محكمة النقض في مصر تؤيد إعدام عادل حبارة منفذ «مذبحة رفح الثانية»

ألغت حكمًا بسجن رئيس مجلس الشورى الأسبق في اتهامات بالفساد

محكمة النقض في مصر تؤيد إعدام عادل حبارة منفذ «مذبحة رفح الثانية»
TT

محكمة النقض في مصر تؤيد إعدام عادل حبارة منفذ «مذبحة رفح الثانية»

محكمة النقض في مصر تؤيد إعدام عادل حبارة منفذ «مذبحة رفح الثانية»

أيدت محكمة النقض، أعلى هيئة قضائية في مصر، حكما بإعدام عادل حبارة، المدان بتخطيط وتنفيذ عملية قتل وحشية بحق جنود مصريين في رفح بشمال سيناء قبل أكثر من ثلاث سنوات. كما قضت المحكمة أمس بإلغاء حكم بالسجن خمس سنوات بحق صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى الأسبق، ونجله، لإدانتهما في وقت سابق في قضية استغلال نفوذ والكسب غير المشروع. أصدرت محكمة النقض حكما نهائيا وباتا، بإعدام الإرهابي حبارة، وتأييد سجن 15 آخرين بأحكام متفاوتة، من مرتكبي مذبحة جنود الأمن المركزي برفح في أغسطس (آب) عام 2013، وهي القضية المعروفة إعلاميا بـ«مذبحة رفح الثانية»، التي راح ضحيتها 25 جنديا مصريا. وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بإعدام حبارة و6 متهمين آخرين (هاربون)، ومعاقبة 3 متهمين بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما، ومعاقبة 22 متهما بالسجن المشدد لمدة 15عاما، وتبرئة 3 آخرين، وهو الحكم ذاته الذي سبق وأصدرته محكمة جنايات القاهرة في المحاكمة الأولى للمتهمين.
وأعيدت محاكمة المدانين ممن صدرت بحقهم الأحكام حضوريا خلال أولى درجات التقاضي في يونيو (حزيران) من العام الماضي، في القضية التي تتضمن أيضا وقائع شروع في قتل جنود، والتخابر مع تنظيم القاعدة بالعراق.
وأسندت النيابة إلى المتهمين ارتكابهم جرائم الإرهاب، والتخابر، وتأسيس جماعة تعمل على خلاف أحكام القانون، بغرض الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتخريب الممتلكات العامة، ومقاومة السلطات، وإحراز الأسلحة والذخائر والمفرقعات.
وأسند إلى المدانين ارتكاب مذبحة رفح التي راح ضحيتها 25 من جنود الأمن المركزي بقطاع «الأحراش»، وإطلاق النار من أسلحة آلية على قوات الأمن المركزي بقطاع بلبيس بمحافظة الشرقية، مما تسبب في إصابة 18 ضابطا ومجندا.
كما توصلت التحقيقات إلى أن التنظيم ارتكب جريمة التخابر، بعد أن استعان بالمتهم عمرو زكريا شوق عطا، المكنى بـ«أبو سهيل»، وهو عضو مجلس شورى تنظيم القاعدة ببلاد العراق والشام، وذلك لإمداده بالدعم المادي اللازم لرصد المنشآت العسكرية والشرطية وتحركات القوات بسيناء، كي يتمكن من تنفيذ جرائمه.
يأتي هذا في وقت قضت فيه محكمة النقض أيضا، بإلغاء حكم بسجن رئيس مجلس الشورى الأسبق (الغرفة الثانية في البرلمان التي ألغيت بموجب الدستور الجديد). ويعني الحكم إعادة محاكمة الشريف ونجله إيهاب أمام دائرة جديدة. وتولى الدفاع عن الشريف ونجله الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق.
ويعد الحكم الذي صدر أمس حلقة جديدة في سلسلة أحكام صدرت لصالح قيادات بارزة عملت خلال عقود مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، ومن بينهم الشريف ومحاميه سرور.
وعقب ثورة 25 يناير قبل نحو 6 سنوات وجهت النيابة العامة المصرية عددا من الاتهامات لرجال مبارك، بعد أن أطيح بهم خلال الأيام الأولى للثورة، وصدرت بحق هذه القيادات أحكام مشددة بالسجن في أولى درجات التقاضي، لكن معظم تلك الاتهامات سقطت بأحكام قضائية لاحقا، أو بإبرام تصالح مع الدولة في قضايا الفساد.
وبعد اختفاء دام نحو 5 أشهر عقب صدور الحكم عليهما، حضر الشريف، الذي شغل حتى اندلاع الثورة منصب أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي الذي تم حله لاحقا بحكم قضائي، جلسة أمس بصحبة نجله إيهاب مقر محكمة النقض لتسليم أنفسهما والمثول أمام هيئة المحكمة، فيما ظل نجل الشريف الثاني أشرف هاربا خارج البلاد. كانت محكمة جنايات القاهرة، قضت بسجن الشريف، ونجليه إيهاب بالسجن 5 سنوات، فيما عاقبت أشرف «هارب» 10 سنوات، مع تغريمهم نحو 210 ملايين جنيه، ودفع مثل هذا المبلغ قيمة تربح زوجة الشريف، وألزمتهم بالمصاريف الجنائية، وذلك لاتهامهم بالكسب غير المشروع، واستغلال النفوذ في تحقيق ثروات طائلة، بطرق غير مشروعة. وأحال جهاز الكسب غير المشروع الشريف، ونجليه إيهاب وأشرف إلى محكمة الجنايات، لاتهامهم بتحقيق كسب غير مشروع قدره 300 مليون جنيه، وطالبهم الجهاز برد 600 مليون جنيه تمثل قيمة الكسب غير المشروع المتهمين بتحقيقه، وغرامة مساوية له، مع سرعة ضبط المتهم الهارب أشرف، وحبسه احتياطيًا على ذمة القضية. وقالت تحقيقات جهاز الكسب غير المشروع، إن الشريف قام بتحقيق كسب غير مشروع، وكان سبيله في تحقيق ذلك الكسب هو استغلاله لمواقعه الوظيفية التي تولاها منذ كان رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات، مرورا برئاسته لاتحاد الإذاعة والتلفزيون وكوزير للإعلام ورئيس لمجلس الشورى. وأظهرت التحقيقات أن من بين صور استغلال الشريف الوظيفة ملكيته كثيرا من العقارات، وأراضي فضاء أو زراعية وفيلات، في أماكن متعددة بأنحاء الجمهورية، كان معظمها مملوكا للدولة ولجهات عامة.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.