الجيش المصري على ضفة الخليج العربي مجددًا لتنفيذ تدريب مشترك مع البحرين

مقتل مجند وقيادي في {حركة حسم} خلال تبادل لإطلاق النار غرب القاهرة

الجيش المصري على ضفة الخليج العربي مجددًا لتنفيذ تدريب مشترك مع البحرين
TT

الجيش المصري على ضفة الخليج العربي مجددًا لتنفيذ تدريب مشترك مع البحرين

الجيش المصري على ضفة الخليج العربي مجددًا لتنفيذ تدريب مشترك مع البحرين

في وقت استقبلت فيه قاعدة عيسى الجوية في البحرين قوات من الجيش المصري من عناصر التدخل السريع المتخصصة في مكافحة الإرهاب في إطار تدريب مشترك على ضفة الخليج العربي. قالت وزارة الداخلية المصرية أمس إن مجندا وقياديا في حركة حسم الإرهابية قتلا في تبادل لإطلاق النار.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري العميد محمد سمير إن عناصر من القوات الخاصة المصرية والبحرينية تنفذ التدريب المشترك «خالد بن الوليد 2016»، الذي تستمر فعالياته حتى نهاية العام الجاري، وذلك في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة لكلا البلدين.
وكانت قوات مصرية قد نفذت خلال العامين الماضيين تدريبا مشتركا مع قوات إماراتية كان آخرها تدريب «سهام الحق» الذي يعد الثالث من نوعه مع الإمارات بعد تدريب «زايد 1» و«خليفة 1». وقال مراقبون إن الحضور العسكري المصري المكثف خلال الفترة الماضية في منطقة الخليج يبعث برسائل سياسية تعزز تأكيد القيادة المصرية على أنها تعتبر أمن الخليج العربي جزءا من الأمن القومي المصري.
واستخدم الرئيس المصري باستمرار تعبير «مسافة السكة»، وهو تعبير يقصد به سرعة الاستجابة دون تردد لأي خطر يهدد أمن الخليج. وقال العميد سمير على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن التدريب يتضمن تنفيذ الكثير من الأنشطة والبيانات العملية لنقل وتبادل الخبرات والتدريب على مهام عمل الوحدات الخاصة، والمهارات القتالية الخاصة بمقاومة الإرهاب وتحرير الرهائن والمحتجزين، وتنفيذ الرمايات النمطية وغير النمطية، واقتحام المنشآت والمباني وتطهيرها من العناصر الإجرامية المسلحة.
وأشار العميد سمير، الذي نشر أيضا صورا تظهر وصول القوات المصرية وجانبا من فعالياتها، إلى أن التدريب يأتي في ضوء علاقات الشراكة والتعاون العسكري وتنسيق الجهود بين القوات المسلحة لكلا البلدين وصولا إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي.
وخلال الفترة الماضية تحدثت تقارير صحافية عما وصفته بفتور في علاقات القاهرة بدول مجلس التعاون الخليجي، لكن القيادات المصرية والخليجية دأبت على التقليل من شأن تلك التقارير، مشددة على أن العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة ودول مجلس التعاون أعمق من أن تتأثر بهذه التقارير.
وبينما أظهرت طبيعة التدريب المشترك إلحاح قضية الإرهاب على أولويات الجيوش العربية، واصلت السلطات الأمنية المصرية ملاحقة العناصر الإرهابية التي نفذت خلال الأيام الماضية عمليات كبرى في القاهرة.
وقالت وزارة الداخلية المصرية، إن مجندا، وقياديا في حركة حسم، التي تعتبرها سلطات البلاد إحدى أذرع جماعة الإخوان، لقيا مصرعهما أثناء مداهمة قوات الأمن أحد الأماكن التي تختبئ بها عناصر من حركة حسم.
وأعلنت حركة حسم مسؤوليتها عن عدد من الهجمات الإرهابية في القاهرة خلال الشهور الماضية، كان آخرها تفجيرا استهدف مرتكزا أمنيا غرب القاهرة راح ضحيته 6 شرطيين بينهم ضابطان.
وذكر بيان للداخلية أن معلومات قطاع الأمن الوطني أكدت اتخاذ عدد من عناصر ما يسمى حركة سواعد مصر (حسم) التابعة لتنظيم الإخوان من إحدى الوحدات السكنية الكائنة بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة وكرا لاختبائهم فضلا عن عقد اللقاءات التنظيمية وتصنيع العبوات المتفجرة لاستخدامها في تنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه بعض الأهداف المهمة والحيوية بالبلاد ورجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء.
وأضاف البيان أنه تم استئذان النيابة المختصة للتعامل الفوري مع تلك المعلومات ومداهمة الوحدة السكنية، وحال اقتراب القوات فوجئت بإطلاق النيران عليها من داخلها ما أدى إلى مقتل المجند أحمد عبد الحليم مصطفى من قوة قطاع الأمن المركزي نتيجة إصابته بطلق ناري.
وتابع البيان: «اضطلعت القوات بالتعاون مع مصدر إطلاق النيران مما أسفر عن مصرع الإخواني الهارب محمد عبد الخالق فرج علي والعثور بحوزته على طبنجة حلوان عيار 9 مم».
وأشار البيان إلى أن فرج من أبرز كوادر حسم ومسؤول ما يسمى بوحدة كرداسة للعمل المسلح، ومطلوب ضبطه وإحضاره، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن والعرض على نيابة أمن الدولة العليا.



في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
TT

في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم (الأحد)، أعمال «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بمناسبة مرور 30 عاماً على «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، وسط حضور واسع من عدد من المسؤولين المعنيّين والأطباء والمهتمّين بالمجال.

وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، افتتح الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، الحفل، الذي يوافق اليوم الدولي للتوائم الملتصقة، مشيراً خلال كلمة ألقاها نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، إلى أن عمليات التوائم الملتصقة تعدّ تحديات معقدة بما في ذلك ندرتها، حيث يقدّر معدل حدوثها بنحو 1 لكل 50 ألف ولادة، مما يتطلب تكريس الجهود العلمية والطبية لتجاوز تلك التحديات وتكثيف المساعي الإقليمية والدولية بما يكفل تذليل الصعاب في هذا المجال.

ولفت إلى أن بلاده أولت اهتماماً منذ أكثر من 3 عقود بحالات التوائم الملتصقة، إيماناً بأهمية تمكينهم بحقوقهم في التمتّع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية، مضيفاً أن ذلك أنتج تقديم نموذج متميز في الرعاية الطبية جسّده البرنامج، وتمثّل في رعاية 143 حالة من 26 دولة وإجراء 61 عميلة فصل ناجحة، مما جعله واحداً من أكبر البرامج الطبية الإنسانية المتخصّصة على مستوى العالم.

وأكدت كلمة خادم الحرمين الشريفين أن «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة» هو الوحيد المتخصص عالمياً في فصل التوائم الملتصقة، وانطلاقاً من تجربة السعودية الناجحة في عمليات فصل التوائم الملتصقة ودورها، وإيماناً منها بأهمية الاهتمام بهذه الفئة، بادرت المملكة بتقديم مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، يوماً دولّياً للتوائم الملتصقة، لتعزيز الوعي بحالات التوائم الملتصقة على جميع المستويات.

ودشّن الأمير فيصل بن بندر الموقع الإلكتروني لـ«البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، كما رعى عدداً من الاتفاقيات التي وقعها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» مع عدد من الجهات ذات العلاقة لدعم وتمكين أعمالها الإنسانية.

وشهد افتتاح المؤتمر تكريم عدد من الأطباء والشخصيات التي أسهمت في مسيرة عمليات فصل التوائم الملتصقة منذ عقود.

من جانبه، هنّأ تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، السعودية على قيادتها في تنظيم هذا المؤتمر المهم بمناسبة اليوم العالمي للتوائم الملتصقة، مؤكّداً أن المؤتمر يوفِّر فرصة لطرح «رؤى حاسمة من الابتكارات الجراحية إلى الاستراتيجيات طويلة المدى»، مما يشكل مبادرات نادرة في المجال، مشدّداً على دعم المنظمة الكامل للسعودية في هذا الإطار.

وأشاد أدهانوم بالدور الرائد للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، عادّاً أن ما يقدمه البرنامج يمثِّل تقدّماً مذهلاً في العلوم الطبية، ويظهر التزاماً بكرامة وحياة الأطفال المتأثرين وأسرهم، موجّهاً شكراً خاصاً للدكتور عبد الله الربيعة على الدور الذي يلعبه محلّياً وعالمياً في هذا النوع من الجراحات النادرة.

وكشف أدهانوم أن 8 ملايين من الأطفال يعانون من تشوّهات عند ولادتهم، و40 ألفاً يموتون خلال أول شهر من ولادتهم، وتستمر التحدّيات طوال فترة حياة أولئك الأفراد، مثمّناً دور السعودية في مجال التوائم الملتصقة وسجلّها في دعم العائلات وإنشاء منصّات لتوسيع نطاق تسجيل التوائم، مما يساعد الدول ذات المداخيل المتوسطة والقليلة في مواجهة هذه الحالات النادرة.

وأكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أن هذا التجمع يأتي احتفالاً بمناسبة مرور 3 عقود على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، منوّهاً بتوجيه القيادة السعودية بحضور التوائم الذين تم فصلهم في السعودية، «ليكونوا سفراء على تصدّر السعودية بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للعالم في هذا المجال الإنساني والطبي الدقيق».

وأضاف الربيعة أن البرنامج منذ بدايته عام 1990، رعى 143 حالة من 26 دولة، وجرى فصل 61 توأماً بنجاح، مع بقاء 7 حالات بانتظار قرار الفصل، وسلّط الضوء على أن البرنامج يعكس التوجه الاستثماري لبلاده في تطوير الكوادر الطبية والتعليم المتخصص، مع الاعتماد على التقنيات الحديثة، ونوّه بالدعم المستمر للقيادة السعودية التي أسهمت في تحقيق إنجازات عالمية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن كل الطلبات التي رفعت لمقام القيادة لإحضار الحالات من خارج السعودية قوبلت بالموافقة على الدوام إلى جانب الدعم بما في ذلك الدعم المالي.

وشدّد الربيعة على أن البرنامج سيواصل العطاء والتقدم في هذا المجال، مؤكداً الرسالة الإنسانية التي يحملها البرنامج بغض النظر عن اللون أو الدين أو العرق.

وكانت جلسات المؤتمر انطلقت اليوم (الأحد)، وتستمر حتى غد (الاثنين)، وأشار الدكتور عبد الله الربيعة خلال جلسة حوارية، إلى أن السعودية وضعت نظاماً صحيًّا رقميّاً عبر التقنية بهدف العناية بالتوائم الملتصقة، لافتاً إلى هناك أخلاقيات متعلقة بالتوائم الملتصقة وعمليات فصلهم، وشدّد على أنها لا بد أن تشمل عوائلهم.

وعن صعوبة الوصول إلى الحالات التي تحتاج للتدخل الجراحي في مناطق النزاع، كشف الربيعة عن رقم قياسي تمثّل في تنفيذ 40 عملية جراحية في يوم واحد للاجئين في مناطق بسوريا وتركيا عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».

ووفقاً للمسؤولين، سيتبادل المشاركون من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بعض التوائم الملتصقة الذين تم فصلهم في إطار البرنامج تجاربهم، لتعزيز التفاهم حول التحديات والفرص القائمة في هذا المجال، وتعزيز جبهة موحدة لمعالجة الصعوبات.