الصومال: مصرع 29 وإصابة 50 في هجوم بسيارة انتحارية قرب ميناء مقديشو

حركة الشباب المتطرفة تعلن مسؤوليتها والسلطات تعتبره محاولة لعرقلة الانتخابات

الصومال: مصرع 29 وإصابة 50 في هجوم بسيارة انتحارية قرب ميناء مقديشو
TT

الصومال: مصرع 29 وإصابة 50 في هجوم بسيارة انتحارية قرب ميناء مقديشو

الصومال: مصرع 29 وإصابة 50 في هجوم بسيارة انتحارية قرب ميناء مقديشو

لقي 29 شخصًا مصرعهم أمس في انفجار شاحنة مفخخة بالقرب من مرفأ العاصمة الصومالية مقديشو، في أحدث هجوم انتحاري من نوعه تبنته حركة الشباب المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة. ويعتبر الهجوم هو أحدث محاولة لعرقلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الصومال، وفقا لتأكيدات مصادر رسمية صومالية. وقال مسؤول أمني إن سيارة مفخخة انفجرت على مقربة من ميناء مقديشو الدولي في منطقة يوجد فيها حمّالون يعملون في الميناء، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بمبانٍ قريبة من الميناء. ووقع الهجوم عند مدخل مرفأ مقديشو التجاري الذي يشهد نشاطًا مستمرًا، حيث ذكر سكان أنهم سمعوا دوي انفجار قوي في المدينة قبل أن يرتفع عمود من الدخان.
ودعا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الذي ندد بالهجوم الإرهابي، الشعب إلى الوحدة والوقوف في وجه ميليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي قال إنها تحتضر بسبب تلقيها ضربات موجعة من قبل الجيش الوطني.
وقالت الشرطة الصومالية إن عدد قتلى التفجير الذي تم بشاحنة ملغومة عند مدخل أكبر موانئ الصومال في العاصمة مقديشو ارتفع إلى 29 شخصًا على الأقل وأصيب 50 آخرون، حيث كانت الجثث متناثرة خارج الميناء في شارع مليء بحطام مقاهي تضررت. وقال الضابط في الشرطة المحلية إبراهيم محمد إن «الانتحاري استهدف قطاعًا يعج بالمدنيين والحمالين والتجار الصغار»، بينما أكد ناطق باسم إدارة المدينة عبد الفتاح عمر حلان أنه فتح تحقيقا في الهجوم.
وقال محمد حسين، وهو موظف في الميناء، إن تبادلاً لإطلاق النار وقع عقب الانفجار، بينما قال عاملان آخران إن العمل توقف في الميناء وتم إرسال العمال إلى منازلهم. وقال عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب، إن التفجير استهدف أفراد الشرطة المتمركزين قرب الميناء، وأضاف أن حركة الشباب قتلت 30 من قوات الأمن وأصابت 50 آخرين، معللاً استهدافهم بأنهم تدربوا لتأمين الانتخابات. إلى ذلك، نددت بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم» بقيام الجماعات المسلحة في الصومال بتجنيد الأطفال.
وقال الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بالصومال «فرانسيسكو ماديرا» في بيان نقلته وكالة بانابريس، إن الجماعات المسلحة في الصومال تضم الكثير من الأطفال الذين تم تجنيدهم، ولهذا يجب القيام بعملية مشتركة لدعم الحرب ضد تلك الجماعات.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» مؤخرًا عن احتمال وجود 5000 مجند من الأطفال في الصومال، حيث تستمر حركة الشباب التي تحارب الحكومة الصومالية في حملاتها لتجنيد الأطفال.
وتسعى الحركة المتشددة إلى طرد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، والإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب، وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.