اتصال بين لافروف وكيري وظريف يتجاهل عرقلة إيران الهدنة

تركزت حول التصدي للإرهاب والأزمة الإنسانية في سوريا

اتصال بين لافروف وكيري وظريف يتجاهل عرقلة إيران الهدنة
TT

اتصال بين لافروف وكيري وظريف يتجاهل عرقلة إيران الهدنة

اتصال بين لافروف وكيري وظريف يتجاهل عرقلة إيران الهدنة

بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوضع في سوريا خلال محادثات في اتصالين هاتفيين يوم أمس، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف. وقالت الخارجية الروسية في بيان رسمي إن «الأزمة السورية كانت محط اهتمام رئيسي خلال المحادثات (بين الوزيرين لافروف وكيري) مع تركيز على تطبيع الوضع في شرق حلب».
وزعم لافروف مسؤولية فشل اتفاق الهدنة للمجموعات المسلحة، خلال حديثه مع نظيره الأميركي، أن «السلطات السورية مستعدة منذ زمن لإتاحة خروج حر أمام المقاتلين المحاصرين هناك»، محملا المسؤولية عن استمرار المواجهات لمجموعات المعارضة السورية التي قال إنها «تحت تأثير (جبهة النصرة) ترفض وقف إطلاق النار». ودعا لافروف الولايات المتحدة إلى التأثير على مجموعات المعارضة المسلحة التي تتلقى الدعم من واشنطن». وأشار البيان إلى أن وزير الخارجية الروسي عرض للوزير كيري التدابير التي تقوم بها «السلطات السورية بدعم من روسيا لتخفيف معاناة المدنيين»، دون أن ترد أي إشارة في البيان إلى اتفاق الهدنة ومصير المجموعات المسلحة والمدنيين الذين ما زالوا عالقين شرق حلب.
كما نشرت الخارجية الروسية بيانا ثانيا تناولت فيه محادثات أجراها لافروف مع وزير خارجية طهران جواد ظريف، وقالت إن الوزيرين «واصلا بحث الوضع في سوريا بما في ذلك مهام القضاء على الإرهابيين من تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وحل الأزمة الإنسانية الحادة في سوريا، بما في ذلك إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية للمدنيين في حلب»، ودون أن يحمل أي إشارة إلى مصير الاتفاق حول خروج المسلحين من شرق حلب. يختم البيان بالقول إن «الجانبين أكدا تمسكهما بالتسوية السياسية للأزمة السورية بموجب قرار مجلس الأمن 2254».
وكان لافتا يوم أمس أن الدبلوماسية والإعلام الروسيين لم يبديا اهتماما بالاتفاق الأخير حول شرق حلب، بحجم الاهتمام الذي كانت تمنحه موسكو لأي اتفاق آخر حول سوريا مهما كان محدودا. وبرز كذلك تجاهل للحديث حول أسباب فشل الاتفاق، حيث لم يصدر أي تعليق رسمي واضح بهذا الخصوص باستثناء ما نقلته وسائل إعلام عن مركز حميميم الروسي، الذي زعم أن النظام السوري بقي ملتزما بوقف إطلاق النار، وأن قادة المجموعات المسلحة انتهكوا الاتفاق: «لذلك واصلت قوات النظام حملتها على مناطق شرق حلب وتمكنت من استعادة السيطرة على مساحات إضافية»، وفق ما جاء في تصريحات عن مركز حميميم.
في غضون ذلك، لم تؤكد الدبلوماسية الروسية كما لم تنف المعلومات التي ذكرتها صحف يوم أول من أمس، وأشارت إلى أن اتفاق تسوية الوضع شرق حلب تم التوصل إليه بين تركيا روسيا؛ إذ اكتفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول حول هذا الموضوع يوم أمس إنه «تم فتح ممرات لخروج المسلحين الذين عُرض عليهم الخروج بالحسنى، وتم تقديم ضمانات أمنية لهم، المهم أن يخرجوا» حسب قوله. وفي الوقت الذي تتحدث فيه مصادر من شرق حلب عن شروط إيرانية أدت إلى تعطيل اتفاق الهدنة، تجاهل وزير الخارجية الروسي في تصريحاته يوم أمس الحديث عن أسباب فشل اتفاق الهدنة الأخير، لكنه أعرب عن أمله في أن ينتهي الوضع شرق حلب خلال يومين إلى ثلاثة أيام: «حيث قمنا بفتح ممرات إنسانية للخروج من هناك».
ولم يفت لافروف أثناء مداخلته يوم أمس أمام المشاركين في برنامج «الحوار من أجل المستقبل» تكرار اتهاماته للولايات المتحدة بأنها تسعى إلى إعلان هدنة بغية حماية «جبهة النصرة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».