأت المرأة العادية تركز على إيجابياتها عوض سلبياتها، وإن لا تزال بعض النساء يُشككن في عمليته، ولم ينجحن إلى الآن في تقبله بسهولة. ورغم أنهن على حق فيما يتعلق بعدم عمليته في النهار خصوصًا، فإن الأمر يختلف في المساء حيث يُستعمل لبضع ساعات فقط.
من إيجابياته:
- يُضفي الـ«جامبسوت» على الجسم رشاقة وطولاً لأنه قطعة متكاملة تأتي عادة بلون واحد.
- مثل الفستان، لا يحتاج إلى تنسيق مع قطع أخرى، وهو ما يسمح بإدخاله إلى كل المناسبات بإضافة الإكسسوارات والجواهر.
- يُغني عن القطع التي تحتاجها التنورة أو البنطلون مثلاً، وهو ما يخفف من عبء المناسبة والتحضير لها. ليس هذا فحسب، بل يجعل المظهر خفيفًا على العين، وأكثر رشاقة، كما سبق وقلنا، إذ يكفي أن تُضاف إليه جواهر أو حزام مُبتكر ليرقى إلى أي مناسبة مهمة.
- إذا استدعت الحاجة، يمكن أيضًا إضافة سترة «توكسيدو» فوقه لخلق مظهر يتراقص على نغمات الروك أند رول.
- في حال كنت تتخوفين منه لأنك قصيرة وناعمة والبنطلونات الواسعة ليست المفضلة لديك، يمكنك حل المشكلة بارتدائه مع حذاء عال «بلاتفورم». أما إذا كنت طويلة، فيمكنك ارتداؤه مع حذاء بتصميم رجالي لإضفاء المزيد من الديناميكية عليه.
محطات
ظهر هذا التصميم أول مرة قطعة موجهة للمرأة في فلورنسا الإيطالية في عام 1919، ضمن الحركة المستقبلية التي شهدتها تلك الفترة، وكحالة تمرد على البورجوازية أيضًا. وقد كان من القطن أو الكتان، بتصميم مستطيل وبنطلون واسع، قد يكون هو اللبنة التي شكلت ما يُعرف حاليا ببنطلون البالاتزو؛ حينها تميز أيضًا بسبعة أزرار وحزام.
- في عام 1923، ظهر مرة ثانية في روسيا على يد رودنشينكو وزوجته ستيفانوفا، وكان موجهًا للرجل بالأساس، قبل أن تؤنثه إلسا سكاباريللي في باريس.
- في الستينات، اكتسب أناقة تتعدى المستقبلي والوظيفي على يد إميليو بوتشي، مصمم النخبة آنذاك، وأيرين غاليتزين، وهي بالأصل أميرة تحولت إلى مصممة شملت لائحة زبوناتها صوفيا لورين، وإليزابيث تايلور، وجاكي كينيدي. وفي هذه الحقبة، بدأ يتسلل إلى الموضة، لكن أقبل عليه الرجل أكثر من المرأة. فقد كان القطعة المفضلة لدى مغنيي الروك أند رول والبوب، مثل ميك جاغر وألفيس بريسلي وديفيد بوي وفريدي ميركوري.
وما بعد الثمانينات، انتقل إلى مغنيات نذكر منهن مادونا، ثم بريتني سبيرز، وبيونسي أخيرًا. لكنه لم يبقَ حكرًا على منصات المسارح لأنه في الأخير وصل إلى خزانة المرأة الأنيقة، على يد «فالنتينو» و«تشيروتي»، ثم دونا كاران وستيلا ماكارتني و«برادا» و«جيفنشي»، وهلم جرا من الأسماء العالمية، إلى جانب المحلات الشعبية.