وفاة الصحافي العبسي في ظروف غامضة

وفاة الصحافي العبسي في ظروف غامضة
TT

وفاة الصحافي العبسي في ظروف غامضة

وفاة الصحافي العبسي في ظروف غامضة

رحيل الصحافي اليمني محمد العبسي في ظروف غامضة، دفع مؤسسات وناشطين ومتابعي الشاب الذي ذاع صيته في التحقيقات الاستقصائية، إلى المطالبة بتشريح جثمانه، لمعرفة سبب الوفاة، في مؤسسات خارج سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح في صنعاء.
وتشير أصابع الاتهام إلى ميليشيات الحوثي وصالح بالضلوع في تصفيته، ووفقًا لمقربين من أسرة العبسي، فإن وفاته «لم تكن بسكتة قلبية كما أشيع، بل تمت تصفيته بالسم من قبل الميليشيات».
ووفقا للأسرة، فإن منزل الصحافي داهمته الميليشيات مارس (آذار) الماضي، كما تلقى تهديدات عدة بسب ما ينشره من ملفات فساد لمسؤولين في صنعاء، بعدما نشط كثيرا في نبش الملف الشائك، وأسس حملات أبرزها «التحالف الوطني لمناهضة صفقة الغاز المسال»، وعمل محررا في صحيفة «الثورة» الحكومية، كما عمل سابقًا مراسلاً لصحيفة «السفير» اللبنانية.
وتحدثت مواقع إخبارية يمنية، أن الصحافي تناول وجبة العشاء أول من أمس مع ابن عمه، وعلى أثرها نقل إلى المستشفى في حالة صحية سيئة للغاية، بينما لا يزال ابن عمه قابعا في العناية المركزة في حالة حرجة.
وقال عضو نقابة الصحافيين اليمنيين، سعيد ثابت سعيد، إن النقابة لا تستبعد فرضية اغتيال محمد العبسي، وتدعو إلى إجراء تحقيق جنائي مستقل بعيدا عن تدخل الميليشيات الانقلابية في صنعاء، مشيرًا إلى أنه في حال وافقت أسرة العبسي على تشريح جثته لمعرفة سبب وفاته فإن نقابة الصحافيين تشدد على أن تكون اللجنة المكلفة بذلك لجنة دولية من «الصليب الأحمر». فيما طالب عدد من الناشطين والإعلاميين اليمنيين بعدم دفن جثته، وإخضاعها للطب الشرعي لكشف حقيقة وفاته.
من جهته، وصف وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني رحيل العبسي بالخسارة الكبيرة «للوسط الصحافي والإعلامي الذي فجع بهذا الرحيل المبكر»، وقال إن العبسي «وضع بصمات لا تنسى خلال سنوات قليلة من عمله الصحافي، وقد كان مثار إعجاب الجميع، لامتلاكه قدرات صحافية خاصة واستثنائية، واطلاعا واسعا في كثير من المجالات».
وأضاف سعيد في سلسلة منشورات على حسابه في «فيسبوك»: «لا نريد أن نكرر مع الفقيد محمد العبسي مسرحية تشريح جثمان الزميلة الفقيدة جميلة جميل التي ماتت بصورة غامضة بصنعاء في الشهر نفسه من العام الماضي، وجرى التشريح بإشراف القتلة». ولفت في منشور آخر إلى أن «أي تشريح لجثمان الفقيد العبسي يقوم به من يسمى النائب العام المعين من ميليشيا الانقلاب لا يعتد بنتائجه ونعتبره مؤكدا لفرضية الاغتيال».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.