ترامب يتعهد بمحو الإرهابيين عن وجه الأرض

الرئيس المنتخب يدين الاعتداءات في تركيا وألمانيا وسويسرا

ترامب يتعهد بمحو الإرهابيين عن وجه الأرض
TT

ترامب يتعهد بمحو الإرهابيين عن وجه الأرض

ترامب يتعهد بمحو الإرهابيين عن وجه الأرض

تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بمحو «الإرهابيين» والقضاء على شبكات الإرهاب الإقليمية والعالمية عن وجه الأرض، منددا بـ«الهجمات المتواصلة للإرهابيين المتشددين على المسيحيين»، وذلك في معرض تعليقه على الهجمات في ألمانيا وتركيا وسويسرا أول من أمس.
وقتل 12 شخصا دهسا في اعتداء حين اقتحمت شاحنة حشدا في سوق عيد الميلاد في برلين، فيما اغتيل السفير الروسي في أنقرة برصاص شرطي تركي، وحصل إطلاق نار في مدينة زيوريخ السويسرية حين اقتحم رجل قاعة صلاة للمسلمين. وقد استغرق الأمر 15 ساعة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإصدار بيان علني حول الهجوم الإرهابي في سوق عيد الميلاد في برلين، بينما أصدر ترامب بيانه بعد ثلاث ساعات فقط من الهجوم من مقر إجازته بمدينة وست بالم بيتش بولاية فلوريدا. وأكد ترامب أن ما حصل في العاصمة الألمانية هو «اعتداء إرهابي مروع». وقال ترامب في بيان مدينا بشدة اعتداء برلين إن «مدنيين أبرياء قتلوا في الشوارع بينما كانوا يستعدون لعيد الميلاد. إن تنظيم داعش ومتشددين آخرين يهاجمون باستمرار المسيحيين في مجتمعاتهم وأماكن عبادتهم، وذلك في إطار جهادهم العالمي». وأضاف أن «هؤلاء الإرهابيين يجب محوهم وكذلك شبكاتهم الإقليمية والدولية عن وجه الكرة الأرضية، وهذه المهمة سننجزها مع كل شركائنا المحبين للحرية». وقرابة الساعة الثامنة مساء أول من أمس (19:00 بتوقيت غرينيتش) اقتحمت شاحنة سوقا لعيد الميلاد مكتظة في وسط الجانب الغربي من العاصمة الألمانية، فدهست حشدا مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 48 بجروح بعضهم إصاباتهم خطرة.
من جهة أخرى، دان ترامب اغتيال السفير الروسي لدى تركيا بالرصاص الاثنين في هجوم قال إن منفذه هو «متشدد». وقال ترامب في بيان إنه يقدم «تعازيه لعائلة وأقارب سفير روسيا لدى تركيا أندريه كارلوف الذي اغتاله إرهابي متشدد». وأضاف أن «اغتيال سفير يشكل انتهاكا لكل قواعد العالم المتحضر ويجب أن يكون هناك إجماع على إدانته». ودعا ترامب إلى تغيير التفكير وقال في تغريده عبر «تويتر»: «اليوم كانت هناك هجمات إرهابية في تركيا وسويسرا وألمانيا، والأمر يزداد سوءا ويجب على العالم المتحضر تغيير التفكير». وليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب كلمة «الإرهاب الإسلامي» وقد أشار في تصريحات سابقة لشبكة «سي إن إن» إلى أن «الإسلام يكره الغرب». وقتل السفير الروسي كارلوف برصاصات عدة أطلقها عليه شرطي تركي، بينما كان يلقي كلمة خلال افتتاح معرض فني في العاصمة التركية. وقال الشرطي إنه قام بفعلته ثأرا لما يحصل في حلب. وفي تسجيل فيديو للهجوم نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر القاتل وهو يردد حديثا شريفا باللغة العربية أولا ثم تحدث بالتركية وكان السفير ممدا أرضا بقربه. ويحمل المتظاهرون في تركيا موسكو مسؤولية انتهاك حقوق الإنسان في حلب، مع احتجاج الآلاف أمام القنصلية الروسية في إسطنبول.
وتقف تركيا وروسيا على طرفي نقيض في النزاع السوري في ظل دعم أنقرة للمعارضة التي تسعى للإطاحة بحليف موسكو بشار الأسد. لكن خطاب أنقرة تحسن بشكل كبير منذ توقيع اتفاق المصالحة في وقت سابق من العام الحالي، والتوصل إلى اتفاق روسي بوساطة تركية لإجلاء المواطنين والمسلحين من حلب في الأيام الأخيرة. وكمستثمر عقاري، كان ترامب يرغب في التقارب مع موسكو من خلال الأعمال طوال عقود. وباتت آراؤه المؤيدة لروسيا تحت تدقيق متزايد عام 2015 لدى بدء حملته للوصول إلى البيت الأبيض وتجاهله تقارير حول القمع الذي يمارسه الروسي فلاديمير بوتين. وتتعرض هذه العلاقات لانتقادات حادة بعد إعلان وكالات الاستخبارات الأميركية أن روسيا حاولت التأثير في الانتخابات الأميركية عبر القرصنة الإلكترونية. وفي الوقت ذاته، فإن العلاقات بين خصمي الحرب الباردة السابقين ليست في أفضل حالاتها. وفي مدينة زوريخ السويسرية، اقتحم رجل قاعة صلاة للمسلمين وأطلق النار فأصيب ثلاثة رجال. وتتهم وسائل الإعلام السويسرية بعض المساجد، ضمنها واحد قرب زوريخ والمسجد الكبير في جنيف، بتشجيع التطرف بين المصلين، وخصوصا الأصغر سنا منهم.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».