رئيس حكومة كردستان: إدارة الموصل أصعب من تحريرها

الشرطة العراقية تعتقل 10 من «داعش» في مخيم للنازحين شرق المدينة

جندي عراقي يحرس نازحين من الموصل في منطقة جنوب المدينة أمس (رويترز)
جندي عراقي يحرس نازحين من الموصل في منطقة جنوب المدينة أمس (رويترز)
TT

رئيس حكومة كردستان: إدارة الموصل أصعب من تحريرها

جندي عراقي يحرس نازحين من الموصل في منطقة جنوب المدينة أمس (رويترز)
جندي عراقي يحرس نازحين من الموصل في منطقة جنوب المدينة أمس (رويترز)

حذر رئيس وزراء إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أمس، من أن إدارة الموصل ستكون أصعب من عملية تحريرها الجارية الآن. وقال بارزاني في كلمة له خلال مؤتمر التسامح والتعايش، الذي انطلق أمس في أربيل، إن «تحرير الموصل أسهل من المرحلة التالية للمعركة»، لافتًا إلى أنه «يجب الحذر من المخاطر الحقيقية لما بعد تحرير المدينة».
ونقلت شبكة «روداو» الإعلامية الكردية عن نيجيرفان بارزاني قوله: «نؤكد أنه يجب وجود اتفاق سياسي بين جميع الأطراف العراقية والمكونات للموصل ما بعد (داعش)، لأن تحرير الموصل من الناحية العسكرية سهل، لكن يجب العمل على الجانب الاجتماعي والتعايش معًا، وللأسف لا توجد إلى الآن أي نية جدية وقراءة واقعية، وهناك تجاهل لهذا الموضوع». وذكر أن وجود «اتفاق واقعي ومخلص بين جميع المكونات على أساس جغرافية وديموغرافية المنطقة أمر مهم جدًا، والضامن الوحيد لاستقرار المنطقة ومنع اشتعال نار يتم إذكاؤها بين كثير من القوى الداخلية والخارجية، لذا يجب على جميع الأطراف الاهتمام مسبقًا بهذا الأمر لمنع وقوع كارثة».
من ناحية ثانية، أشار بارزاني إلى أن «التجربة الناجحة للتعايش المشترك في إقليم كردستان أصبحت مثار إعجاب العالم»، مضيفًا أن «ثقافتنا وتعايشنا معًا هو ما دفع دول العالم إلى دعمنا». وتابع: «علينا مسؤوليات كبيرة لتعزيز التعايش ضد وجود الفكر الإرهابي»، مشددًا على أنه «يجب على الحكومة وجميع مكونات المجتمع إيصال رسالة مفادها عدم السماح بتشويه ثقافة التعايش». وأشار إلى أهمية «محاربة الفكر الظلامي لـ(داعش) لضمان عدم تكرار ظهور مجاميع مشابهة أخرى في المستقبل»، مبينًا: «يتحمل رجال الدين مسؤولية الحث على التعايش بين مختلف المكونات ونتمنى أن يصبح المولد النبوي وميلاد السيد المسيح مناسبة لتعميق ثقافة التعايش».
ميدانيا، أعلنت قوات الجيش العراقي أنها أحبطت أمس هجومًا كبيرا لتنظيم داعش على مواقعها شمال مدينة الموصل، ما أسفر عن مقتل جندي عراقي و18 مسلحًا من التنظيم، وفق حصلية أولية. وقال العميد نزار إدريس علوان من قيادة الفرقة الـ16 التابعة للجيش العراقي، في تصريح، إن «مجاميع مسلحة شنت، فجر اليوم (أمس)، هجومًا عنيفًا على مواقع القوات في منطقة بعويزة، شمال الموصل، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة وسيارة مفخخة يقودها انتحاري». وأشار إلى أن «القوات العراقية بإسناد مباشر من قبل طيران التحالف الدولي تمكنت من إحباط الهجوم».
وتابع علوان أن «الحصيلة النهائية للخسائر البشرية في صفوف القوات العراقية بلغت مقتل جندي وإصابة 3 آخرين بجراح مختلفة، فيما قتل 18 مسلحًا من (داعش)، ودمرت 3 آليات مدرعة تابعة للتنظيم».
من ناحية ثانية، صرح قائد شرطة نينوى، أمس، بأن قوات الشرطة العراقية اعتقلت 10 من عناصر «داعش» في مخيمات الخازر لإيواء النازحين شرق الموصل. وقال العميد واثق الحمداني لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن «قوات شرطة محافظة نينوى المحلية تمكنت من اعتقال 10 من (داعش) خلال مرافقة عوائلهم أثناء النزوح إلى مخيمات الخازر لإيواء النازحين شرق الموصل». وأضاف أن «القوات قامت بتدقيق أسماء المطلوبين والمتورطين مع (داعش) واعتقلت 10 من الذين تلطخت أيديهم مع التنظيم واقتادتهم إلى مقر شرطة محافظة نينوى للتحقيق معهم».
وأشار الحمداني أيضا إلى أن «قوات الشرطة تمكنت من تفجير عجلتين مفخختين كانتا مركونتين في محور كوكجلي شرق الموصل قبل محاولة تفجيرهما ضد القوات العراقية والمدنيين».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.