تركيا والصين تتعاملان بالروبل والليرة اعتبارًا من الغد

زيادة الناتج الصناعي التركي 2 % في أكتوبر

تركيا والصين تتعاملان بالروبل والليرة اعتبارًا من الغد
TT

تركيا والصين تتعاملان بالروبل والليرة اعتبارًا من الغد

تركيا والصين تتعاملان بالروبل والليرة اعتبارًا من الغد

تبدأ تركيا والصين اعتبارا من الغد (الاثنين)، إجراءات التعامل بشكل مباشر بالعملتين المحليتين، وذلك بعد التدهور الذي شهده مؤخرا سعر الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، حيث بلغت خسائرها نحو 20 في المائة منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو (تموز) الماضي.
وسيتم التعامل مباشرة بعملتي البلدين في أسواق العملات الأجنبية والبنوك بموجب اتفاق بين البنكين المركزيين في البلدين، ليتمكن المتعاملون في سوق العملات الأجنبية بين البنوك والمؤسسات من التعامل بشكل مباشر في تعاملاتهم بالليرة التركية واليوان الصيني.
وفوض البنك المركزي الصيني منصة تداول العملات الأجنبية في الصين (سي إف إي تي سي)، مسؤولية الدعم العملياتي والتكنولوجي لتسيير الإجراءات المباشرة للتعامل بين الليرة التركية واليوان في السوق بين البنوك.
وستنشر المنصة يوميا نظام سعر الصرف بين الليرة التركية واليوان، حيث سيسمح بتقلب سعر الصرف بين العملتين بنسبة 5 في المائة بالزيادة والنقصان.
وتهدف خطوة التعامل بعملتي البلدين بشكل مباشر، تشجيع التجارة والاستثمار بين تركيا والصين، وتلبية احتياجات المؤسسات الاقتصادية لتخفيض تكاليف تبادل العملات، وتسهيل استخدام العملتين في التجارة والاستثمارات عبر الحدود.
كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أعلن أن بلاده اتخذت خطوات لإجراء معاملاتها التجارية مع كل من الصين وروسيا وإيران بالعملات المحلية، إلى جانب خطوات أخرى لإحباط ما اعتبره محاولات لإضعاف تركيا عن طريق ضرب اقتصادها، بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري.
وفيما يقول خبراء إن حالة عدم الاستقرار في سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية ترجع في نسبة كبيرة منها إلى حالة الاستقطاب والتوتر السياسي في تركيا والظروف الراهنة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، من حملات اعتقال وفصل أو وقف عن العمل طال أكثر من 13 ألفا حتى الآن، تقول الحكومة إن أسبابا خارجية في مقدمتها الانتخابات الأميركية قادت إلى تراجع الليرة التركية الذي يعد الأسوأ في تركيا منذ 35 عاما، وكذلك على مستوى الاقتصادات الناشئة.
واعتبر الخبير في مركز «سيتا» التركي للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أردال كاراجول، أن التحرك السياسي لوقف تراجع الليرة التركية أمام الدولار يواجه العوامل السياسية التي تسببت في ذلك التراجع.
وتراجع سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة التركية قليلا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، متأثرا بإقبال المواطنين على تحويل مدخراتهم من العملة الأجنبية إلى المحلية، استجابة لدعوة أطلقها إردوغان.
على صعيد آخر، ارتفع حجم الناتج الصناعي لتركيا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بنسبة 2 في المائة، في زيادة كبيرة عن النسبة التي توقعها المحللون الاقتصاديون مقارنة بالعام الماضي، وذلك بحسب بيان لمعهد الإحصاء التركي. وجاء قطاع الكهرباء والغاز والمكيفات في مقدمة القطاعات التي حققت ارتفاعا بزيادة وصلت إلى 7.5 في المائة، وفقا لتحليل المؤشرات الفرعية على أساس سنوي، وتلاه قطاع الصناعات التحويلية بزيادة وصلت إلى 1.7 في المائة، في حين ارتفع مؤشر قطاع التعدين واستغلال المحاجر بنسبة 0.4 في المائة.
ويعد الناتج الصناعي التركي مؤشرا حيويا للاقتصاد التركي، وينظر إليه على أنه مؤشر أولي لنمو إجمالي الناتج المحلي في البلاد، الذي يلح المسؤولون الأتراك على ضرورة أن يتجاوز 5 في المائة سنويا.
من ناحية أخرى، بلغ عدد ركاب الخطوط الجوية التركية خلال 11 شهرا اعتبارا من بداية العام الجاري 58.3 مليون مسافر، لتحقق بذلك زيادة بنسبة 3 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال بيان للمركز الإعلامي للخطوط التركية حول أداء الشركة في الفترة بين يناير (كانون الثاني) ونوفمبر (تشرين الثاني) من العام الجاري، إن عدد الركاب بلغ 56.6 مليون راكبا بين هذين الشهرين من عام 2015. في حين وصل هذا الرقم إلى 58.3 مليون مسافر للعام الحالي.
وأضاف بيان الخطوط الجوية أن معدل الزيادة في الرحلات الداخلية حقق 4.3 في المائة، بينما وصل معدل الزيادة في الرحلات الخارجية إلى 2.1 في المائة. وسجل معدل امتلاء المقاعد خلال الـ11 شهرا الماضية 74.5 في المائة، كما حققت الشركة زيادة بمعدل 11.9 في المائة من حيث السعة المقعدية الكيلومترية، حيث وصلت إلى 157.2 مليار.
وارتفع عدد وجهات الخطوط الجوية التركية من 280 إلى 292 وجهة، حيث ازداد عدد الوجهات الداخلية في السياق من 48 إلى 49 وجهة، والخارجية من 232 إلى 243 وجهة، في نفس الفترة.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.