ترامب أمام اختبار الهيئة الناخبة الأميركية

الكونغرس تلقى مئات المقترحات لتعديلها أو إلغائها على مر السنوات

ترامب أمام اختبار الهيئة الناخبة الأميركية
TT

ترامب أمام اختبار الهيئة الناخبة الأميركية

ترامب أمام اختبار الهيئة الناخبة الأميركية

اجتمع الناخبون الكبار الـ538 أعضاء «الهيئة الناخبة»، أمس، في عاصمة كل من الولايات الأميركية لتعيين خلف باراك أوباما في البيت الأبيض.
وعلى المرشح الحصول على الغالبية المطلقة من أصوات الهيئة، أي 270 صوتا للوصول إلى البيت الأبيض. يعود هذا النظام إلى دستور عام 1787 الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر من دورة واحدة. وكان الآباء المؤسسون للولايات المتحدة يرون في ذلك تسوية بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر، وانتخابه من قبل الكونغرس وفق نظام اعتبروه غير ديمقراطي.
ورفعت إلى الكونغرس على مر العقود مئات المقترحات لإجراء تعديلات أو لإلغاء الهيئة الناخبة، إلا أن أيا منها لم ينجح.
عدد الناخبين الكبار 538، وهم بمعظمهم موظفون منتخبون محليون أو ناشطون محليون غير معروفين من الرأي العام، لا تظهر أسماؤهم على بطاقات الاقتراع. لكل ولاية عدد من كبار الناخبين يساوي مجموع ممثليها في مجلسي النواب (عدد مرتبط بعدد السكان)، والشيوخ (اثنان لكل ولاية أيا كان تعدادها السكاني). فلولاية كاليفورنيا مثلا 55 ناخبا كبيرا، وتكساس 38، في حين أن لكل من فيرمونت وألاسكا ووايومينغ وديلاوير ثلاثة ناخبين كبار فقط.
ويمنح الدستور الولايات الفيدرالية حرية أن تقرر آلية اختيار كبار الناخبين. في كافة الولايات باستثناء نيبراسكا وماين، المرشح الذي يفوز بغالبية الأصوات يحصل على أصوات جميع الناخبين الكبار.
حين توجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع في 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، فاز دونالد ترامب بغالبية واضحة من كبار الناخبين (306 من أصل 538)، لكن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون فازت في التصويت الشعبي. وإن لم يكن هذا الوضع جديدا، إذ فاز جورج بوش الابن أمام آل غور عام 2000 رغم حصول الأخير على غالبية التصويت الشعبي، فإن الحملة الانتخابية شديدة العدائية بين المرشحين ساهمت في تأجيج حدة التوتر. ووقع ملايين الأميركيين الذين اعتبروا أن دونالد ترامب لا يتمتع بالمواصفات المطلوبة للوصول إلى البيت الأبيض، عريضة دعوا فيها كبار الناخبين الجمهوريين إلى قطع الطريق عليه. ويتحتم على معارضي ترامب من أجل تحقيق هدفهم إقناع 37 من كبار الناخبين الجمهوريين بالتخلي عن مرشحهم.
من جهته، انتقد المعسكر الجمهوري محاولة يائسة لناخبين يرفضون تقبل الهزيمة، وأعربوا عن قلقهم من المضايقات التي يتعرض لها بعض كبار الناخبين.
يذكر أنه لا شيء في الدستور أو في القانون الفيدرالي يرغم كبار الناخبين على التصويت باتجاه أو بآخر.
كما ترغم بعض الولايات الناخبين الكبار على احترام نتائج التصويت الشعبي. وأثبتت الوقائع التاريخية أنه من النادر جدا أن يرفض ناخب كبير نتائج صناديق الاقتراع في ولايته. وإن سجلت حالات نادرة على مر العقود، لم تؤثر أبدا على النتيجة النهائية لهوية الرئيس المقبل.
وبعد أن تمّت عملية التصويت أمس، لدى الولايات مهلة حتى 28 ديسمبر (كانون الأول) لنقل «شهادة التصويت» إلى الكونغرس والأرشيف الوطني، الذي سينشرها على الإنترنت تباعا لصدروها من مختلف الولايات. وسيعلن الكونغرس رسميا اسم الرئيس المنتخب في السادس من يناير (كانون الثاني) عند انتهاء التعداد الرسمي للأصوات.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.