الثعابين تغير درجة تدفق الدم في جسمها من خلال «جفونها»

رجح باحثان أميركيان أن الثعابين تتحكم في درجة سيولة الدم في طبقة الجلد الرقيقة التي تعلو العين لديها والتي تشبه النظارة لدى الإنسان وتقوم مقام الجفون. وقال الباحثان في دراستهم التي نشروا نتائجها اليوم الخميس في مجلة «جورنال أوف إكسبرمنتال بايولوجي» الأميركية، إن الثعابين تستطيع - على ما يبدو - وقف تدفق الدم في هذه النظارة مؤقتا، من خلال قبض الأوعية الدموية المؤدية إليها بشكل إيقاعي، وذلك للتخلص من ضعف حدة البصر على الأقل جزئيا التي تطرأ على عين الحيات بسبب وجود أوعية دموية في مواجهة المجال البصري لها مباشرة.
كما أوضح الباحثان أن الثعابين تستطيع وقت الخطر قبض هذه الأوعية الدموية فترة أطول للمحافظة على رؤية أفضل خلال هذه المرحلة من الخطر. ومن المعروف لدى العلماء منذ أكثر من 150 سنة فكرة أن هناك الكثير من الأوعية الدموية في نظارة الثعابين، ولكن الباحثين لم يدرسوا هذه الظاهرة بشكل أكثر تفصيلا حتى الآن، وهو ما فعله كيفن فان دورن ويعقوب سيفاك، من كلية العلوم البصرية بجامعة ووترلو في كندا، من خلال عدة تجارب على ثعبان يسمى ثعبان السوط، في محاولة لاكتشاف كيفية تعامل هذه الثعابين مع تقلص قدرتها على الرؤية بسبب الأوعية الدموية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وفي سبيل ذلك، وضع الباحثان ثعبانين، كلا في صندوق صغير شفاف. وبعد وقت قصير من التعود، سكن كل من الثعبانين في مكانه. ثم سلط الباحثان مصدرا ضوئيا من نوع خاص على إحدى عيني الثعبانين واستطاعوا بذلك تصوير تدفق الدم في الأوعية الدموية الدقيقة للعين. أما الباحثان فقد اختفيا خلف ستارة.
وفي هذا الجو الهادئ، كان الثعبانان يقبضان الأوعية الدموية للعين لمدة دقيقتين بشكل منتظم، وأوقفا بذلك تدفق الدم في العين، ثم أرخيا الأوعية الدموية ليسمحا للدم بالمرور في الأوعية الدموية على مدى نحو دقيقة.
ثم تغيرت الصورة عندما تعمد الباحثان إرهاق الثعبانين، وذلك ببساطة من خلال ظهورهما أمام الستارة وتحركهما في المعمل. وجد الباحثان أن الثعبانين اختصرا فترة تدفق الدم في الأوعية الدموية من نحو دقيقة إلى نحو 34 ثانية وأن فترة النظر الحاد طالت.