رئيس مجلس النواب المغربي يمهل الاتحاد الاشتراكي حتى الاثنين المقبل للحسم في رئاسة فريقه النيابي

العلمي يقوم بمشاورات مكثفة مع أقطاب الحزب لتجاوز حالة تعطيل البرلمان

رئيس مجلس النواب المغربي يمهل الاتحاد الاشتراكي حتى الاثنين المقبل للحسم في رئاسة فريقه النيابي
TT

رئيس مجلس النواب المغربي يمهل الاتحاد الاشتراكي حتى الاثنين المقبل للحسم في رئاسة فريقه النيابي

رئيس مجلس النواب المغربي يمهل الاتحاد الاشتراكي حتى الاثنين المقبل للحسم في رئاسة فريقه النيابي

في خطوة جديدة من شأنها أن تمهّد الطريق للتوصل لحل سياسي بين الأطراف المتصارعة في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي المعارض، أمهل رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) القيادة السياسية والبرلمانية للاتحاد مجددا، إلى بعد غد (الاثنين)، لتجاوز خلافاتهم التي تسببت في تعطيل المؤسسة التشريعية، بينما يواصل حكماء الحزب المعارض مساعيهم السياسية الحثيثة لإنهاء أزمة رئاسة الفريق النيابي والتوافق على اللائحة الرسمية بشأن المهام التي سيقوم بها نواب اشتراكيون في أجهزة مكتب مجلس النواب، قبل نهاية الأسبوع الحالي.
وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الطالبي العلمي أجّل لقاءه برؤساء ثماني فرق نيابية، من أجل الحسم في لوائح الفرق وممثليها داخل أجهزة مجلس النواب. وتسبب تأجيل الطالبي العلمي لجلسة الإعلان عن أجهزة مكتب مجلس النواب في تعطيل دور المجلس، الذي لم يعقد جلسته الأسبوعية المخصصة لمساءلة الوزراء، الثلاثاء الماضي.
ويقود الطالبي العلمي مشاورات مكثفة مع الأطراف المتصارعة داخل الاتحاد الاشتراكي لتجنب اتخاذ قرارات قانونية محرجة، من شأنها ترجيح كفة أحدهما. وذكرت المصادر ذاتها أن رئيس مجلس النواب أجرى، مساء أول من أمس (الخميس) لقاء طويلا دام أكثر من ساعتين مع أحمد الزايدي رئيس فريق الاتحاد، الذي يحاول أمين عام الحزب إدريس لشكر إزاحته من موقعه، وهو أيضا متزعم تيار الانفتاح والديمقراطية، الذي طالب رئيس مجلس النواب بإطلاعه على سر التأخير في الحسم في رئاسة الفريق الاشتراكي، على الرغم من تقديمه ملفا قانونيا يحترم معايير القانون الداخلي للمجلس.
وقالت المصادر إن الطالبي العلمي أخبر الزايدي أنه يريد إتاحة الفرصة لحزب كبير له تاريخه لحل مشكلاته الداخلية. كما اتصل الطالبي بالأمين العام للاتحاد الاشتراكي، لحثه على إيجاد مخرج سياسي للأزمة التي انتقلت تداعياتها للبرلمان.
في سياق متصل، عقد رؤساء تحالف الغالبية، أمس (الجمعة)، لقاء لتدارس حالة العطالة التي يعيشها البرلمان، منذ انطلاق الدورة الربيعية قبل أسبوع، بسبب أزمة الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي.
وقال رشيد ركبان رئيس فريق التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي سابقا) إن قادة التحالف البرلماني قرروا الاحتفاظ بمسافة من الصراع الدائر داخل الاتحاد بين الأمين العام للاتحاد الاشتراكي ورئيس الفريق النيابي للحزب، مؤكدين على رفضهم السماح لأنفسهم بالتدخل، في الشأن السياسي لأي هيئة سياسية.
وأضاف ركبان أن رؤساء فرق الغالبية طالبت رئيس مجلس النواب بتوفير الشروط لعودة المجلس لعقد جلساته التشريعية والرقابية وتجاوز حالة الجمود. وأعلن ركبان عن دعم رؤساء فرق أحزاب «العدالة والتنمية» و«التجمع الوطني للأحرار» و«الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية» المساعي الحثيثة التي يقوم بها رئيس مجلس النواب الجديد لإنهاء الأزمة.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».