إيلي صعب يقدم مفهومًا طموحًا للموضة في عرض مباشر

اللبناني علاء نجد يفوز بجائزة «بروجيكت رانواي» في موسمه الأول

لقطة من عرض الفائز علاء نجد - فستان زفاف من اقتراح الفائز علاء نجد - لجنة التحكيم برئاسة إيلي صعب ومشاركة العارضة الإيطالية عفاف جنيفان وفريدة خلفة - لحظة الإعلان عن اسم الفائز
لقطة من عرض الفائز علاء نجد - فستان زفاف من اقتراح الفائز علاء نجد - لجنة التحكيم برئاسة إيلي صعب ومشاركة العارضة الإيطالية عفاف جنيفان وفريدة خلفة - لحظة الإعلان عن اسم الفائز
TT

إيلي صعب يقدم مفهومًا طموحًا للموضة في عرض مباشر

لقطة من عرض الفائز علاء نجد - فستان زفاف من اقتراح الفائز علاء نجد - لجنة التحكيم برئاسة إيلي صعب ومشاركة العارضة الإيطالية عفاف جنيفان وفريدة خلفة - لحظة الإعلان عن اسم الفائز
لقطة من عرض الفائز علاء نجد - فستان زفاف من اقتراح الفائز علاء نجد - لجنة التحكيم برئاسة إيلي صعب ومشاركة العارضة الإيطالية عفاف جنيفان وفريدة خلفة - لحظة الإعلان عن اسم الفائز

كانت الأعصاب مشدودة والترقب كبيرًا في حي دبي للتصميم «دي 3» مساء يوم الخميس الماضي. فهذه الليلة لا تشبه أية ليلة تصوير أخرى، لأنها الحلقة الـ13 من برنامج «بروجيكت رانواي» التي سيتم فيها الإعلان عن الفائز.
بيد أن هذا ليس السبب الوحيد لمشاعر الترقب والحماس، وأيضًا التوتر، التي كانت سائدة قبل التصوير وخلف الكواليس. صحيح أن الفائز موعود بجائزة قدرها 50 ألف دولار أميركي من «مايبلين نيويورك، وعضوية لمدّة سنة كاملة في «مجلس دبي للتصميم والأزياء» إلى جانب مساحة إبداعية للتصميم لمدّة سنة كاملة، وعرض تصاميمه على غلاف مجلة «هاربرز بزار أرابيا، إلا أن السبب الأهم أن تسجيل الحلقة كان سيتم على الهواء مباشرة، وهو ما يرفع من نسبة الأدرينالين في الجسم ويزيد من نسبة القلق. فأي خطأ مهما كان صغيرا تُجسمه الكاميرا وتُعطيه بُعدًا أكبر من حجمه، وهو ما لا يمكن أن يقبله إيلي صعب وفريق العمل في المحطة المتمرسة في هذه النوعية من البرامج.
المعروف عن إيلي صعب أنه لا يقبل بالحلول الوسطى ويطمح دائمًا لتقديم الأفضل مهما كانت الضغوطات والمسؤوليات. من هذا المنطلق فإنه لم يكن ليقبل أو يتقبل أبدًا أن تهتز صورته على الشاشة، لا سيما وأنه يعرف أن البرنامج دخل كل بيت عربي واستقطب نسبة مشاهدة عالية حتى بالنسبة لمن لم يهتموا بالموضة سابقًا، بفضل خبرة محطة «إم بي سي» وقوتها الإعلامية والاستراتيجية. فالوصفة التي اتبعتها المحطة ولم يسبقها إليها أحد أنها مزجت الترفيهي بالتعليمي. الترفيهي، من خلال دعوة أسماء لامعة في مجال الفن للمشاركة في البرنامج وأحيانًا الإدلاء بدلوهم في مجال الموضة، من منطلق أن الموضة جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، شاء بعض المتمنعين والرافضين أم أبوا. والتعليمي من خلال استضافة أسماء لامعة في مجال الموضة لمنح المتسابقين فكرة عما يمكن أن يتوقعونه في عالم أصبحت فيه المنافسة على أشدها، وبالتالي لا يستمر فيه إلا القوي، وأيضًا لإسداء النصح إليهم بحكم تجاربهم الطويلة، من هؤلاء نذكر ضيفة الحلقة الأخيرة فريدة خلفة، وهي أيقونة موضة عايشت نخبة من المصممين العالميين وألهمتهم، من عز الذين علايا إلى جون بول غوتييه. والنتيجة كانت طبقًا لذيذًا راقيًا للذائقة العربية، بدليل نسبة المشاهدة العالية التي حظي بها. الحلقة الأخيرة كانت الإعلان عن اسم فائز يمكن أن يُصبح له شأن في عالمنا العربي على شرط أن يتعلم الدرس جيدًا ويكون مستعدًا لمعانقة النجاح بالتواضع والمثابرة والابتكار حسب قول إيلي صعب. وأضاف أن الاختيار لم يكن سهلاً لأن كل مصمم كانت له نظرة مختلفة وقدرة على الابتكار، لكن بعد عدة مناقشات، رسي الاختيار على اللبناني علاء نجد ليفوز بلقب برنامج «Project Runway ME».
ما ميزه عن باقي المتنافسين أنه قدم تشكيلة مكونة من 15 قطعة يمكن أن «تبيع» بسهولة، كونها لا تحتاج إلى أي تغييرات أو إضافات. عنصر البيع لعب دورًا مهمًا في اتخاذ إيلي صعب واللجنة المشاركة قرارهم، لأن المطلوب لم يكن إبداع تصاميم مبتكرة فحسب، بل أيضًا مراعاة أن تكون عملية يسهل استعمالها وتسويقها، علمًا أن هذين العنصرين، أي العملية والتسويق، لا يزالا يراوغان الكثير من المصممين الشباب، الذين يعتقدون أن الإبهار والقدرة على الإبداع يكفيان لجذب الأضواء إليهم ومن ثم النجاح. ربما كان هذا صحيحًا بالنسبة لقلة من المصممين نذكر منهم على المستوى العالمي، الراحل ألكسندر ماكوين وجون غاليانو، لكن مثل هذه «الفلتات» لا تتحقق دائمًا، وبالنظر إلى عدد المصممين الموهوبين الموجودين في الساحة العالمية ومدى معاناتهم للوصول إلى كل الأسواق، كانت مهمة إيلي صعب تشجيع المتسابقين على تقديم الجديد لكن أيضًا إنزالهم إلى أرض الواقع وتسليط الضوء على أهمية التسويق. هذا تحديدًا ما ميز علاء نجد عن بقية المتنافسين، ريان أطلس من الجزائر، وسليم شبيل من تونس، وعيسى حسّو من سوريا. فبينما أغرق ريان أطلس في الفولكلور الجزائري، وغرف من تطريزاته وتصاميمه وألوانه بلا هوادة ومن دون محاولات كبيرة لإخراجه من المحلية إلى العالمية، أغرق سليم شبيل في تقليد إيلي صعب، إلى حد أنك تشعر في بعض الأحيان وكأنك تتابع عرضًا للمصمم الكبير. كان المشهد مثيرًا وفجًا في الوقت ذاته، وهو ما جعل إيلي صعب يُعلق بخجل من لا يريد أن يجرح شعور شاب في مقتبل العمر تدفعه فورة الشباب والحماس لتقليد مصممه المفضل بأنه «لا بأس من الإعجاب بمصمم والاستحياء منه لكن في هذه المرحلة من المسابقة، كان لا بد من التطوير والاستقلالية بوضع لمسات خاصة تميزك وتُعطي فكرة عن أسلوبك».
السوري عيسى حسو، أكثر من اجتهد وحاول تقديم جديد صب فيه كل ما يعرفه عن تصميم الأزياء وما اكتسبه من خبرة على مدى الحلقات الـ13، لكنه في غمرة الرغبة في التميز والابتكار نسي من تكون المرأة التي يتوجه إليها ولا المناسبة التي ستدخلها هذه الفساتين. بالنسبة لإيلي صعب واللجنة المشاركة، عفاف جنيفان وفريدة خلفة، كانت الشروط واضحة تتلخص في تقديم تشكيلة يمكن أن تلبسها المرأة الآن من دون حاجة لإجراء أي تغييرات عليها، وفيما كانت تشكيلة عيسى مبتكرة، من حيث الأقمشة المستعملة والطريقة التي اعتمدها، إلا أنها لم تكن مناسبة لامرأة عربية تريد قطعة تمنحها التميز والأناقة بأسلوب مضمون يُبهر نظيراتها ويشد عيونهن.
في نهاية الحلقة، تكاد تسمع أنفاس القائمين على البرنامج وهم يتنفسون الصعداء، بعد نجاح الحلقة وعدم التعرض لأي «مطبات على الهواء»، ويتسلم علاء نجد الجائزة بمباركة «مجموعة MBC» والقيّمين على البرنامج وأعضاء لجنة التحكيم. في نهاية الحلقة أيضًا يخرج الحضور وهم يتساءلون عما سيكون عليه الجزء الثاني، في إشارة واضحة إلى أن هناك جوعًا لمثل هذه البرامج ورغبة في المزيد. فـ«بروجيكت رانواي» ملأ فراغًا كانت تحتاجه ساحة الموضة العربية، نظرًا للغته السهلة وعنصر الترفيه الذي يجعل هضمه سهلاً ومريحًا حتى لمن لا يفهم خلفيات الموضة وأسرارها ويكتفي بألوانها وخطوطها الجميلة. فقد نشهد معاهد موضة تفتتح أبوابها في كل أنحاء الوطن العربي بانتظام، لكن ما لا يختلف عليه اثنان أنه ليس هناك ما هو أقوى من التلفزيون اقتحامًا للبيوت العربية، ولا اسمًا له رنة الذهب مثل اسم إيلي صعب ليُقنع المشاهدين بأهمية الموضة. لهذا كان الزواج ناجحًا بين محطة «إم بي سي» التي كسبت ثقة كل بيت عربي، وبين إيلي صعب الذي يُعتبر مثلا أعلى وقدوة للمصممين الصاعدين. فنادرًا ما تقابل أحدا منهم لا يعترف بأنه يحلم أن يحقق ما حققه من شهرة عالمية على المستوى الفني ونجاح على المستوى التجاري. ولأن أغلبهم من جيل ثقافة تلفزيون الواقع وكثير منهم يعتقدون أن النجاح ضربة حظ أولا وأخيرا، فإن المهمة التي أخذتها كل من محطة «إم بي سي» وإيلي صعب على عاتقهما، إظهار العكس لهؤلاء. فالنجاح لا يولد بين عشية وضحاها ويتطلب الكثير من العمل والمثابرة إلى جانب خيال خصب وقدرة على الإبداع، والأهم من هذا حسب قول إيلي صعب «الابتعاد عن الغرور لأنه أسرع طريق نحو الفشل». من ناحيته طمأن مازن حايك المتحدّث الرسمي باسم «مجموعة إم بي سي» أن نجاح الشراكة بين «دار إيلي صعب» العالمية للأزياء يعني أجزاءً أخرى قادمة، تتخللها عدة مفاجآت تصب في صالح المشاهد. وكمدير عام للعلاقات العامة والشؤون التجارية، أشار مازن حايك أيضًا إلى أنه بموازاة نجاح البرنامج جماهيريًا، وهو ما تؤكده نسب المشاهدة العالية وحجم التفاعل على شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات، نجح في أن يؤدي مهمته وفق أرقى المعايير التقنية والفنية العالمية، وتحقيق أهدافه الاستراتيجية كواحد من برامج المواهب التي تتبناها المجموعة وتصب في خانة «تحفيز الطاقات العربية الشابة والمُبدعة، في كل المجالات، وصولاً بها إلى الاحتراف والشهرة... وربما العالمية يومًا».
غني عن القول أن الأنظار ستكون مصوبة نحو علاء نجد، ومتابعته طوال العالم للتعرف على تطوره وكيف سيوظف كل التسهيلات التي قدمها له البرنامج للبقاء والاستمرار في ساحة تشهد في كل شهر تقريبًا ولادة مصمم يطمح للشهرة العالمية، أو بالأحرى أن يُصبح إيلي صعب جديدًا.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.