ائتلاف الإغاثة: تهجير 177 ألف أسرة من تعز

تحذير من مجاعة في المحافظة المحاصرة منذ 19 شهرًا

يمني من أهالي تعز يسير قرب ركام منزل قصفته الميليشيات في تعز (أ.ف.ب)
يمني من أهالي تعز يسير قرب ركام منزل قصفته الميليشيات في تعز (أ.ف.ب)
TT

ائتلاف الإغاثة: تهجير 177 ألف أسرة من تعز

يمني من أهالي تعز يسير قرب ركام منزل قصفته الميليشيات في تعز (أ.ف.ب)
يمني من أهالي تعز يسير قرب ركام منزل قصفته الميليشيات في تعز (أ.ف.ب)

قدر بيان صادر عن ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز وشركاؤه، عدد الأسر التي تعرضت للنزوح والتهجير إثر الحصار المطبق واستهداف المحافظة من انقلابيي اليمن، بنحو 177 ألفًا و574 أسرة.
ومع ازدياد تفاقم الوضع الإنساني في تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، جراء استمرار ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في حصارها المطبق على جميع مداخل المدينة، حذر الائتلاف من كارثة إنسانية وشيكة تهدد مئات الآلاف من الأهالي، إذا لم تشهد المحافظة أي تدخل سريع وعاجل في المجالين الصحي والغذائي ومجال الإيواء.
وقال الائتلاف في بيان له أطلق عليه «قبل أن تحل الكارثة»: «منذ بدء الحرب على مدينة تعز في أبريل (نيسان) من عام 2015 وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بلغ إجمالي عدد القتلى 3280، إضافة إلى 15082 جريحًا، في حين بلغ إجمالي الأسر التي تعرضت للنزوح والتهجير القسري من مناطق مختلفة من محافظة تعز جراء الحرب 177 ألفًا و574 أسرة، وبلغ إجمالي عدد الأسر المتضررة 317 ألفًا و419 أسرة».
وأكد الائتلاف أنه «يلاحظ ارتفاع المعاناة في صفوف أبناء المحافظة، ولا تزال المأساة الإنسانية تتعاظم في تعز يومًا بعد آخر، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية، في الوقت الذي يتواصل فيه القصف العنيف على أحياء المدينة، والذي خلَّف آلاف القتلى والجرحى والمشردين والمتضررين منذ 19 شهرًا، وزاد الأمر تفاقمًا النزوح والتهجير القسري للأهالي من مناطق المواجهات المسلحة، وهذا ما يؤدي إلى تضخم حجم الاحتياج ودخول آلاف الأسر تحت خط الفقر».
وأضاف البيان: «منذ نحو 4 أشهر انقطعت المرتبات الشهرية للموظفين، مع فقد آلاف العمال في القطاع الخاص مصادر دخلهم منذ بدء الحرب، وارتفاع أسعار السلع الأساسية مع التهاوي الكبير لسعر صرف العملة المحلية، إلى جانب انقطاع الخدمات الأساسية ومنها المياه والكهرباء والنظافة، وانعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى توقف المنظمات الدولية عن إرسال مساعداتها الإغاثية للمتضررين في تعز، الأمر الذي يمثل مؤشرًا خطيرًا لحدوث مجاعة محققة لا تقل سوءًا عن المجاعة التي حصلت لسكان محافظة الحديدة».
وأورد البيان أن 3782 منزلاً ومتجرًا ومنشأة عامة وخاصة تعرضوا إلى التدمير والتضرر الجزئي والكلي، إضافة إلى تضرر وتدمير 322 مؤسسة تعليمية جزئيًا وكليًا، منها 73 مؤسسة تعليمية كانت مأوى للنازحين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه المحافظة من انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة، وآخرها انتشار وباء الكوليرا وأمراض سوء التغذية وبعض الأمراض المزمنة، التي أصابت المئات في عدد من مديريات المحافظة المختلفة، فيما تعرضت بعض حالات الإصابة للوفاة نتيجة ارتفاع منسوب الخطر فيها.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.