«الأوروبي» يدرس إجراءات جديدة لمواجهة غسل الأموال

يحرص على تعزيزها دون التسبب في عقبات أمام الأنظمة البنكية

«الأوروبي» يدرس إجراءات جديدة لمواجهة غسل الأموال
TT

«الأوروبي» يدرس إجراءات جديدة لمواجهة غسل الأموال

«الأوروبي» يدرس إجراءات جديدة لمواجهة غسل الأموال

اعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي، أمس خلال اجتماع لمجلس الاتحاد على مستوى السفراء الدائمين في بروكسل، مقترحات مشتركة للدول الأعضاء لتعزيز مواجهة تمويل الإرهاب وغسل الأموال.
ووجه الاجتماع طلبًا للرئاسة الدورية الجديدة للاتحاد، التي ستتولاها مالطا مع مطلع العام المقبل، بأن تبدأ عملية التفاوض مع البرلمان الأوروبي لتحقيق هدفين رئيسيين؛ هما منع استخدام النظام المالي لتمويل الأنشطة الإجرامية، وتعزيز قواعد الشفافية لمنع التستر على الأموال على نطاق واسع.
وقال البيان إن الغرض من المفاوضات هو التوصل إلى صيغة قانونية تعيق وصول المجرمين إلى موارد مالية، دون أن تتسبب في عقبات غير ضرورية لعمل الأنظمة البنكية والأسواق المالية. وستركز العملية التفاوضية على تعديل بعض التوجيهات في هذا الصدد، والتي اعتمدت في مايو (أيار) 2015.
إلى ذلك، أشار البيان الأوروبي إلى أنه عقب سلسلة من الهجمات الإرهابية في أوروبا، كان لا بد من تحقيق التوازن بين الحاجة إلى زيادة الأمن، وفي الوقت نفسه حماية الحقوق الأساسية والحريات الاقتصادية.
ومن المتوقع أن تكون المقترحات المطروحة للتفاوض جزءًا من عمل المفوضية الأوروبية في إطار مكافحة الإرهاب، والتي قدّم بشأنها خطوات اعتمدها مجلس الاتحاد الأوروبي في فبراير (شباط) الماضي. كما يعتبر أيضا ردًا على ما أثير في أبريل (نيسان) الماضي، في ما يعرف بقضية «أوراق بنما».
وفي ما يتعلق بمواجهة تمويل الإرهاب، فقد أطلقت المفوضية الأوروبية في فبراير الماضي خطة عمل لمكافحة تمويل الإرهاب، بطلب ملح من فرنسا بعد موجة الهجمات التي شهدتها باريس في عام 2015.
وقال نائب رئيس المفوضية، اللاتفي فلاديس دومبروفسكيس، بعدما تبنى أعضاء المفوضية الـ28 الخطة خلال اجتماعهم في ستراسبورغ شرق فرنسا إنه «بفضل الخطة اليوم، سنضع حدًا سريعًا لتمويل الإرهاب مع اقتراح تشريعات في الأشهر المقبلة». وأضاف دومبروفسكيس في مؤتمر صحافي أن «كل التدابير التي عرضت اليوم ينبغي تنفيذها بحلول نهاية 2017».
والخطة التي لا تزال تتطلب موافقة البرلمان والمجلس الأوروبيين، تعتمد إلى حد بعيد على اقتراحات فرنسية، وتتضمن «خطة العمل» جانبين: الأول يتناول عمليات تحويل الأموال للحيلولة دون وصولها إلى الإرهابيين، والثاني يهدف إلى تجفيف منابع التمويل، وفق ما أورد نائب رئيس المفوضية.
وبالنسبة إلى الجانب الأول، تركز المفوضية خصوصًا على البطاقات المدفوعة سلفًا والعملة الافتراضية. وقال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية الفرنسي، بيار موسكوفيسي، في بيان: «نريد التّصدي للطابع المجهول لوسائل الدفع الإلكترونية هذه».
وتعتبر البطاقات المدفوعة سلفًا، والتي تبيّن أنها استخدمت في تدبير اعتداءات باريس لتمويل تأمين سيارات وشقق للمهاجمين، بديلاً من بطاقات الدفع العادية لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين ليست لديهم حسابات مصرفية.
أما في ما يتعلق بالعملة الافتراضية مثل «بيتكوين»، فتسعى المفوضية إلى تنظيمها بشكل أفضل، علما بأنها تتيح القيام بصفقات خارج حدود الدول، وهي خارجة عن أي مراقبة للسلطات المالية أو أجهزة الاستخبارات عبر الحفاظ على سرية هوية مختلف الأطراف.
وتدعو المفوضية أيضا إلى تعاون أكبر بين الخلايا الوطنية للاستخبارات المالية. كذلك، تستهدف الخطة الأوراق النقدية من فئة 500 يورو، وهي المفضلة في أوساط الجريمة المنظمة لسهولة حملها بشكل سري. وقالت المفوضية في بيانها إنها «ستعمل مع البنك المركزي الأوروبي وجميع الأطراف المعنية لتحديد مدى ضرورة اتخاذ إجراء محدد في هذا الصدد».
وفي ما يتعلق بالجانب الثاني، تستهدف المفوضية خصوصا مصدرين للتمويل، هما: سوء استغلال تجارة السلع، ما يساعد الإرهابيين في تمويه مصدر بعض الأموال، وتهريب الآثار القيمة والقطع الفنية.
أما بشأن الرد على ما يعرف بوثائق بنما، وهي الوثائق المسربة التي تعود إلى أربعة عقود وبلغ عددها أكثر من 11 مليون وثيقة يُزعم اتصالها بشركة المحاماة في بنما تدعى «موساك فونسيكا»، فيقول الاتحاد الدولي للمحققين الصحافيين إن الشركة ساعدت في إنشاء شركات وهمية سرية وحسابات خارجية لعدد من ذوي النفوذ وقادة الدول والسياسيين البارزين. وفيما لا تشير الوثائق بالضرورة إلى أنشطة غير قانونية، إلا أن الشركات الوهمية والحسابات الخارجية يمكن استخدامها لإخفاء أصل المعاملات المالية والملكية. وتشمل الملفات أشخاصًا وشركات وضعتهم الولايات المتحدة على «القائمة السوداء»؛ بسبب تهريب المخدرات وصلاتهم بالإرهاب، وفقًا للاتحاد الدولي للمحققين الصحافيين.



أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.