وزير يمني: الانقلابيون يتلاعبون بالجهود الدولية

طالب القوى الدولية بعدم ممارسة ضغوط على الشرعية

وزير يمني: الانقلابيون يتلاعبون بالجهود الدولية
TT

وزير يمني: الانقلابيون يتلاعبون بالجهود الدولية

وزير يمني: الانقلابيون يتلاعبون بالجهود الدولية

يصف وزير يمني التحركات الأميركية الأخيرة حول اليمن بالخطوات التي جاءت في الوقت الضائع، بعيدًا عن حقائق الوقائع على الأرض، والهدف منها تحقيق «منجز للإدارة الأميركية قبل مغادرتها البيت الأبيض في غضون شهر».
ويرى الدكتور محمد قباطي وزير السياحة اليمني أن وزير الخارجية الأميركي «لم يكن موفقا في كل ما يسوق إليه منذ البداية كونه لم يأخذ في الاعتبار الحقائق على الأرض»، وقال: «أشعر بأن كيري يحاول أن يسوق شيئا من البداية لم يكن موفقًا فيه، واضح أن الإدارة الأميركية الراحلة حريصة على تحقيق إنجاز بعد توقيعها الاتفاق النووي مع إيران، ويشعر كيري بأن ما أنجزه في مسقط بالتعاون مع عمان لإنجاح هذا الملف يمكن أن يدعمه بمنجز آخر على الصعيد اليمني».
وأضاف قباطي الذي كان وزيرا للإعلام وسفيرا سابقا لليمن لدى بريطانيا: للأسف، مثل هذا المنجز ما لم يأخذ في الاعتبار حقائق الواقع على الأرض، والالتزام بمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية بكل فقراتها، والقرار 2216 فهو كمن يريد أن يسوق شيئا يتعارض مع هذه المرجعيات.
وطالب وزير السياحة اليمني من الأطراف الدولية عدم ممارسة أي ضغوط على الشرعية اليمنية لإعاقة تحقيق أي حسم عسكري يقصر معاناة الشعب، وقال: «نرجو من العالم ألا يمارس ضغوطًا علينا... من أجل تقصير المدة التي يعاني منها الشعب، الضغط الذي يمارس من أجل ألا يحسم الأمر ولا يحدث تغيير عسكري حاسم يطيل مدة معاناة الشعب اليمني، ونشعر أنه في حال حدث هذا التغيير الحاسم فسيكون هو المدخل نحو عودة الانقلابيين إلى رشدهم والقبول بالتسوية التي أقرتها الأمم المتحدة وسيوافقون على الجلوس على طاولة المفاوضات».
وشدد قباطي على أن الشرعية اليمنية لا مشكلة لديها في مشاركة الحوثيين في العملية السياسية مستقبلاً وهو ما نصت عليه بنود مخرجات الحوار الوطني اليمني، إلا أن ذلك لن يتأتى قبل الانسحاب من كل المدن التي سيطروا عليها مثل صنعاء، والحديدة، وتعز وبقية المناطق، إلى جانب تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وفي تعليقه حول تصريح كيري بأن إيران أكدت له رغبتها في إيقاف القتال في اليمن وإنهاء النزاع، أكد قباطي أن الدور الإيراني لا يزال غير إيجابي وكان آخر دور سلبي قاموا به هو الاعتراف بالحكومة الانقلابية التي رفضها العالم أجمع.
وأضاف: «الدور الإيراني للأسف سلبي، وقد شاهدنا تصريح وزير الدفاع الأميركي المقبل في الإدارة الجديدة يقول إن إيران ما زالت تهرب السلاح لليمن والخليج، إيران مسؤولة عن كل ما يجري في المنطقة، وإذا كان لديهم صدق نوايا بشأن اليمن عليهم الإعلان الواضح بقبولهم بتنفيذ القرار الأممي 2216 دون مواربة».
ويرى وزير السياحة اليمني أن خيار الحسم العسكري هو اللغة الوحيدة التي يفهمها الانقلابيون وهو ما سيعيدهم للمشاورات وتطبيق القرارات الدولية، وقال: «أي متتبع لحقائق الأمور على الأرض ومنذ صدور القرار 2216 يدرك أن هؤلاء لا يدركون سوى منطق القوة، كلما تغير الوضع على الأرض عسكريًا يعودون للتسليم بتنفيذ القرارات الدولية وإن كان بشكل جزئي، رأينا ذلك في جنيف1، كانوا متعنتين وبعد تحرير عدن تحقق تقدم بسيط في ييل السويسرية، الأمر نفسه في محادثات الكويت التي ظلت تراوح مكانها حتى حسمت الشرعية الأمور في فرضة نهم وبعدها سلموا بالأمر الواقع، يبدو أنهم لا يقتنعون إلا إذا حشروا في الزاوية ورأوا الهزيمة أمامهم، وأعتقد أن تغيير الواقع على الأرض وخصوصا في تعز وقتها سنصل لاتفاق».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».