سكان مدينة مورمانسك الروسية يودعون الشمس لشهر ونصف

يستقبلون شروقها عادة باحتفال خاص بأعلى قمة جبلية بالمنطقة

رغم البرد الشديد صعدوا إلى جبل الشمس لاستقبال الشروق الأول بعد الليل القطبي في مورمانسك بروسيا
رغم البرد الشديد صعدوا إلى جبل الشمس لاستقبال الشروق الأول بعد الليل القطبي في مورمانسك بروسيا
TT

سكان مدينة مورمانسك الروسية يودعون الشمس لشهر ونصف

رغم البرد الشديد صعدوا إلى جبل الشمس لاستقبال الشروق الأول بعد الليل القطبي في مورمانسك بروسيا
رغم البرد الشديد صعدوا إلى جبل الشمس لاستقبال الشروق الأول بعد الليل القطبي في مورمانسك بروسيا

عندما تتلبد السماء بالسحب وتمتد كستار منيع يحجب نور الشمس في أوقات النهار، ويميل لون الفضاء المحيط إلى الرمادي القاتم، غالبًا ما تهيمن المشاعر السلبية على مزاج الإنسان، ولا يصلح الأمر إلا بعد أن تعود أشعة الشمس وتخترق تلك السحب حاملة معها الضوء الذي يبث الدفء في الروح ويحفز كل الأحاسيس الإيجابية، و«يعدل المزاج» كما يقول العامة، وكأن الشمس بعودتها تعلن الأفراح بعد ساعات «شجن وحزن».
هذه حال معظمنا في الأيام الغائمة من فصل الشتاء، فما بالك لو اضطررت للعيش في مكان تغيب عنه الشمس طيلة شهر ونصف الشهر، حيث يقتصر ظهورها صباح كل يوم عند خط الشروق، لكنها لا تتجاوزه وتعود لتختفي بسرعة دون أن يتمكن أحد من رؤيتها. وبذلك، تبقى أجواء «الليل» سائدة حتى في منتصف النهار.
هذه هي الأجواء التي ستهيمن على مدينة مورمانسك القطبية الروسية لمدة 40 يوما، ضمن ظاهرة طبيعية يُطلق عليها اسم «الليل القطبي»، حيث تتوقف الشمس عن الظهور في سماء المنطقة لقرابة شهر ونصف، بداية من يوم الثاني من ديسمبر (كانون الأول) إلى الحادي عشر من يناير (كانون الثاني). وتعتبر حالة مورمانسك أفضل من غيرها من المناطق القطبية التي تستمر فيها تلك الظاهرة لقرابة نصف عام.
وتشكل نهاية «الليل القطبي» مناسبة احتفالية لسكان مدينة مورمانسك، الذين جرت العادة لديهم منذ عشر سنوات أن يقيموا احتفالات خاصة في يوم الحادي عشر من يناير ضمن فعاليات يوم «الشروق الأول». وتقام هذه الاحتفالات عادة على «جبل الشمس»، وهي أعلى قمة في المنطقة، حيث يحتشد الناس هناك في ساعات الفجر الأولى، في أيام تكون فيها درجة الحرارة بحدود 25 درجة مئوية تحت الصفر.
جدير بالذكر أن الظروف الطبيعية، ككثافة السحب، غالبا ما تحول دون رؤية الناس يومها للشمس. ومع ذلك، لا تقلل هذه الحقيقة من بهجة أهالي مورمانسك وهم يراقبون السحب التي يتحول لونها من الرمادي إلى الوردي تحت تأثير أشعة الشمس.
في العام الماضي، حمل عيد «الشروق الأول» هدية لأبناء مورمانسك، إذ سمحت الأحوال الجوية لهم برؤية خيوط الشمس الأولى وهي تخترق السماء، وذلك بفضل الأجواء الباردة جدا التي كانت سائدة يومها في المدينة، ومعروف أن السماء تكون عادة صافية دون سحب في الأيام التي يهيمن فيها الصقيع بدرجات حرارة منخفضة جدا. ويبدو أن مستوى الدفء الذي تبثه في النفوس عودة الشمس أقوى من ذلك البرد القارس الذي يشعر فيه الجسد في أيام الصقيع القطبية، لذلك سيواصل سكان مورمانسك تقليدهم في «يوم الشروق الأول» مهما كانت قساوة الصقيع.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.