مراقبون دوليون في حلب من دون «فيتو روسي»

وزراء الخارجية العرب يرحبون بقرار مجلس الأمن حول المدينة المنكوبة

مراقبون دوليون في حلب من دون «فيتو روسي»
TT

مراقبون دوليون في حلب من دون «فيتو روسي»

مراقبون دوليون في حلب من دون «فيتو روسي»

دعا مجلس الأمن بالإجماع، أمس، إلى تمكين مسؤولين من الأمم المتحدة ومسؤولين آخرين، من مراقبة عمليات الإجلاء من شرق حلب وسلامة المدنيين الذين بقوا في المدينة السورية. وتبنى المجلس، الذي يضم 15 عضوا، مسودة قرار أعدتها فرنسا «تطالب جميع الأطراف بإتاحة وصول آمن وفوري ودون عوائق لهؤلاء المراقبين». كما تطلب نشر مزيد من الموظفين لهذه الأغراض حسب الحاجة، وتطلب من جميع الأطراف أن يتيحوا لهؤلاء المراقبين الوصول الآمن والفوري ودون عوائق للمناطق.
وسيقدم الأمين العام تقريرا في غضون 5 أيام عن تنفيذ هذا القرار، لمجلس الأمن الذي قرر أن يبقى الوضع في حلب قيد نظره الفعلي. واتفقت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس في ختام مداولات طويلة في جلسات مغلقة، أول من أمس، على تسوية لتعديل النص الذي قدمته فرنسا، وكانت روسيا تهدد باستخدام «الفيتو» ضده. وبحسب السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر، فإن الدول الـ15 توصلت إلى توافق حول نص تسوية يستند تحديدا إلى مشروع القرار الفرنسي. وعدّ السفير الروسي فيتالي تشوركين أنه «نص جيد».
وهددت الولايات المتحدة في الجلسة الطارئة بدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للانعقاد بعد ضمان الأصوات الكافية من الدول الأعضاء، كما فعلت كندا في الجلسة العادية التي عقدتها الجمعية وتحفظت عليها السعودية لأنها لم تأت في إطار «الاتحاد من أجل السلام».
وفي هذا الإطار، يصدر مجلس الأمن قرارا يدعو الجمعية للاجتماع بشكل طارئ، ولن تتمكن روسيا، في مثل هذه الحالة، من الاعتراض، لأن قرار المجلس في مثل هذه الحالة يعد «إجرائيا» ولا يخضع لـ«الفيتو».
واعتمدت الجمعية العامة قرارا يحمل الرقم «337/ V» اتخذته في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 1950، وأصبح يعرف باسم «متحدون من أجل السلام». وينص على أنه في «أية حالة يخفق فيها مجلس الأمن، بسبب عدم توفر الإجماع بين أعضائه الخمسة دائمي العضوية، في التصرف كما هو مطلوب للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، يمكن للجمعية العامة أن تبحث المسألة بسرعة، وقد تصدر أي توصيات تراها ضرورية من أجل استعادة الأمن والسلم الدوليين. وإذا لم يحدث هذا في وقت انعقاد جلسة الجمعية العامة، يمكن عقد جلسة طارئة وفق آلية الجلسة الخاصة الطارئة».
الى ذلك, رحب وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الطارئ الذي دعت إليه دولة الكويت وانعقد في مقر جامعة الدول العربية، أمس، بقرار مجلس الأمن نشر مراقبين دوليين لمتابعة عمليات إجلاء المدنيين من مدينة حلب والعمل على وقف إطلاق نار دائم وتفعيل الحل السياسي.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية وزير الخارجية التونسي خميس الجينهاوي رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، والأمين العام أحمد أبو الغيط، ووزراء خارجية الكويت والأردن واليمن وقطر، واتفق الجميع خلال مداخلاتهم على أهمية الحل السياسي، وعلى أن «الانتصارات العسكرية التي تحيل الأوطان إلى أشلاء هي بمثابة هزائم تزيد من استمرار المعاناة والمأساة التي أصابت الشعب السوري على مدار 6 سنوات».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعا تشاوريا قبل الاجتماع الرسمي، واتفقوا على أهمية دعم الجهود التي تقوم بها كل من الإمارات والسعودية وقطر لعقد اجتماع عاجل للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أساس مبدأ «الاتحاد من أجل السلام» لإيقاف المجازر التي يرتكبها النظام وحلفاؤه ضد الشعب السوري.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.