تفجير يخلف عشرات القتلى والجرحى شرق عدن

استهدف مستجدين في معسكر الصولبان

نقطة تفتيش أمنية بعد الانفجار الذي ضرب عدن أمس (إ.ب.أ)
نقطة تفتيش أمنية بعد الانفجار الذي ضرب عدن أمس (إ.ب.أ)
TT

تفجير يخلف عشرات القتلى والجرحى شرق عدن

نقطة تفتيش أمنية بعد الانفجار الذي ضرب عدن أمس (إ.ب.أ)
نقطة تفتيش أمنية بعد الانفجار الذي ضرب عدن أمس (إ.ب.أ)

ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الإرهابي من المستجدين الشباب وطالبي التجنيد في معسكر الصولبان بحي العريش شرق العاصمة المؤقتة عدن مساء أمس، إلى أكثر من 70 شابًا بين قتيل وجريح، جراء تفجير إرهابي استهدف تجمعهم أمام بوابة المعسكر بمدينة العريش.
ولم ترد أي إحصائيات رسمية ودقيقة من الجهات المختصة حتى ساعة كتابة القصة (الثامنة مساء بالتوقيت المحلي) سوى ما أكدته مصادر عسكرية وأمنية في غرفة أمن عدن المشتركة لـ«الشرق الأوسط»، وهو وصول عدد الضحايا إلى أكثر من 40 قتيلاً، و30 جريحًا بعضهم إصابتهم خطيرة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي في حديث لقناة «العربية الحدث» أمس السبت أن الإحصائيات الأولية لدى الحكومة حول ضحايا تفجير معسكر الصولبان الإرهابي بلغت 30 قتيلاً و29 جريحًا، مشيرًا إلى استهداف التفجير الإرهابي تجمعا للشباب المستجدين الذي قدموا للتسجيل أمام بوابة المعسكر، وفق معلومات مضللة على حد تعبيره.
العملية التي استهدفت مستجدين قدموا من اللواء «111 مشاة» التابع للمنطقة العسكرية الرابعة بمديرية المحفد التابعة لمحافظة أبين، قدموا للترقيم وطلب التجنيد أمام بوابة معسكر الصولبان بحي العريش.
وقال الملازم أول ناشر محمد سعيد ضابط أمن اللواء في معسكر الصولبان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن انتحاريًا يحمل حزامًا ناسفًا استهدف تجمعًا للمجندين الشباب الذين قدموا من «اللواء 111 مشاة»، مشيرًا إلى أن التفجير الإرهابي حدث في وسط التجمع في تمام الساعة 5 مساء من أمس.
وأكد ضابط أمن اللواء أن حراسة بوابة معسكر الصولبان قد فرقت المستجدين الشباب من التجمع أمام البوابة بالمئات أكثر من مرة، وتم إبلاغ قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بذلك وطالبوهم بالتدخل «قبل أن تتكرر مجزرة المجندين أمام معسكر اللواء الصبيحي التي شهدتها عدن قبل أشهر، إلا أن المجندين كانوا يعودوا للتجمع من جديد لأكثر من خمس مرات قبل أن يقوم انتحاري بحزام ناسف بتفجير نفسه وسط المستجدين الشباب».
وقال شهود عيان إن سيارات إسعاف شوهدت تنقل جثث عشرات الضحايا من موقع الانفجار.
وناشد أطباء مستشفى الجمهورية التعليمي الحكومي بعدن جميع المواطنين بالتوافد إلى المستشفى للتبرع بالدم جراء ازدياد وصول حالات الجرحى المشفى إلى أكثر من 30 جريحًا، في الوقت الذي نقل فيه بعض الجرحى إلى عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة في مديرتي خور مكسر والمنصورة وسط عدن.
ولم تتبن العملية الإرهابية أي جهة أو تنظيم حتى الساعات الأولى من وقوع الحادثة، وهو أمر لافت، إذ شهدت العمليات الإرهابية المماثلة التي استهدفت معسكرات المدينة في وقت سابق مسارعة تنظيم داعش الإرهابي في اليمن إلى تبنيها عقب أقل من 3 ساعات من وقوعها مباشرة.
وكانت العاصمة المؤقتة عدن شهدت خلال الأشهر الفائتة سلسلة مشابهة من العمليات الإرهابية لعملية أمس، آخرها استهداف تجمع للشباب للترقيم في السلك العسكري أمام منزل العميد عبد الله الصبيحي بحي خور مكسر، وراح ضحيته العشرات من المجندين الشباب، بينهم مدنيون، وتبنى تنظيم داعش العملية الإرهابية تلك. وقبل تلك العملية، استهدف تنظيم داعش بالطريقة نفسها مستجدين في معسكر رأس عباس، وراح ضحية العملية أكثر من 60 قتيلاً وجريحا من المجندين الشباب.
وتأتي العملية الإرهابية بعد أسابيع من وجود الحكومة الشرعية والرئيس اليمني هادي عقب عودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن مقرًا رئيسيًا لها بدلا من الرياض، بعد الاستتباب الأمني واستقرار الوضع بشكل جيد الذي شهدته المدينة خلال الربع الأخير من العام الحالي 2016.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.