المعارضة السورية تجدد تمسكها بـ«جنيف 1» وتعتبر مجلس الأمن ضمانة للانتقال السياسي

المعارضة السورية تجدد تمسكها بـ«جنيف 1» وتعتبر مجلس الأمن ضمانة للانتقال السياسي
TT

المعارضة السورية تجدد تمسكها بـ«جنيف 1» وتعتبر مجلس الأمن ضمانة للانتقال السياسي

المعارضة السورية تجدد تمسكها بـ«جنيف 1» وتعتبر مجلس الأمن ضمانة للانتقال السياسي

خلط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوراق الحل السياسي في سوريا، حين استبعد الأمم المتحدة والغرب من أي مباحثات جديدة متعلقة بالأزمة السورية، معلنًا أنه يعمل عن كثب مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، سعيا لبدء سلسلة جديدة من محادثات السلام السورية، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، دون مشاركة الولايات المتحدة ولا الأمم المتحدة. غير أن مقترح بوتين، لم يلق استجابة فورية من قبل المعارضة السورية، إذ تحفظت مصادر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لـ«الشرق الأوسط» عن الإدلاء بأي موقف حيال هذا المقترح، قائلة: «لا نتحدث عن شيء قبل وجوده». ونفى عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» جورج صبرة، في تصريح لوكالة «سمارت»، وجود أي معلومات عن مباحثات مع روسيا أو النظام بوساطة تركية في كازاخستان، معتبرًا أنها مجرد «تصريحات».
من ناحية أخرى، حسمت «الهيئة العليا للمفاوضات» أمس، أمر تمسكها بمقررات مؤتمر «جنيف 1»، إذ أكد رئيس «الهيئة العليا» الدكتور رياض حجاب في لقاء مع وزير الخارجية الدنماركي، وفي المؤتمر الصحافي الذي عُقد بعد اللقاء «استعداد الهيئة العليا للمفاوضات لمتابعة التفاوض تحت مظلة الأمم المتحدة، وفق بيان (جنيف 1) والقرارات الدولية ذات الصلة، وتنفيذ ما نصت عليه من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، والبدء في التفاوض حول عملية الانتقال السياسي الحقيقي، وهي جوهر العملية السياسية».
وحول تصريحات بوتين، قالت مصادر المعارضة، لـ«الشرق الأوسط»، إنها تتحفظ عن أي اتفاق خارج مرجعية الأمم المتحدة، منعًا لحرف مسار المفاوضات السابقة المتعلقة بالاتفاق على «جنيف 1». كذلك رجحت مصادر المعارضة أن يكون الرئيس الروسي «يسعى الآن لصرف الأنظار عما يجري في حلب»، مضيفة: «إننا لسنا بصدد تقديم تنازلات، ولسنا معنيين بذلك»، متسائلة في الوقت نفسه: «هل ما قام به النظام في حلب يؤهله ليكون في عملية سياسية؟».
وإذ أعربت مصادر المعارضة عن مخاوفها من أن يكون هناك اتجاه لدى روسيا للضغط على المعارضة لتقديم تنازلات، وتعيد تفعيل قرارات مؤتمري موسكو السابقين، اللذين عقدا في روسيا بغياب المعارضة السورية، التي «تمثل الشعب السوري»، تساءلت: «لماذا سيكون المؤتمر الذي يدعو إليه بوتين في كازاخستان من دون رعاية أممية؟ وما الأسس الجديدة للمفاوضات؟» معتبرة أن هذه الأسئلة «لا أجوبة عليها حتى الآن». واستطردت: «على العموم، لا النظام ولا الإيرانيون جاهزون لعملية سياسية، كونها تقوض مشروع طهران في المنطقة، وهم يتحركون ضمن مخطط ما في المنطقة».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.