فلسطين تحذر ترامب من تدمير عملية السلام

فلسطين تحذر ترامب من تدمير عملية السلام
TT

فلسطين تحذر ترامب من تدمير عملية السلام

فلسطين تحذر ترامب من تدمير عملية السلام

حذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، من نية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة لدى إسرائيل إلى القدس، معتبرًا الخطوة «تدميرًا لعملية السلام»، في وقت أكد فيه ممثلون عن ترامب التزامه بهذه الخطوة «بشدة».
وقال عريقات أمس (الجمعة) إن القدس قضية «تتعلق بالوضع النهائي الذي سيتم التفاوض عليه بين إسرائيل والفلسطينيين الذين يريدونها أيضًا عاصمة لدولتهم المستقلة مستقبلاً (...) لا ينبغي لأحد أن يتخذ قرارات قد تصادر أو تحكم مسبقًا على المفاوضات، لأن هذا من شأنه أن يدمّر عملية السلام بأسرها».
وقال مستشار ترامب، جايسون ميلر: «المزيد من التفاصيل ستكون سابقة لأوانها، لكن الرئيس ملتزم بهذه الخطوة بشدة»، مشيرًا إلى اختيار ديفيد فريدمان «الداعم للاستيطان» ومؤيد عملية النقل، ومحامي وصديق ترامب، سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل.
وفي الشأن نفسه، أكدت بريطانيا، بعد دعوة أحد زعماء المعارضة الشعوبيين إلى نقل سفارتها إلى القدس على غرار ترامب، عدم وجود نية لذلك، وقال مكتب الناطق باسم الخارجية البريطانية: «لن يتغيّر وضع بعثاتنا الدبلوماسية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة».
وفي إطار الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في آخر تقرير يقدمه لمجلس الأمن بصفته أمينًا عامًا للمنظمة الدولية، إن «العالم ما زال ينتظر ولادة دولة فلسطينية بعد 7 عقود على اتخاذ قرار التقسيم، وإن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ليس سبب الحروب في الشرق الأوسط، بل حل هذه القضية قد يخلق زخمًا من أجل سلام في كل دول المنطقة».
واعترف بان كي مون بأنه صدرت كمية كبيرة من القرارات والاستنكارات ضد إسرائيل، خصوصًا المماطلة في تنفيذ قرارات دولية اتخذت حول القضية الفلسطينية، ومنها المطالبة بتجميد الاستيطان، معتبرًا أن «التاريخ أثبت أن السلام والأمن لا يمكن بناؤهما إلا على أساس من الاحترام والقبول المتبادل، إذ إن حق الشعب اليهودي في دولته، لا ينفي حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته».
وفي السياق ذاته، سلمت إسرائيل السلطات الفلسطينية جثامين 7 «شهداء» قتلتهم خلال هجمات أو مواجهات أو خلال عمليات اعتقال، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس؛ 4 جثامين لأشخاص من سكان مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية و3 من طولكرم ونابلس.
وقال ناطق عسكري إن هذا الإجراء «يتوافق مع توجيهات الحكومة»، ويأتي بعد أسبوع من إبلاغ الحكومة الإسرائيلية للمحكمة العليا في إسرائيل بأنها ترغب بإعادة 7 من أصل 10 جثامين لفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، لا تزال في حوزتها، ولم يتم تسليم الجثامين الثلاثة المتبقية إذ إنها مرتبطة بحركة «حماس».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.