أبو حمزة يعطي الإذن في إرسال جهاديين إلى أفغانستان

قال أحد الشهود في محاكمة أبو حمزة المصري أمس (الجمعة) في نيويورك، إن الداعية الإسلامي البريطاني هو الذي كان يعطي الإذن في توجه جهاديين إلى أفغانستان للقتال.
وقال ديفيد سميث الأميركي الذي اعتنق الإسلام عام 1997 في السابعة عشرة من العمر، إنه كان يستمع إلى تسجيلات خطب لأبو حمزة في مسجد دار السلام بسياتل شمال غربي الولايات المتحدة.
وأضاف أنه شارك بهذا المسجد في اجتماع عن الشروط المطلوبة من أجل الذهاب للقتال في أفغانستان، نظمها فيروز عباسي وهو بريطاني اعتقل لاحقا لعدة سنوات في سجن غوانتانامو.
وأوضح أن عباسي «قال لي إن علي أن أضع نفسي في تصرف الشيخ»، في إشارة إلى أبو حمزة الداعية البالغ من العمر 56 سنة، الذي ولد في مصر قبل أن ينتقل إلى لندن، وأنه إذا ما أثبت عن طاعة و«شخصية جيدة، عندها بإذن من الشيخ سوف يسمح لي بالذهاب إلى جبال» أفغانستان.
وسميث الشاهد الثاني الذي يستدعيه الاتهام منذ بدء المحاكمة الخميس.
كذلك روى سميث الذي زار لندن عام 1999 للاجتماع بأبو حمزة في مسجد فينسبوري بارك، أنه تدرب على استخدام السلاح في مسجد سياتل مع خمسة أو ستة مسلمين آخرين وتولى تدريبهم مسلم سويدي الجنسية يدعى أسامة قصير ويعرف بكنية أبو خديجة.
وكان قصير وصل إلى سياتل في نهاية 1999 قادما من لندن مع زوجته وأولاده وأرسله أبو حمزة مع مسلم بريطاني آخر يدعى هارون أغواط قتل لاحقا في أفغانستان.
وشرح لهم قصير كيفية تفكيك وتركيب سلاح كلاشنيكوف إيه كاي 47 وتحويله إلى بندقية أوتوماتيكية بالكامل، كما دربهم على كيفية صنع كاتم للصوت وأوضح لهم أن هذه البندقية يمكن تعديلها لإطلاق قنابل.
وأضاف سميث أن قصير أوضح لهم أنه خلافا لبنادق شبه أوتوماتيكية أخرى فإن بندقية إيه كاي 47 «تمزق» الجسد الذي تخترقه.
وسميث الذي تخلى عن الإسلام لم يذهب إلى أفغانستان.
ويدفع مصطفى كامل مصطفى، وهو اسم أبو حمزة الحقيقي، ببراءته من التهم الـ11 الموجهة إليه بالخطف وبدعم الإرهاب.
وهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة في سجن أميركي خاضع لحراسة أمنية مشددة في حال أدانه المحلفون الـ12 في المحاكمة التي يتوقع أن تستمر أربعة إلى خمسة أسابيع.
وتابع أبو حمزة أمس، باهتمام مجريات المحاكمة، مدونا ملاحظات بواسطة يد اصطناعية. ومن المتوقع أن يدلي بنفسه بشهادته خلال المحاكمة.
وعرض الادعاء الأربعاء حججه، متهما أبو حمزة بأنه «يحرض على العنف والإرهاب في العالم» وهدفه شن الحرب على غير المسلمين.
وهي ثاني محاكمة إرهابية كبرى تجري أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية بعد محاكمة سليمان أبو غيث صهر بن لادن والمتحدث السابق باسم «القاعدة»، الذي أدين في 26 مارس (آذار).
وتتعلق التهم الموجهة إلى أبو حمزة بخطف 16 سائحا غربيا في اليمن عام 1998 وقتل أربعة منهم، وبالتآمر لإقامة معسكر للتدريب على غرار معسكرات «القاعدة» في ولاية أوريغون الأميركية بأواخر 1999.
كما هو متهم بتقديم الدعم المادي لشبكة أسامة بن لادن وبالتخطيط لإنشاء مركز كومبيوتر لطالبان وإرسال مجندين للتدرب على العمليات الإرهابية في أفغانستان.
وقال محاميه جوشوا دراتيل للمحكمة الخميس، إن آراء موكله «المتشددة» في معاداة الأميركيين والإسرائيليين قد تكون مثيرة للاستنكار، غير أنها مجرد كلام لا يترجم أفعالا.
وتجري محاكمة أبو حمزة بعد معارك قانونية استمرت عشر سنوات، فهو اعتقل في أغسطس (آب) 2004 في بريطانيا بناء على طلب من واشنطن، وحكمت عليه محكمة بريطانية بالسجن لمدة سبع سنوات في 2006 بتهمة التحريض على القتل والكراهية العرقية.
وخسر آخر طعن أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ضد قرار تسليمه، مما سمح بترحيله.