اتفاق بين «الديمقراطي» و«الإسلامية» على الوزارة

بغياب زعيمه.. حزب طالباني لا يزال خارج مفاوضات تشكيل الحكومة

اتفاق بين «الديمقراطي» و«الإسلامية» على الوزارة
TT

اتفاق بين «الديمقراطي» و«الإسلامية» على الوزارة

اتفاق بين «الديمقراطي» و«الإسلامية» على الوزارة

اتفق الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، مع الجماعة الإسلامية التي يتزعمها علي بابير على منح حقائب الزراعة والري ووزارة الإقليم لشؤون البيئة، بالإضافة لهيئة حكومية لم يذكر اسمها للجماعة الإسلامية في التشكيلة الحكومية الثامنة في إقليم كردستان العراق.
وجرى الإعلان عن هذا الاتفاق في مؤتمر صحافي عقد مساء أول من أمس، بين فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، والقيادي في الجماعة الإسلامية في الإقليم عبد الستار عبد المجيد في أربيل.
وتضمنت الاتفاقية التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها «المناصب الوزارية التي أصبحت من حصة الجماعة الإسلامية في التشكيلة المقبلة لحكومة الإقليم».
وأكد ميراني في المؤتمر الصحافي أن اللجنة الخاصة لرسم البرنامج الحكومي ستبدأ عملها قريبا، متمنيا أن يكتمل هذا الاتفاق السياسي ليشمل أيضا «الاتحاد الإسلامي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني»، حيث أكد أن ما يهم الأحزاب السياسية في الإقليم أن يعم الأمن والسلام وتشكيل حكومة جديدة ذات مشاركة واسعة.
وبين القيادي في الجماعة الإسلامية بلال سليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاق الموقع بينهم وبين الديمقراطي الكردستاني هو الأخير والحاسم في مسألة تشكيل الحكومة، وأن الجماعة الإسلامية راضية عن حصتها في المجلس الوزاري.
ولم يخفِ سليمان أن الاتحاد الوطني الكردستاني غير راضٍ عما سيجري منحه لهم في التشكيلة الحكومية حيث دعاهم إلى «التعامل مع الوضع الحالي بإيجابية»، مؤكدا أنه لا ضير أن يقدم الاتحاد الوطني بعض التنازلات في هذا الوقت الحساس، حيث إن الجميع ينتظر انعقاد جلسة البرلمان التي طال تعليقها.
وأكد بلال أن وفدا من الاتحاد الوطني الكردستاني، برئاسة النائب المستقيل للأمين العام للاتحاد الوطني برهم صالح كان قد زار مقر الجماعة الإسلامية، حيث قدموا في زيارتهم للجماعة «ملاحظاتهم حول الوضع العام في الإقليم والمناصب التي من الممكن أن تمنح لهم في التشكيلة الحكومية المقبلة، إذ اعترفوا بأنهم غير راضين عن هذا التوزيع، وأنهم كانوا يطالبون بوزارة الداخلية أو البيشمركة».
وكان المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني أكد في بيان له أنه «كان يتوقع هذه الاتفاقية بين الديمقراطي والتغيير، وأن المكتب السياسي للاتحاد قدم ملاحظاته، وما يثير قلقه حول التشكيلة الحكومية الجديدة لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، والجميع في انتظار القرار الأخير للمكتب السياسي وقيادة الاتحاد، حيث تبقى القرارات واردة أمام الاتحاد».
ونفى القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي بيرة في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط» أن يكون حزبه قد قاطع الديمقراطي مبينا أن الاتحاد «لا يقف في عزلة من العملية السياسية في الإقليم، ولم يقاطع أيا من الأحزاب السياسية».
ورفض بيرة التعليق على النقطة الأساسية التي يعترض عليها حزبه حول الاتفاقية المبرمة بين الديمقراطي والتغيير، مؤكدا على أن «بيان المكتب السياسي كان واضحا حول هذه المسألة، وأن الحزب يحتفظ بالأسباب لنفسه».
وتحدثت بعض المصادر الإخبارية أن وفد الاتحاد الوطني الكردستاني كان قد اجتمع مع رئيس الإقليم حول ملاحظاتهم ومخاوفهم من العملية السياسية في الإقليم، لكن بيرة لم ينفِ أو يؤكد المسألة، ولم يعلق حول هذا الموضوع.
من جهة أخرى، أكد النائب في برلمان الإقليم عن قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني أوميد خوشناو أن الاتحاد الوطني «ينفذ لعبة سياسية ليستفيد منها في حملته الانتخابية، حيث يلوح بعدم دخوله للاتفاق السياسي مع الحزب الديمقراطي، حتى بعد إعلان النتائج»، مؤكدا على أن الاتحاد سيقبل بنصيبه وسيدخل للحكومة دون أي مشكلات.
وبين خوشناو أن الاتحاد خاطب ببيان مكتبه السياسي، القاعدة الجماهيرية لهم ولحركة التغيير، حيث وصفها بـ«المتزلزلة»، والسبب من هذا الخطاب هو إثبات أن الاتحاد لن يسلم إرادته لـ«الديمقراطي». ولم ينفِ خوشناو أن الحزب الديمقراطي «كان الخاسر الأكبر لتحمله هذه المسألة ومحاولاته الكثيرة لم تنجح في إقناع الجميع في حكومة وحدة وطنية»، مؤكدا أن «جميع الخيارات واردة أمام (الديمقراطي)».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.