إيدي هاو صانع مجد بورنموث من قاع الهبوط إلى نعيم الدوري

الفريق سعيد بالسير في الطريق الآمن والاتجاه الصحيح

ستيف كوك مهاجم بورنموث يحتفل بالهدف الثالث في رباعية الفوز على ليفربول (رويترز)
ستيف كوك مهاجم بورنموث يحتفل بالهدف الثالث في رباعية الفوز على ليفربول (رويترز)
TT

إيدي هاو صانع مجد بورنموث من قاع الهبوط إلى نعيم الدوري

ستيف كوك مهاجم بورنموث يحتفل بالهدف الثالث في رباعية الفوز على ليفربول (رويترز)
ستيف كوك مهاجم بورنموث يحتفل بالهدف الثالث في رباعية الفوز على ليفربول (رويترز)

الشكل الذي ظهر عليه فريق بورنموث في مغامرته بالدوري الإنجليزي الممتاز صيف 2015 بدا جديدًا في ظل وجودهم بملعبهم الجديد الصغير ومجموعة اللاعبين البريطانيين غير المتجانسين والتعايش بجوار شاطئ البحر، وهو خليط من العناصر التي تدعو للشفقة للحد الذي يجعلك تربت على رأس مدربهم إيدي هاو، وتقرص خده وتعطيه قطعة من الشوكولاته كمكافأة لأنه بالفعل أبلى بلاء حسنًا. لكن الجميع اعتقد أن هذا لن يستمر طويلاً، فكيف لهذا أن يحدث؟
فقط انظر لهؤلاء الفتيان بملعبهم الصغير ولاعبيهم غير المتجانسين ومكانهم البعيد النائي على شاطئ البحر، وهو مزيج لا بد وأن يوحي بأن هذا الفريق هابط للدرجة الأدنى لا محالة. فمع نهاية موسمهم الأول في الدوري العام، بات من الملاحظ تراجع الضجر من فريق جاء للتو من غياهب النسيان رغم الأزمة المالية التي عاناها، فقد كافح بورنموث بعد الظهور الأول بشكل غير لائق في الدوري الممتاز. فالحديث هنا ليس عن لاعبين قفزوا من المركب الغارق، ولا عن قصة قتلتها الصحف بحثًا وتناولت لحمها حتى العظام ولم يتبق لنا ولو قطعة لحم صغيرة منها. لكن القصة هي عن فريق كان على وشك الانقراض، فقد أتى الفريق من دوري القسم الثاني - (مسابقة أندية الدرجة الثالثة بعد الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى) - ليغير مساره تمامًا.
فاز الفريق على تشيلسي ومانشستر يونايتد في ديسمبر (كانون الأول) لكن تحقيق إنجاز البقاء بمنأى عن شبح الهبوط بعد الكريسماس يعني أن اهتمامات الفريق اتجهت إلى مكان مختلف؛ مكان ما بعيد عن صراعي القمة والقاع، حيث بات بورنموث قانعًا بما حققه في منتصف الجدول.
وتستمر حالة الصفاء؛ حيث ينعم بورنموث بالسعادة التي حققها باحتلاله المركز العاشر، ومن غير المرجح خوض تحدي البطولات الأوروبية، ومن غير المرجح أيضا التراجع للقاع حيث حرب الهبوط. لم نشاهد فضائح، ولم نسمع عن حكايات لاعبين يرغبون في الرحيل عن النادي، ولا عن متلازمة تراجع الأداء في الموسم الثاني بالدوري الممتاز، فقد نال الفريق فرصة مواصلة التطور.
فانتصار العودة الكبير أمام ليفربول الأحد الماضي هو تلخيص لكل شيء، فرغم أن الجدل عن انهيار دفاعات ليفربول هو موضع النقاش، فإن إصرار بورنموث وهجومه اللاهث كانا بمثابة التذكرة بأن استمرار تفوق ورقي الكرة اللذين يقدمهما في ظل قيادة «هاو» هما السبب فيما حققوه، وبأن الأمر لا علاقة له بسلبيات الفريق المنافس.
دعونا لا نبتعد كثيرا عن الموضوع، ففوز واحد خلال المباريات الخمس التي أنهاها الفريق بالفوز الموسم الحالي بالدوري جاء بنتيجة 6 - 1، وكانت أمام فريق هال سيتي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان هو الفوز الوحيد بفارق أكثر من هدف. كان هناك عدد من النتائج والأداء المخيب، أبرزها الهزائم التي تلقاها الفريق أمام ميدلزبره، وسندرلاند، ووستهام يونايتد، ولذلك ففريق بورنموث لا يزال أمامه الكثير ليتعلمه ليشعر أنه قد ثبت أقدامه بالفعل في الدوري الممتاز.
غير أن الفريق بكل تأكيد يسير في الاتجاه الصحيح في ظل قيادة هاو الذي لا يزال قادرا على الإبهار عن طريق تفضيله لنمط كرة القدم العصرية، وقدرته على إخراج أفضل ما في لاعبيه بفضل نوعية التدريب الراقي التي يقدمها.
من الملاحظ اتجاه النادي لاستكشاف المواهب الصاعدة في الأقسام الأدنى في الدوري لاستقدام اللاعبين الشباب أو بعض ممن لا تحتاجهم فرقهم، وهو ما أتى ثماره فعليًا. فحتى المهاجم جوردان إيبي، الذي حضر من ليفربول مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، يبدو كمادة خام يحتاج هاو أن يصقلها، فاللاعب الذي لم يتعد عمره العشرين عاما يلعب بمركز الجناح، ويحتاج لأن يتعلم كيف يحافظ على ثبات مستواه. فليس من الصعب معرفة السبب في أن جاك ويلشير شعر بأن بورنموث هو المكان الأفضل لبناء ثقته ولياقته بعدما قرر الرحيل عن أرسنال على سبيل الإعارة.
فهاو ليس بالشخص الرومانسي الذي يمكن تضليله أو الساعي للمثالية، وليس نافرا من البراغماتية في الظروف الصحيحة، لكن ما يريده من فريقه الواعد أن يتحلى بروح المخاطرة، وأن يلعب من منتصف الملعب، وأن تكون تمريراته أرضية، وجميعها تناسب أداء ويلشير تماما.
فالتحديات الأعظم لبورنموث لم تأت بعد، فحتى وقت قريب كان فريق سوانزي سيتي ينظر له باعتباره النموذج للتخطيط الحكيم والتطور، والآن أوشك الفريق على أن يصبح حكاية تحكى للعظة بسبب الكثير من القرارات الخاطئة التي قربتهم من شبح الهبوط. فلننس أمر تحقيق الخطوة الخيالية التالية، فالبقاء في الدوري الممتاز في حد ذاته عمل شاق وعسير وإنجاز كبير يكفي فرقا بحجم بورنموث وسوانزي.
فتحقيق الطموحات المتعاظمة أمر بعيد عن الواقع، إذ يتحتم على بورنموث أن يتعامل باهتمام مع هاو، وأن يؤجل باقي طموحاته ورؤية مجلس إدارته بعد البحث عن مدرب جديد، وحينها سيكون الفريق في أزمة حقيقية، شأن باقي الأندية. وحتى ذلك الحين، كل ما على الفريق فعله هو الاستمتاع بما يقدمونه على أرض الملعب.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.