اليونيسيف: نصف لاجئي العالم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أكدت منظمة اليونيسيف للطفولة في الذكرى الـ70 لتأسيسها، أن النزاعات هي المهدد الأول للإنجازات الموجهة للأطفال، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كاشفة عن أن 29 مليون طفل تواجه حياتهم الخطر في هذه المنطقة.
وأفصحت عن أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تضم نصف عدد اللاجئين والنازحين على مستوى العالم، على الرغم من أن سكان المنطقة لا يتجاوز عددهم خمس سكان الكرة الأرضية.
وأوضحت المنظمة أن واحدًا من بين كل خمسة أطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، مشددة على أن دول المنطقة قطعت على مدى السنوات السبعين الماضية شوطا طويلا في مجال حماية حقوق الطفل وسلامته، لكن ما تشهده المنطقة حاليا، وفي الذكرى السنوية السبعين لانطلاق اليونيسيف، من نزاعات مسلحة وفقر وتشريد، ألقى ظلاله على الأطفال، وخلق أوضاعا قاسية لهم، مما يعرض حياة نحو 29 مليون طفل وطفلة لأصعب الظروف وأقساها، وهو يهدد في نهاية الأمر إنجازات استغرق تحقيقها عقودا من الزمن.
وقال جيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «إن النزاعات الدائرة تهدد المكاسب التي تحققت لأكثر من 157 مليون طفل في جميع أنحاء المنطقة خلال العقود السبعة الماضية، مما يجعل مهمتنا في حمايتهم أصعب من أي وقت مضى».
وذهب إلى أنه بعد سنوات من النزاع الدائر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يزداد عدد الأطفال الذين يعانون من ويلات الحرب في أكثر من نصف دول المنطقة.
وأفصح عن وجود 8.4 مليون طفل سوري تقريبًا بحاجة إلى مساعدة عاجلة من حيث المأوى والطعام والماء، مقارنة مع 500 ألف طفل في عام 2012. ويعيش نحو نصف مليون طفل في مناطق محاصرة في سوريا ولم يحصلوا سوى على مساعدات تكاد لا تُذكر خلال السنتين الماضيتين.
وبحسب كابالاري، يعاني نحو 10 مليون طفل في اليمن من النزاع الدائر هناك، ويعيشون أوضاعًا صعبة للغاية، حيث إن 400 ألف طفل منهم تقريبًا معرضون لخطر سوء التغذية الحاد والوخيم.
وعرّج في حديثه على وجود انتهاكات في غاية الخطورة ضد الأطفال في العراق آخذة في الاتساع؛ فقد أفادت التقارير عن تسجيل نحو 400 حالة انتهاك لحقوق الطفل هناك منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، فيما أدت العملية العسكرية المتواصلة في محافظة الموصل إلى نزوح 74 ألف شخص تقريبًا، نصفهم من الأطفال.
في السودان وليبيا ودولة فلسطين، أجبرت النزاعات الدائرة في هذه البلدان الأطفال على ترك منازلهم ومدارسهم، وحرمتهم من الحصول على الخدمات الأساسية.
وركز كابالاري على أنه على الرغم من أن عدد سكان المنطقة لا يمثل سوى خُمس عدد سكان العالم، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحوي نصف عدد اللاجئين والنازحين في العالم بأسره.
وأضاف كابالاري قائلاً: «هذه الأرقام الصادمة، والتي نشهدها في الذكرى السنوية السبعين لمنظمتنا، لا بدّ أنها تدق ناقوس الخطر أمام العالم بأسره، وتمثل نداء عاجلا يجب أن يوقظ تحركا لحشد مزيد من الجهود من أجل تمكين كل طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
والمعروف أن اليونيسيف احتفلت أمس بالذكرى الـ70 لتأسيسها، مجددة الدعوة المُلحّة للوصول إلى ملايين الأطفال الذين تتعرض حياتهم ومستقبلهم للخطر بسبب النزاعات، والأزمات، والفقر، وعدم المساواة، والتمييز.
وقال إنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسيف: «تأسست اليونيسيف بعد الحرب العالمية الثانية لتقديم المساعدة والأمل لجميع الأطفال المعرضين للخطر أو المحتاجين، بغض النظر عن البلد الذي يعيشون فيه أو الدور الذي لعبه ذلك البلد في الحرب. مهمتنا اليوم ليست أقل إلحاحًا أو عالمية». ومضى قائلاً: «مع وجود هذا العدد الكبير من الأطفال الذين هم في مسيس الحاجة في مختلف أنحاء العالم، نجدد التزامنا بتوطين أنفسنا لتحقيق النتائج المرجوّة لكل طفل».
وتأسست المنظمة من قِبَل الجمعية العامة للأمم المتحدة لمساعدة الأطفال في أوروبا، والصين، والشرق الأوسط، بعد الحرب العالمية الثانية، ويتم تمويلها بالكامل من المساهمات الطوعية من الحكومات، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمواطنين المعنيين. توسعت رقعة عمل اليونيسيف بسرعة، فبحلول عام 1955 كانت تعمل من أجل الأطفال في أكثر من 90 دولة.
وبشأن رؤية اليونيسيف للسنوات الـ70 المقبلة، قال ليك: «نأمل في التوصل إلى عالم تنتفي فيه الحاجة إلى عملنا».