«أجناد مصر» تعلن مسؤوليتها عن انفجار يودي بحياة ضابط شرطة

قتل ضابط شرطة مصري برتبة رائد، وأصيب 3 آخرون، في انفجار قنبلة داخل كمين شرطة ثابت بميدان لبنان (غرب القاهرة)، مساء أول من أمس، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة المصرية. بينما خلفت اشتباكات طائفية جديدة بين مسلمين ومسيحيين في شمال العاصمة، أمس، قتلى وجرحى، وسط إدانات واسعة للأحداث، في وقت شددت فيه وزارة الداخلية على الاستمرار في ملاحقة «الإرهاب» والعناصر المشتبه في وقوفها وراء استهداف الشرطة والأبرياء والمنشآت العامة والخاصة.
وتزايدت أعمال العنف التي استهدفت عناصر ومقار أمنية تابعة للجيش والشرطة، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في يوليو (تموز) الماضي. واتهمت الجماعة، المصنفة رسميا وقضائيا كجماعة إرهابية، بالوقوف وراء هذه التفجيرات.
وقال مصدر أمني بالوزارة أمس، إن «انفجارا وقع بمنطقة المرور أسفل محور ميدان لبنان في منطقة المهندسين بالجيزة، وأسفر عن مقتل رائد شرطة من قوة الإدارة العامة لمرور الجيزة».
وأثار الحادث الذعر بين الأهالي الذين تكدسوا على أبواب العقارات، في محاولة للخروج خوفا من وجود قنابل أخرى في محيط الأحداث، لكن مصدرا أمنيا قال إنه «جرى عمل كردون أمني حول المنطقة ولم يجر العثور على عبوات أخرى».
وأدان الدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، كافة الأعمال الإرهابية التي تستهدف رجال الشرطة وخاصة في هذا التوقيت، وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»: «مستمرون في مواجهة العمليات الإرهابية.. والحادث لن يثنينا عن مهام ملاحقة الإرهابيين»، مشيرة إلى أن التحريات الأولية للسلطات القضائية كشفت عن أنه «جرى وضع القنبلة أعلى نافذة الكمين الثابت وهو عبارة عن كشك حراسة، خلف الضابط مباشرة، مما أسفر عن الإطاحة برأسه وفصلها عن جسده».
وأعلنت «أجناد مصر»، وهي جماعة متشددة أمس، مسؤوليتها عن الانفجار الذي استهدف كمين الشرطة بميدان لبنان. كما أعلنت الجماعة في بيان بثته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أمس، مسؤوليتها أيضا عن هجومين آخرين أحدهما استهدف سيارة نقيب شرطة بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة (القريب من القاهرة) في 10 أبريل (نيسان) الحالي مما أدى إلى إصابته. واستهدف الآخر نقطة مرور قرب قسم شرطة الدقي بالجيزة الثلاثاء الماضي أدى إلى إصابة شرطيين.
في غضون ذلك، وقعت اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين أمس، وسط مخاوف من تزايدها خلال احتفالات المسيحيين بعيد القيامة المجيد اليوم (الأحد)، حيث شهد محيط كنيسة ماري جرجس بمدينة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية (شمال القاهرة) اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة النارية و«الخرطوش»، أسفرت عن مقتل شخص بطلق ناري، وإصابة خمسة آخرين، بحسب إحصاءات وزارة الصحة، بينما أكد شهود عيان أن «الاشتباكات الدامية خلفت إصابة أكثر من 16 شخصا، فضلا عن تدمير سيارتين للشرطة».
وأضاف شهود العيان أن «الأحداث بدأت بمشاجرات وقعت بين عدد من عمال النظافة بسبب أسبقية المرور بسيارة نقل القمامة»، قبل أن تتطور إلى اشتباكات بالأسلحة النارية، «وذلك حين حولت بعض الأطراف المشاجرة بأنها بين المسلمين والمسيحيين». ومن جانبه، أكد مصدر أمني أنه جرى «القبض على 20 متهما متورطين في اندلاع الاشتباكات بين الطرفين». وعبر عدد من أهالي المنطقة عن تخوفهم من تجدد الاشتباكات من جديد، لكن المصدر الأمني نفسه قال إنه جرى الدفع بعدد من قوات الأمن وسيارات الأمن المركزي، تحسبا لأي حالات طارئة.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» في وقت لاحق من مساء أمس إن «الهدوء عاد إلى منطقة الخصوص بعد الاشتباكات»، مشيرة إلى أنه جرى الدفع بتعزيزات أمنية لحماية كنيسة ماري جرجس ومنع اقتحامها، مؤكدة أنه يوجد تأمين كامل لكافة الكنائس والمنشآت الحيوية، خاصة خلال احتفال الأقباط بعيد القيامة واحتفالات المصريين بعيد شم النسيم.
من جهته، قرر أحمد عيسى، مدير نيابة الخصوص، حبس المتهم الرئيس في الأحداث، وأكدت التحريات نشوب مشاجرة بين مسلم ومسيحي بسبب أولوية المرور، قام كل طرف باستدعاء أقاربه، ونشبت مشاجرة استخدمت فيها الأسلحة النارية.