«غاز بروم» الروسية على وشك خسارة أسهمها في تركيا

تمتلك 60 % من أسهم «أكفيل هولدينغ»

«غاز بروم» الروسية على وشك خسارة أسهمها في تركيا
TT

«غاز بروم» الروسية على وشك خسارة أسهمها في تركيا

«غاز بروم» الروسية على وشك خسارة أسهمها في تركيا

ربما تخسر شركة «غاز بروم» المحتكرة لقطاع الغاز في روسيا أسهمها الكبيرة في تركيا، وتحديدًا في مجموعة «أكفيل هولدينغ» (Akfel Holding) التركية الخاصة، وهي أكبر مستورد للغاز بين شركات القطاع الخاص في تركيا، وذلك نظرا لقرار السلطات التركية تأميم تلك المجموعة بموجب القانون الذي تم اعتماده بعد محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب إردوغان، والذي يسمح للحكومة بوضع اليد على الشركات التي تمول أو يشتبه أنها تمول جماعة الداعية عبد الله غولن.
وحسب صحيفة «كوميرسانت» الروسية، فإن محاولات شركة «غاز بروم» بإطلاق محادثات مع الجانب التركي بهذا الصدد لم تأت بنتيجة حتى الآن، أي في الوقت ذاته الذي يتوقع أن تنطلق فيه المحادثات بين الشركة الروسية والشركات التركية الخاصة للاتفاق على السعر الذي سيتم اعتماده لصادرات الغاز الروسي العام المقبل.
وترتبط شركات مجموعة «أكفيل هولدينغ» باتفاقيات مع شركة «غاز بروم» لاستيراد كميات كبيرة من الغاز، تصل إلى ما يزيد على 5 مليارات متر مكعب سنويًا.
وتمتلك «غاز بروم» 60 في المائة من أسهم شركة «أكفيل وغاز بروم بنك» التركية - الروسية المشتركة. فضلا عن ذلك تنوي الشركة الروسية شراء 50 في المائة من أسهم «أكفيل غاز»، وقد تم التوصل لاتفاق بهذا الشأن منذ عام 2014، إلا أن الصفقة ما زالت عالقة بسبب عدم توفر الموافقات الحكومية التركية المطلوبة.
وتهيمن مجموعة «أكفيل هولدينغ» على 55 في المائة من صادرات «غاز بروم» إلى شركات القطاع الخاص التركية، بينما تشكل كميات الغاز التي تستوردها هذه المجموعة من روسيا 20 في المائة من إجمالي صادرات الغاز الروسي إلى تركيا للقطاعين العام والخاص.
وحسب بعض الحسابات، فإن دخل المجموعة التركية من صفقات الغاز الروسي يتراوح سنويا ما بين 400 إلى 500 مليون دولار أميركي.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن شركة «غاز بروم» تلقت الأنباء عن تأميم المجموعة التركية بألم شديد، حيث طرح أليكسي ميلر رئيس «غاز بروم» هذه المسألة على رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أثناء زيارته إلى موسكو في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إلا أن الضيف التركي لم يقدم توضيحا كافيًا.
وقال مصدر مقرب من «غاز بروم» إن تأميم مجموعة «أكفيل هولدينغ» يعني أنهم «أخذوا منا أكثر باعة الغاز الروسي في تركيا فعالية ونشاطًا وربحًا»، معربا عن يقينه بأن «أصول غاز بروم في تلك المجموعة قد ذهبت بلا رجعة».
وحتى الآن لم يصدر أي شيء رسمي عن «غاز بروم»، التي يبدو أنها بحاجة ماسة في الوقت الراهن لعلاقات عمل إيجابية مع السلطات التركية، لا سيما أنها مقبلة على تنفيذ مشروع غاز «السيل التركي» الضخم، الذي يحمل بما في ذلك جانبا سياسيا، وتم إقراره على مستوى القيادات العليا في البلدين.
ويرى مراقبون أن «غاز بروم» قد لا تذهب إلى التصعيد علانية أو خلق خلاف بسبب تأميم تلك المجموعة التجارية التي تمتلك الشركة الروسية حصة كبيرة فيها، إلا أن هذه الواقعة قد تؤثر على الحسومات التي تقدمها الشركة الروسية للشركات الخاصة التي تستورد الغاز الروسي.
وكانت «غاز بروم» قد توصلت لاتفاق مع الجانب التركي على حسومات يستمر العمل بها حتى مطلع عام 2017، على أن تجرى جولة محادثات جديدة لتحديد حجم التخفيضات (الحسومات) التي ستقدمها الشركة الروسية للشركات الخاصة التركية على سعر الغاز الروسي عام 2017، إلا أن حادثة مجموعة «أكفيل هولدينغ» قد تؤدي إلى إلغاء تلك المحادثات، أو تأجيلها لعدة أشهر، على أقل تقدير.



«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»