إعادة هيكلة ألوية عسكرية تسريعًا لحسم المعارك

خطة جديدة للقوات المسلحة اليمنية لتعزيز مواقع القتال

جنود الجيش اليمني في وقفة نظامية خلال زيارة قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عادل القميري في مأرب أمس (سبأ)
جنود الجيش اليمني في وقفة نظامية خلال زيارة قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عادل القميري في مأرب أمس (سبأ)
TT

إعادة هيكلة ألوية عسكرية تسريعًا لحسم المعارك

جنود الجيش اليمني في وقفة نظامية خلال زيارة قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عادل القميري في مأرب أمس (سبأ)
جنود الجيش اليمني في وقفة نظامية خلال زيارة قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عادل القميري في مأرب أمس (سبأ)

كشف مصدر عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط» عن شروع الجيش اليمني في إعادة هيكلة بعض الألوية، ضمن خطة عسكرية جديدة، ترمي إلى «تسريع تحرير عدد من الجبهات التي لم تفصل فيها المواجهات المباشرة مع الانقلابيين».
وقال المصدر إن تنفيذ الخطة العسكرية الجديدة ينتظر الموافقة من القائد العام للقوات المسلحة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأرجع المصدر اتخاذ الخطوة الجديدة إلى «تعنت الانقلابيين ورفضهم التوصل إلى حل سلمي يضمن لليمن سلامته من التدخلات الخارجية التي يعتمدون عليها. هذا التدخل وتحديدا من إيران دفع إلى إيجاد خطة بديلة لوقف هذه العمليات وقتل الشعب اليمني بالأسلحة الإيرانية».
وتعتمد الخطة الجديدة على محاور تقدم الألوية وآليات عسكرية في المواجهة مع الانقلابيين، ومن أبرز المحاور سحب كثير من القطع العسكرية وعدد من الألوية الموجودة في «حضرموت، والمهرة» وتحريكها بشكل مباشر إلى جبهتي «تعز والحديدة»، بهدف وقف وصول الأسلحة الإيرانية للانقلابيين من المنافذ البحرية.
ووفقًا للمصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فإن الخطة العسكرية ستتغير عما كان ينفذ في المرحلة الماضية، «وسيستفيد الجيش من كل إمكاناته العسكرية لتسريع عمليات التحرير، وخصوصًا في المواقع التي يقترب الجيش فيها من تحقيق انتصارات كبيرة، وذلك بسبب مئات المدرعات العسكرية المنتشرة في مواقع وألوية لم تشارك في الحرب، والدفع بها في اتجاه المعاقل الرئيسية للانقلابيين».
ويقول المصدر، إن الجيش يمتلك كل الإمكانات العسكرية والأسلحة المتطورة والأفراد المدربين، «وهي العوامل التي ستمكّن الجيش من تنفيذ الخطة الجديدة التي تعتمد على تغيير المحاور القديمة المعتمدة وآليات التنفيذ، بتنويع الهجوم والدفع بتعزيزات جديدة للجبهات المشتعلة والتي تخشى الميليشيات فقدانها بحكم موقعها الجغرافي».
وسيستفيد الجيش اليمني من 150 دبابة ومدرعة في المواجهات العسكرية، «من خلال سحب أعداد كبيرة منها وتحريكها باتجاه مأرب وتعز»، مع تغيير طريقة الهجوم وآليات التعامل في الجبهات، موضحًا أن الدفع بهذه القدرة العسكرية سيساعد الجيش في إحراز تقدم كبير، مع تعزيز المواقع المحررة، وفقا للمصدر الذي أضاف: «في هذه الأثناء، سيركز الجيش المرابط في تخوم إقليمي تهامة والجند عملياته العسكرية في تعز والحديدة، مع سحب بعض القطع العسكرية في الجبهات الصغيرة للتوغل في هاتين المدينتين وتحريرهما، ثم التقدم باتجاه الموانئ لبسط السيطرة عليها ومنع دخول الأسلحة المهربة القادمة من طهران».
وشدد المصدر على أن وجود الآليات العسكرية المختلفة في «حضرموت والمهرة» دون تحريك لا يتوافق مع الاستراتيجية العسكرية التي يبحث عنها الجيش في هذه المرحلة، وعدم الاستفادة من هذه القدرات الكبيرة يعيق أي تقدم، وخصوصًا أن الآليات المزمع سحبها من هاتين المحافظتين ستشكل قوة مضافة للجيش في جبهتي «ميدي ومأرب».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».