اختيار مناهض لمكافحة تغير المناخ مديرًا لوكالة البيئة في حكومة ترامب

ترشيح 3 عسكريين متقاعدين في مناصب عليا يثير تساؤلات

عمال بناء يعدون الساحة خارج الكونغرس لحفل تسليم الرئاسة لدونالد ترامب الشهر المقبل (رويترز)
عمال بناء يعدون الساحة خارج الكونغرس لحفل تسليم الرئاسة لدونالد ترامب الشهر المقبل (رويترز)
TT

اختيار مناهض لمكافحة تغير المناخ مديرًا لوكالة البيئة في حكومة ترامب

عمال بناء يعدون الساحة خارج الكونغرس لحفل تسليم الرئاسة لدونالد ترامب الشهر المقبل (رويترز)
عمال بناء يعدون الساحة خارج الكونغرس لحفل تسليم الرئاسة لدونالد ترامب الشهر المقبل (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس، ترشيحه النائب العام لولاية أوكلاهوما سكوت برويت، المناهض لجهود مكافحة الاحتباس الحراري، مديرا لوكالة حماية البيئة. كما نقلت جهات إعلامية أنه اختار ليندا ماكمان الرئيسة التنفيذية السابقة لمؤسسة «دبليو دبليو إي»، المعنية بالترفيه الرياضي وبمصارعة المحترفين، لتولي قيادة إدارة المشاريع الصغيرة.
وعن تعيين مدير وكالة البيئة، قال ترامب في بيان: «لفترة طويلة، أنفقت وكالة حماية البيئة أموال دافعي الضرائب على أجندة مناهضة للطاقة خارجة عن السيطرة دمرت ملايين الوظائف، وقوضت كذلك مزارعينا الموثوق بهم والكثير من المصالح والصناعات الأخرى في كل جوانبها».
وأضاف أن برويت «سيعكس هذا التوجه، وسيعيد وكالة حماية البيئة إلى مهمتها الأساسية وهي الحفاظ على هوائنا ومائنا نظيفين وآمنين»، وتابع: «إدارتي تؤمن بقوة بحماية البيئة، وسكوت برويت سيكون مدافعا قويا عن ذلك وفي الوقت ذاته سيزيد الوظائف والسلامة والفرص».
وأثار اختيار برويت غضب خصوم ترامب، إذ يرى المعارضون أن برويت ليس من أنصار البيئة مطلقا، ويشيرون إلى أنه أمضى معظم وقته أثناء توليه منصب النائب العام لولاية أوكلاهوما في التصدي لأنشطة الوكالة التي رشحه ترامب لرئاستها.
وقال ستي هوير، الرجل الثاني في الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب، إن المرشح «أمضى السنوات الكثيرة الماضية وهو يسعى بكل ما أوتي من قوة ليساعد الجهات المتسببة بالتلوث في القضاء على الحمايات البيئية الضرورية في بلادنا أو الالتفاف عليها».
من جهة أخرى، قال ترامب تعليقا على تعيين ماكمان، وفقا لوكالة الصحافة الألمانية، إنها ستساعده في خلق فرص عمل جديدة وإلغاء «اللوائح المرهقة التي تضر عمال الطبقة الوسطى والمشاريع الصغيرة».
وأثنى ترامب على ماكمان بوصفها رائدة في العمل النسائي، وأنها تمكنت من تطوير مؤسسة «دبليو دبليو إي» من شركة قوامها 13 فردا إلى شركة يعمل بها 800 موظف.
على صعيد متصل، أثار تعيين ثلاثة جنرالات متقاعدين في مناصب حكومية عليا، تساؤلات حول أسباب هذا التوجه من طرف الرئيس المنتخب وفريقه.
وكان آخر هذه التعيينات الجنرال المتقاعد في سلاح مشاة البحرية جون كيلي، الذي شارك في القتال في العراق، لمنصب وزير الأمن الداخلي، ما يعني أنه سيشرف على الكثير من القضايا المثيرة للجدل كالهجرة وأمن الحدود، هي قضايا هامة بالنسبة إلى ترامب.
وفي حال مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين كيلي، سينضم إلى الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي عين وزيرا للدفاع، والجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي عين مستشارا للأمن القومي. وماتيس بحاجة أيضا إلى مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه. ومع أنهم يملكون خبرة واسعة ومعرفة كبيرة، يثير عدد الجنرالات الكبير في الإدارة الجديدة مخاوف البعض من أن يهدد ذلك ما يعتبر حجر الزاوية في الديمقراطية الأميركية، أي إشراف المدنيين على الجيش والحكومة.
ويقول الجنرال المتقاعد ديفيد بارنو الذي خدم في أفغانستان لوكالة الصحافة الفرنسية: «في حال كان هناك عدد ملحوظ (من العسكريين السابقين) في إدارتك، فهذا يثير تساؤلات». وهناك اسم عسكري آخر مطروح، وهو الجنرال ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) لتولي منصب وزير الخارجية، وهناك شائعات حول تكليف الأدميرال مايكل رودجرز بمنصب رئيس الاستخبارات.
من جانبه، رأى الباحث العسكري اندرو باسيفيتش لمجلة «تايم»: «مع تعيين جنرال آخر بثلاثة أو أربعة نجوم في منصب كبير، يصبح بإمكاننا الإشارة إلى مجلس ترامب العسكري بدلا من إدارة ترامب».
وكان ترامب انتقد في حملته الانتخابية وجود جنرالات في إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، مؤكدا أنه يعرف أكثر عن تنظيم داعش منهم.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».