العاهل المغربي يؤدي صلاة الجمعة بمدينة الداخلة في الصحراء

أدى العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس، صلاة الجمعة بـ«مسجد السلام»، في مدينة الداخلة، ثاني اكبر مدن الصحراء، في أقصى الجنوب المغربي قرب الحدود مع موريتانيا.
وحضر الصلاة حامد باكايوكو، وزير الدولة ووزير الداخلية والأمن في جمهورية كوت ديفوار.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة الملك محمد السادس للداخلة هي زيارة خاصة، حيث يقضي عطلة الربيع مع زوجته الأميرة للا سلمى، وولي عهده الأمير مولاي الحسن، وكريمته الأميرة للا خديجة.
وقال شهود عيان إن العاهل المغربي يحرص خلال وجوده في الداخلة، التي حل بها قبل ثلاثة أيام، على التجول في شوارعها، دون إجراءات بروتوكولية أو حتى إجراءات أمنية مشددة. وأشاروا إلى أن الملك محمد السادس جال في مختلف مناطق المدينة بسيارة مكشوفة.
وأضاف شهود العيان أن الملك محمد السادس مارس في شواطئ الداخلة هوايته المفضلة، المتمثلة في ركوب الدراجات البحرية «جيت سكي».
وعلى الرغم من أن زيارة العاهل المغربي للداخلة هي زيارة خاصة، فإنها المرة الأولى التي يزور فيها المدينة منذ توليه حكم البلاد صيف 1999. بيد أنه سبق له أن زار مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، رسميا عدة مرات.
وتمحورت خطبة صلاة الجمعة حول الآية الكريمة «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون»، التي أوضح الخطيب أنها تتضمن التوجيهات الإلهية بشأن الأسس التي يجب أن يقوم عليها المجتمع الإسلامي بوصفه أمة «متراصة الصفوف، محكمة البناء، ومؤتلفة القلوب».
وأضاف الخطيب أن أمة المؤمنين تتميز بأنها «متضامنة في أمور دنياها ومعاشها، تنضبط حياتها بأخلاقها وقيمها، وتسود فيها الرحمة والوفاء ومكارم الأخلاق، يرحم كبيرها صغيرها، ويوقر صغيرها كبيرها، وتلتف حول ولي أمرها، مستودع بيعتها الشرعية، قائدها ورمز سيادتها، وبذلك تبني مجدا وسيادة، وتكون لها القدوة والريادة».
وأشار الخطيب إلى أن الأمة إذا حققت هذه الخصال والأسس الأخلاقية صارت مؤهلة لتدعو إلى الخير، ومن الدعوة إلى الخير أن تكون نموذجا لغيرها، مضيفا أن الخير مجال واسع رحب يشمل كل ما يؤدي إلى مصالح العباد ومرضاة الله سبحانه وتعالى، مصداقا لقوله عز وجل «لا يسأم الإنسان من دعاء الخير».
وأبرز الخطيب أن أمة المؤمنين أمة الخير، تمثله وتجلبه وتدعو إليه بالوسائل التي تحقق فيها هذا الوصف الذي أمرها الله أن تكونه في قوله «ولتكن منكم أمة»، ثم بين وصفين متلازمين لهذه الأمة، فقال: «يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، وما ذلك إلا التناصح الذي قام عليه أمر الدين، مشيرا إلى أن أمة المؤمنين أمة متناصحة، والنصيحة ليست في التلاوم والتنازع، ولكنها تقابل «الغش». فالإنسان، كما أشار إليه الخطيب، إما أن يضمر لغيره مكرا وخديعة فيسمى «غاشا»، وهو الذي قال فيه النبي (صلى الله عليه وسلم): «من غشنا فليس منا»، وإما أن يضمر لغيره الخير ويحبه له فيسمى ناصحا، وبذلك تكتمل عناصر هذه الأمة في وحدتها وتماسكها وتناصحها في أمورها العامة والخاصة، وأمر بعضها بما يعرف ولا ينكر، وصرف بعضها لبعض عما ينكر ولا يعرف.
وأشار الخطيب إلى أن الملك محمد السادس «يعطي في كل وقت وحين الدليل تلو الآخر، على امتثال أمر الله تعالى فيما أمر به في هذه الآية المباركة، ويعطي القدوة من نفسه بالسهر على شؤون الأمة ومصالحها، والدعوة إلى الخير والعمل على جلبه لها، يجوب البلاد ويتفقد أمور العباد، موجها وقائدا، وبانيا مشيدا».