قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي: لا صحة لتوقف معارك الموصل

أكد الفريق الركن عبد الغني الأسدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق، أنه لا صحة على الإطلاق لما يتردد بشأن توقف عمليات تحرير محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، وأرجع بطء سير العمليات إلى الحرص الشديد على حياة مئات الآلاف من المدنيين الذين لا يزالون في المدينة.
وقال الأسدي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «لا يوجد أي توقف، لا جزئي ولا كلي للمعارك كما يقال.. المعارك مستمرة وفي تقدم على كل المحاور وفقًا للخطة التي وضعتها القيادة العامة.. وقد حققنا إنجازات كبيرة، فقد استطعنا كقوات مكافحة الإرهاب تحرير 40 حيًا من 56 حيًا بالجانب الأيسر بالمدينة».
وأشار إلى أن سبب بطء سير العمليات هو «وجود عوائل مدنية داخل المدينة، ونحن نحرص بشدة على سلامتهم»، مقدرًا عدد هؤلاء المدنيين بأكثر من 600 ألف شخص. وكشف الأسدي أن حركة النزوح كانت واضحة خلال الأيام الأولى للعملية، لكنها تراجعت بصورة كبيرة جدًا جدًا أخيرًا.
ونفى الأسدي حدوث أي تغييرات في الخطة المركزية لتحرير الموصل ورفض محاولات البعض ربط بطء العملية بزيارة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أخيرًا للعراق. وقال: «لم تطرأ أي تغيرات على الخطة العامة المركزية.. وإنما هناك متغيرات على الأرض، وتفاصيل الخطة تتعدل وفق تلك المتغيرات».
وأكد الأسدي أيضًا أنه «لم يتم أيضًا استقدام قطاعات إضافية للإمساك بالأرض في المناطق التي تم تحريرها، والقطاعات المخصصة لهذا الغرض الآن كافية ولا حاجة لطلب قطاعات إضافية».
واستنكر الأسدي ما يتردد في الإعلام عن استعادة تنظيم داعش زمام المبادرة في المعارك، وتنفيذه هجمات ضد القوات العراقية، واستعادته بعض الأحياء التي سبق أن حررتها القوات، وقال: «هذا الحديث غير دقيق تمامًا.. (داعش) بالأساس فقد روح القتال.. نعم يقوم ببعض الفعاليات من حين لآخر، لكنها في مجملها يائسة ولم يكتب لها النجاح.. فهو مثلاً يقوم بمناوشات من بعيد عبر القنص والدفع ببعض العجلات المفخخة وكلها فعاليات لا يكتب لها النجاح». وأضاف: «سمعنا البعض يقول إن (داعش) ربما استغل الظروف الجوية من أمطار وغيرها ووجه ضربات للقوات العراقية وللأحياء المحررة.. وأقول لهؤلاء إنه في الخطط العامة يتم وضع كل الاحتمالات صغيرة أو كبيرة في الحسابات، وبالفعل تم وضع احتمالية استغلال (داعش) للأحوال الجوية، وهو كما أقول لم ينفذ إلا عمليات يائسة وبائسة». وأضاف: «(داعش) لم يستطع ولن يستطيع العودة لنفس وضعه القتالي الذي كان عليه قبل تحريرنا لكثير من الأحياء في الجانب الأيسر من المدينة».
ولم يقدم الأسدي أي تقدير محدد لعدد عناصر «داعش» في الموصل حاليًا بعد مرور أكثر شهرين من بداية معركة التحرير، واكتفى بالقول: «لا يوجد لدينا تقدير محدد لعدد عناصر (داعش) بالمدينة حاليًا.. العدد يتغير باستمرار.. ولذلك نقول إن أغلب الإحصائيات في هذا الشأن دائمًا ما تكون غير دقيقة».
من ناحية ثانية، وصف الأسدي ما يطرحه البعض من أن الخلافات السياسية بين المكونات العراقية قد ألقت بظلالها على سير المعارك بأنه حديث «مغرض وداعم لاستمرار بقاء (داعش) في المدينة». وأضاف: «هذه دعاية تطلقها جهات لها أجندات خاصة ومصلحة في عدم استقرار البلاد أو القضاء على (داعش).. وباعتقادي من يروج هذا الكلام مشارك من قريب أو بعيد للتنظيم».
وفي رده على تساؤل حول احتمالية توسع مهام الحشد الشعبي المكلف بتحرير المحور الغربي للمدينة ليشمل محاور أخرى، خصوصًا بعد نجاحه في تحرير مطار تلعفر الاستراتيجي من قبضة «داعش»، وأيضًا بعد أن تم إقرار قانون الحشد الشعبي أخيرًا، أجاب: «لا حديث في هذا الشأن الآن، ولكن الأمر متروك لقرار القائد العام للقوات المسلحة التي تخضع لقيادته جميع التشكيلات بجميع أسمائها».
وبالنسبة لقوات البيشمركة، أوضح الأسدي أن «البيشمركة عندهم أهداف محددة ضمن الخطة العامة، وهي حدود الإقليم»، مؤكدًا: «تلك القوات أنهت مهامها منذ مدة، وهي الآن تتمركز في الخط الفاصل بين حدود الإقليم عند حدود محافظة نينوى بالمواقع التي نجحوا في تحريرها من قبضة (داعش).. أما قضية انسحابهم أو عدمه من المناطق التي قاموا بتحريرها فهي شأن سياسي لا علاقة لنا كعسكريين به».