تحرير {جبل كساد} الاستراتيجي المطل على 3 محافظات من قبضة الانقلابيين

مقتل قيادي عسكري حوثي في البيضاء... وتدمير مخزن سلاح للميليشيات

مقاتلون من الجيش الوطني في إحدى جبهات القتال بين محافظتي لحج وتعز («الشرق الأوسط»)
مقاتلون من الجيش الوطني في إحدى جبهات القتال بين محافظتي لحج وتعز («الشرق الأوسط»)
TT

تحرير {جبل كساد} الاستراتيجي المطل على 3 محافظات من قبضة الانقلابيين

مقاتلون من الجيش الوطني في إحدى جبهات القتال بين محافظتي لحج وتعز («الشرق الأوسط»)
مقاتلون من الجيش الوطني في إحدى جبهات القتال بين محافظتي لحج وتعز («الشرق الأوسط»)

أعلن الجيش الوطني اليمني أن قواته حررت منطقة جبلية استراتيجية مطلة على ثلاث محافظات من قبضة الميليشيات الانقلابية. وقال القائد العسكري العميد ركن أحمد علي الحميقاني، إن قوات الجيش الوطني تمكنت من تحرير {جبل كساد} الاستراتيجي المطل على محافظات البيضاء ولحج وأبين، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات، وتحت غطاء جوي من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. ويقع جبل كساد في مديرية الزاهر التابعة لمحافظة البيضاء. وأسفرت عمليات تحرير هذه المنطقة الاستراتيجية عن مقتل كثير من الميليشيات بينهم القيادي العسكري الحوثي أبو محمد العوسجة. وذكرت مصادر محلية مطلعة في البيضاء أن معركة تحرير جبل كساد كانت الأعنف منذ دخول الميليشيات للمحافظة والسيطرة على ثلثي مديريتها في مطلع العام الماضي. وأسفرت العمليات أيضًا عن تدمير مخزن سلاح تابع للميليشيات.
وفي محافظة شبوة المحاذية للبيضاء، شن طيران التحالف أمس غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في مناطق تربط مديريتي عسيلان وبيحان، أبرزها منطقة حيد بن سبعان الاستراتيجية الرابطة بين محافظتي شبوة والبيضاء الخاضعة لسيطرة الانقلابين منذ أكثر من عامين. وأسفرت الغارات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، حسب المصادر ذاتها.
كذلك، شهدت جبهات بيحان القريبة مواجهات مستمرة من قبل قوات الجيش اليمني من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة ثانية. وتعد منطقة بيحان استراتيجية، لأنها تربط شبوة بمحافظتي مأرب والبيضاء. وكانت الميليشيات قد فشلت منذ عام ونيف من اندلاع الحرب من اجتياح منابع النفط في عسيلان وبيحان، حيث تعد محافظة شبوة من أكبر المدن والمحافظات النفطية والغازية في اليمن شمالاً وجنوبًا.
وفي جبهات كرش الرابطة بين محافظتي لحج وتعز بجنوب البلاد، تواصلت المعارك أمس بين قوات الجيش اليمني من جهة والميليشيات من جهة ثانية بعد الانتصارات التي حققتها قوات الشرعية، حيث فشلت الميليشيات في التقدم نحو لحج عبر كرش المطلة على قاعدة العند الجوية وسط لحج، الأمر الذي دفع الميليشيات إلى شن قصفها العشوائي على المناطق السكنية واستهداف قرى مدنيين في مناطق التماس النار. ودفع هذا القصف بآلاف السكان لمغادرة قراهم، وبذلك تجاوز عدد النازحين من كرش وحدها 15 ألف شخص.
وفي محافظة حجة، قام الجيش اليمني أمس بتفجير كمية كبيرة من الألغام بمنطقة ميدي. وأوضح المركز الإعلامي للقوات المسلحة أن الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني أجرت تفجيرًا محكمًا لكميات كبيرة من الألغام زرعتها الميليشيات في عدة مناطق تم تحريرها بمنطقة ميدي التابعة لمحافظة حجة، مشيرًا إلى ما تم تفجيره بشكل محكم يقارب 700 لغم أرضي تم انتزاعها من المواقع التي تم تحريرها من الميليشيات خلال الأشهر الماضية. وكانت قوات الجيش قد قامت بتفجير أكثر من مائتي لغم خلال الفترة الماضية، ولا تزال عمليات نزع الألغام من المناطق المحررة مستمرة.
وفي محافظة ذمار الواقعة شمال العاصمة صنعاء، قامت ميليشيات الحوثي وصالح باختطاف مواطنين من أبناء المحافظة واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وفقًا لما ذكرته مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط».
في غضون ذلك، ألقت القوات الأمنية القبض على عناصر خلية إرهابية كانت تعد لتفجيرات في مدينة مأرب عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه والتي تتخذها الشركية مقرًا لقيادة معركة تحرير العاصمة صنعاء.
وقال قائد قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب، العقيد عبد الغني شعلان، في تصريحات إعلامية، إن الخلية الإرهابية التي تم ضبطها أول من أمس كانت تحاول زرع متفجرات في مكان تسلم رواتب الجنود واستهداف القصر الجمهوري وأفراد الجيش والأمن، مضيفة أن الخلية مرتبطة بخلايا أخرى تم ضبطها في الآونة الأخيرة. وأوضح العقيد شعلان أن الأجهزة الأمنية ضبطت وثائق وأجهزة اتصالات كانت بحوزة الخلية، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب تمكنت خلال الفترة الماضية من ضبط عدد من الخلايا الإرهابية والعناصر التخريبية المتخصصة في زرع العبوات والمتفجرات وخلايا وعناصر تعمل في تجارة وتهريب الحشيش والمخدرات تعتمد عليها العصابات التخريبية لتمويل جرائمها ومخططاتها.
وكانت الأجهزة الأمنية اليمنية في محافظة مأرب قد ضبطت طائرات استطلاع مخبأة في شاحنة مولدات كهربائية في مأرب كانت في طريقها إلى الانقلابيين في صنعاء.
وأكد قائد قوات الأمن الخاصة أن أجهزة الأمن بمأرب على يقظة تامة وجاهزية عالية ومستمرة في القيام بواجباتها الأمنية في تعقب وملاحقة جميع الأيادي والخلايا التخريبية، مضيفا: «سنكون شوكة في حلق كل من يحارب المواطن ويسعى لتخريبه ويسعى لزعزعة الأمن والاستقرار فيه».
وعلق المحلل السياسي اليمني عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات، على التطورات الأمنية الأخيرة في مأرب، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن إلقاء القبض على إرهابيين يسعون لزرع متفجرات في مأرب يعني أن الاستخبارات العسكرية في المنطقة على درجة عالية من اليقظة، مضيفًا أن ضبط محاولة تهريب مواد مشبوهة إلى صنعاء يؤكد وجود جماعات محلية وإقليمية تسعى لإيصال السلاح إلى المتمردين رغم وجود مادة ضمن القرار الأممي «2216» تحظر تزويد الانقلابيين بالسلاح.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.