مروان خوري: محمد عبد الوهاب مدرسة عملاقة وأتمنى تقديم سيرته في عمل فني

يمشي على خطا موسيقار الأجيال في تقديم فنه، ويعتبره مثله الأعلى، ويؤكد أن موسيقى محمد عبد الوهاب مشروع دائم وحاضر دائما معه.
ملك الرومانسية والفنان الشامل اللبناني مروان خوري، هو حاله فنية خاصة رسمت لنفسها طريقا مختلفا؛ فإحساسه يلهمه ويسيطر عليه فيخرج منه أجمل الكلمات والألحان، قدم الكثير من ألوان الغناء.
يعيش خوري مؤخرا حالة من النجاح والتألق، حيث أحيا حفلته الرابعة على التوالي بمهرجان الموسيقى العربية الذي أقيم بدار الأوبرا المصرية، والثالث بمهرجان الإسكندرية.
تحدث خوري لـ«الشرق الأوسط» عن تجربته الأولى في تقديم البرامج التلفزيونية، كما تحدث عن تجربته الصغيرة بمسلسل ثلاثيات «مدرسة الحب» الذي قدم فيه 3 حلقات، وكشف أنه يتمنى تجسيد حياه محمد عبد الوهاب في عمل فني.
كما تحدث عن عمله نقيبا للموسيقيين بلبنان، متمنيا للرئيس اللبناني ميشال عون التوفيق في المرحلة المقبلة. وهذا نص الحوار:
* ماذا عن تجربة تقديمك برنامجا تلفزيونيا؟
- لست مقدما للبرامج بالشكل المتعارف عليه، ولكن دوري في هذا البرنامج «مضيف» استضيف نجوما من الأصوات المميزة وتكون على شكل جلسة، ومن الممكن أن تكون من الأصوات المخضرمة أو المطربين الشباب المعروفين، وعنوان البرنامج هو «طرب مع مروان خوري»، وما يهمني هو انتقاء الأسماء القادرة على التعبير بالطرب والغناء العربي الأصيل، وتتم استضافة هؤلاء النجوم للحديث عن موضوعات تخص الأغنية العربية في مجدها والتطرق إلى صناعه الأغنية التي تختلف من جيل إلى آخر، ويتم ذلك خلال المناقشة مع الضيوف حول تطور الأغنية عبر المراحل الزمنية، ونتطرق في الحوار إلى كل شيء يخص الأغنية على كافة الصعد من حيث تأسيسها ومراحل ازدهارها في أغلب الدول العربية، وسنعطي لمحات شاملة عن التراث العربي، ونتحدث عن أعلام كل بلد في الموسيقيى، بداية من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم والست فيروز، وغيرهم من النجوم، وسنعيد الأغنيات الكلاسيكية، ويقدم البرنامج أيضا نوعا من البحث عن أصول الأغنيات، وسنقدمها في إطار قريب من الجمهور، وخلال الحلقة يمكن أن نستضيف مجموعة من المؤرخين والنقاد الذين يعرفون الكثير عن فن الفنانين الكبار الذين رحلوا عن عالمنا، وبدوري سأشارك بالعزف والغناء الفنانين الذين سيحلون ضيوفا على البرنامج.
* ألم ينتابك القلق من هذه التجربة، خصوصا أنه قدم موسما أول باللبنانية «رنين الشعار» ولم يحقق انتشارا؟
- ليس لدي تعليق على هذا الأمر، لم أستطيع تقييم التجربة من حيث نجاحها من عدمه؛ لأني لم أحضرها وليس لدي أي فكرة عن الموضوع، وتجربتي أصبحت مختلفة ولم يشبه بشكل حرفي التجربة السابقة، وأقدم هذه التجربة ليس بقصد النجاح فقط، ولكني أقدمها لاقتناعي به، وهي تشبهنني وتشبه طربي، ويوجد فيه رسالة أسعى لتوصيلها من جهة الموسيقى التي عشتها، وتظهر عبر البرنامج وأيضا الربط بين الأجيال.
* لكن توجد تجربة قدمتها التونسية لطيفة تشبه تجربتك في برنامج بعنوان «يلا نغني»؟
- بالتأكيد يوجد فرق بين التجربتين، تجربتي هنا لم تقدم فقط أغاني ولم تناقش موضوعات تخص أعمال الضيف الفنية، ولكني أقدم مجموعة من الأغاني مع بحث عن أصل الأغنيات بمساعدة مختصين ونقاد، وأقدم هذه الأغاني بطريقة جديدة ومختلفة مع فرقة لها طابع خاص ومختلف.
* ما رأيك في اتجاه المصرية شيرين عبد الوهاب أيضا لتقديم البرامج؟
- حللت ضيفا على برنامجها ولم أستطع تقييم تجربتها بشكل كبير لعدم عرضها حتى الآن، ولكن لم أر شيرين مقدمة برامج بالشكل المعتاد عليها من مقدمي البرامج، ولكنها تقدمها بطريقتها العفوية البعيدة عن التصنع والشكل المعقد وهذا يساعدها، وبرنامجها يستضيف أكثر من نجم في حلقة واحدة وكل فنان في إطاره بفئة معينة وأتوقع لها النجاح.
* صرحت في إحدى المقابلات الإعلامية بأنك غير مقتنع باتجاه البعض من المطربين لفكرة لجان التحكيم في برامج المواهب الغنائية، وتراه غير لائق، هل ما زالت تصر على هذا الرأي؟
بالتأكيد، ما زالت عند هذا الرأي، هذه البرامج تأخذ الفنان إلى مكان آخر وليس بالضروري أن يكون معي الحق 100 في المائة، يمكن لأن الأمور أحيانا تفرض علي الواقع ذلك، ومن الممكن أن نجاح هذه البرامج القوي وتسويقها بطريقه صحيحة غربا وشرقا جعل الجمهور يتابعها، وهذه النوعية من برامج المواهب جيدة، ووجود الفنانين في هذه البرامج يعطيهم انتشارا أكبر ويخدمهم بالعمق وبالنظرة إليهم، ومع الوقت ويبدو أن الأمور إيجابية، ومحتمل أن يكون أفضل للفنان، وأن يكون قريبا من الجمهور ولم يبتعد عنهم لوقت كبير، وأعتقد أننا أصبحنا نحتاج إلى ذلك؛ ولأن الذاكرة لا تستوعب كل هذه التغييرات ونحتاج إلى تذكير الجمهور بحضورك ووجودك.
* ماذا عن مشاركتك في مهرجان الموسيقى العربية بدورته الـ25؟
شاركت للمرة الرابعة في مهرجان الموسيقى العربية، والثالثة في مهرجان الإسكندرية، وتتميز بمناسبة خاصة، ولها نفس الطعم والهدف وذات الجمهور، والاحتفالية الدائمة بالأغنية العربية، وتشبه إلى حد بعيد ما سأقدمه ببرنامج «طرب مع مروان خوري» على قناة «العربي».
* لماذا تأخرت في إعادة توزيع أغنيات الراحل محمد عبد الوهاب والمشروع بدأت فكرته عام 2009 تقريبا؟
- موسيقى عبد الوهاب هو مشروع دائم وحاضر دائما، بمعنى لو أريد تعبيرا عن نفسي أو أقدم شيئا طربيا غير أعمالي، أقدم لعبد الوهاب، وتوجد أسماء أخرى، كالملحن بليغ حمدي والرحبانية، ولم أعلن إعادة توزيع أغنياته، والفكرة واردة وقدمتها في دار الأوبرا المصرية وسأقدمها في برنامجي المقبل في أكثر من حلقة، وسأعيد توزيع أغنيات لمطربين آخرين، منهم فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ.
* ما تقييمك لتجربة التمثيل التي قدمتها في ثلاثيات مسلسل «مدرسة الحب»؟
- كنت طبيعيا ولا أعتبر نفسي ممثلا، وأحتاج إلى وقت كبير كي أصل إلى هذه المرحلة، ومن الممكن أن أعيد التجربة مرة أخرى في حال وجود نص مكتوب جيد وإخراج وإنتاج يعبر عن نفسي، وسأقدم من خلالها مجموعة من الأغاني، سواء كان عملا دراميا أو سينمائيا.
* لماذا بدأت التمثيل بالأعمال الدرامية الدراما ولم تبدأها بالأعمال السينمائية؟
- في البداية جاءني عرض المشاركة في الثلاثية، وكنت مترددا، ثم وافقت على تقديم ثلاث حلقات فقط، نوعا من التجربة، وليس اتجاها للتمثيل، ولكن هو خدمة لفني مثل ما فعل بعض من الفنانين الكبار ولم يتحولوا إلى ممثلين، وغير مطلوب من الفنان أو المطرب أن يكون ممثلا بارعا؛ فهو يقدم التجربة على طبيعته، والمهم تقديم عمل فني «حلو»، أعتبر هذه التجربة صغيرة خجولة، ولم يعرض علي أعمال سينمائية بالشكل المطلوب.
* لماذا لم تدخل التمثيل من بوابة أوسع وأشمل وتقدم أعمالا فنية من بطولتك، ومن يعجبك من نجوم الغناء الذين قدموا تجارب تمثيلية؟
- هي تجربة صغيرة، وليس فيها مخاطرة، والأولوية للغناء لإيصال فني، ولكن لو أتت الفرصة بشكل مميز سأقدمها، ويوجد الكثير من نجوم الفن الجميل نجحوا في التمثيل والغناء، على رأسهم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ومن المطربات شادية،، وفيروز لديهما تجربة قليلة على المستوى السينمائي، لكن على المسرح هي ممثلة قديرة، ومن الجيل الجديد الأقرب وقدم شيئا «مهضوما» تامر حسني لعفويته ولقربه من الجمهور.
* ماذا لو عرض عليك تقديم سيرة ذاتية للفنان، أي تفضل تقديم سيرته؟
- يوجد الكثير من الفنانين، ولكن أتمنى تقديم سيرة محمد عبد الوهاب، وتحكي قصة حياته وفنه، أعشق فنه وذكاءه، وهو صاحب مدرسة كبيرة وعملاقة وبحب تطويره في الموسيقى من مرحلة لمرحلة آخر، وأفضل سيرة قدمت عن غيرها هي سيرة السيدة أم كلثوم.
* لماذا لم تقدم اللون المصري بكثرة، وبخاصة أن لديك جماهيرية كبيرة في مصر، ولم تهتم بها في ألبومك الأخير «العد العكسي»؟
- لم أبتعد عن اللون المصري، قدمت أكثر من أغنية مصرية في مناسبات كثيرة، منها مهرجان الإعلام الأخير، وقدمت أغنية مع الراحل عمار الشريعي، كما قدمت أغنيات مصرية مع الموهوبين محمد رحيم ومحمد يحيى لمناسبات معينة، منها تترات أعمال درامية، وغنيت من أشعار الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وهذا شيء أفتخر به، كما أقدم اللون المصري في حفلاتي بدار الأوبرا المصرية لفنانين مصريين، وأغنياتي ليست إقليمية محلية محدودة بلبنان، لكنها لبنانية شرقية متوسطية، وتصل لكل الجمهور العربي، ولكن يوجد مشروعات في الأيام المقبلة تكون باللهجة المصرية، وسأقدمها لإحساسي بها وليس لأي غرض آخر ويشرفني الغناء بالمصري.
* لماذا أنت مقل في تقديم حفلات تجارية بمصر؟
- ألبي دعوات الحفلات التي تناسبني، ولا أعرف ماذا تعني كلمة تجارية، ويمكن المقصود بها حفلات «الأعراس» البعيد عنها، مقياسي للموضوع يتوقف بالنسبة لارتياحي للمكان الذي أقدم فيه فني بطريقتي، والمكان الذي ألبي دعوته على الفور هو دار الأوبرا المصرية أرتاح فيه وأعبر عن نفسي هناك، ويستطيع توصيل رسالتي بالشكل المطلوب.
* ما رأيك في مستوى الأعمال الغنائية التي تقدم في مصر الآن، وبخاصة بعد اكتساح اللون الشعبي الساحة؟
- الأغنية الشعبية متواجدة من زمن بعيد بمصر وفي لبنان وأماكن أخرى أيضا، في العالم كله يوجد سيطرة كبيرة للون الشعبي، ولكن الذي يقدم الآن خفيف بعض الشيء؛ ولذلك أتمنى أن تكون مرحلة ولا تستمر، ولكن يوجد فيها توازن بين الخفيف واتجاه الجمهور للأعمال الأخف واعتبره مرحلة و«هتعدي».