يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعاً، الثلاثاء، في العاصمة البحرينية المنامة، لمناقشة وصياغة جدول أعمال «قمة البحرين»، تمهيداً لعرضه على القادة والزعماء العرب في الدورة الـ33 لاجتماع المجلس على مستوى القمة المقرر عقدها الخميس المقبل.
ويتضمن جدول الأعمال عدة ملفات تتصدرها القضية الفلسطينية، وتداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. إضافة إلى عدد من القضايا الأخرى المتعلقة بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب، ومواجهة الأزمات في المنطقة، لا سيما الحرب في السودان، والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، إضافة إلى ملف سد النهضة الإثيوبي.
وتمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية العرب، عقد المندوبون الدائمون لجامعة الدول العربية اجتماعاً، الاثنين، لبحث الشق السياسي من جدول أعمال «قمة البحرين»، والذي تضمن استعراض تقرير رئاسة قمة جدة، وتقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
ركز البند الأول من جدول أعمال اجتماع المندوبين الدائمين على القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، ومتابعة التطورات السياسية الخاصة بها، لا سيما في ظل الحرب في غزة، حيث جدد المندوبون الدائمون على ضرورة وقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ودعوا إلى تفعيل مبادرة السلام العربية، ودعم موازنة فلسطين، كما بحثوا الوضع في الجولان العربي السوري المحتل.
وفيما يتعلق بالشؤون العربية والأمن القومي جدد المندوبون الدائمون التأكيد على التضامن مع لبنان ودعمه، وناقشوا تطورات الوضع في سوريا واليمن، وأكدوا دعم السلام والتنمية في السودان، ودعم الصومال وجزر القمر، وشددوا على ضرورة الحل السلمي للنزاع الحدودي الجيبوتي الإريتري.
كما ناقش المندوبون التدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون العربية، وبحثوا ملف سد النهضة الإثيوبي مؤكدين دعمهم لمصر والسودان.
وقال مندوب السعودية الدائم لدى الجامعة العربية، السفير عبد العزيز بن عبد الله المطر، في كلمته خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، إنّه «في ظل استمرار التحديات التي تواجه المنطقة العربية والظروف الإقليمية والدولية بالغة الخطورة والتعقيد، حرصت السعودية خلال ترؤسها للقمة في الدورة الماضية على تقديم كل الدعم للقضايا العربية».
وقال إن «القمة الحالية تنعقد في وقت عصيب إثر ما يعانيه الفلسطينيون من عدوان وظلم»، مشيرا إلى أن «المملكة بذلت وستبذل كل الجهود الدبلوماسية اللازمة لوقف الحرب في غزة وحماية المدنيين وإيصال المساعدات ودعم الجهود الرامية للاعتراف بالدولة الفلسطينية».
وأكد أن «المملكة مستمرة في بذل الجهود من خلال العمل العربي المشترك لمواجهة الأزمات في اليمن والسودان وليبيا وسوريا والصومال بما يحقق مصالح الشعوب العربية ويصون حقوق الأمة»، معلناً تسليم رئاسة الاجتماع لمملكة البحرين.
وعلى صعيد الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والقانونية ناقش المندوبون الدائمون التفاعلات العربية مع قضايا المناخ والاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان، والاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى بحث مشاريع قرارات المجلس الاقتصادي وموعد ومكان انعقاد الدورة المقبلة من القمة.
وأكد وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون السياسية، الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، أن «(قمة البحرين) تلتئم في ظرف استثنائي حرج، وتوقيت صعب، بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجه العالم العربي، وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».
وأضاف وكيل وزارة الخارجية البحرينية، في كلمته خلال الاجتماع، أن «الدولة الوطنية ومؤسساتها الشرعية، باتت مهددة بتقويض أركانها، وغياب حضورها نتيجة نزاعات داخلية يضاف إلى ذلك خطر الميليشيات المسلحة التي زادت من وتيرة الإرهاب، وتهديد الأمن الإقليمي، وهي جزء من التدخلات الخارجية في الشؤون العربية الأمر الذي يتناقض مع كافة المواثيق الدولية».
وشدد على أن «السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي، الذي ينطلق من رؤية واقعية تهدف إلى الحفاظ على الأمن القومي العربي، وحماية المؤسسات الوطنية، باعتبارها الحصن المنيع لمواجهة الأزمات، وحماية المقدرات، ومكافحة الإرهاب».
وأعرب عن أمله أن «تعبر القمة عن استحقاق تاريخي، يمثل مرحلة جديدة في المسيرة العربية الجامعة، ويلبي التطلعات المأمولة، حتى لا يفقد الشارع العربي إيمانه بفعالية آليات العمل الجماعي»، مشيرا إلى أنه «إذا كان العرب الآن أمام مفترق طرق، فينبغي أن تكون مخرجات تلك الاجتماعات على نفس مستوى خطورة الأوضاع».
وتطرق اجتماع المندوبين فيما يخص شؤون السياسة الدولية إلى القمة العربية الصينية الثانية، وإنشاء منتدى للشراكة بين الجامعة العربية ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (الآسيان)، ودعم وتأييد ترشيح وزير السياحة والآثار المصري السابق الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام اليونيسكو، ودعم وتأييد ترشيح محمود علي يوسف مرشح جيبوتي لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وعلى هامش الاستعدادات لـ«قمة البحرين» استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في المنامة الاثنين، وزير خارجية السودان حسين عوض، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الأمين العام، جمال رشدي.
وجدد أبو الغيط خلال اللقاء «التأكيد على محددات التحرك العربي لعلاج الأزمة السودانية على المستويين السياسي والإنساني والقائمة على دعم التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام وشامل ومضاعفة جهود تحقيق وفاق وطني شامل، والعمل على منع انهيار المؤسسات القومية السودانية، وإنفاذ الأمن الغذائي للسودانيين».
وأعرب أبو الغيط عن «قلقه العميق إزاء تصاعد التوترات في الفاشر شمال دارفور، وما يشكله ذلك من تهديد خطير لحياة مئات الآلاف من المحاصرين في المدينة»، داعياً إلى وقف فوري لأشكال التصعيد وسرعة التوصل إلى اتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار في كافة مناطق السودان»، بحسب الإفادة الرسمية.
ولفت المتحدث باسم الأمين العام إلى تلقي أبو الغيط خطابات من عدد من منظمات المجتمع المدني السودانية تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في ربوع السودان، وما اعتبرته جرائم ممنهجة ترقى إلى الإبادة الجماعية في بعض مناطق دارفور.