أطفال عراقيون يتفاعلون مع مسرحيات تدعو لتحدي الإرهاب ومحاربة «الأشرار»

تحاول المخرجة المسرحية العراقية فاتن الجراح، في عرضها الجديد «دعوة من بيغدار» الموجه للصغار تشجيعهم للتفاعل والاشتراك مع أبطال العمل لأجل تحرير الأميرة من يد الأشرار في أول تجربة من هذا النوع وذلك خلال حفل ختام مهرجان مسرح الطفل الثالث يوم أمس في العاصمة العراقية بغداد والذي تواصل على مدى خمسة أيام، بمشاركة 10 فرق مسرحية من عموم المحافظات العراقية.
تقول الدكتورة فاتن كاتبة ومخرجة العمل في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إن المسرحية في مضمونها تمثل تجربة جديدة عبر محاولة إشراك الصغار من المتفرجين في كشف الأشرار وتخليص أميرتهم عبر المسرح التفاعلي والتلقائي لأهميته في تنشيط مخيلة الطفل».
مضيفة: «إبعاد كلمة بغداد في عنوان العمل إلى (بيغدار) مقصود حتى لا يكون هناك مجال للتأويل من قبل البعض ومحاولة ربط أحداث المسرحية بشخصيات حقيقية في الواقع وما تعانيه بغداد وبقية المدن العراقية من تحديات بسبب فشل الحكومات في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
جمهور مسرح الطفل، وهو المسرح الوحيد في بغداد المخصص لعروض الأطفال، تفاعل مع العرض وأبدى اهتماما للمشاركة في العمل وتخليص الأميرة من الأشرار حتى امتلأت خشبة المسرح بهم وكانت استجاباتهم مثمرة وناجحة.
مهرجان مسرح الطفل الثالث، حظي خلال أيامه الخمسة الماضية، بعروض مسرحية منوعة من كل المحافظات العراقية إضافة إلى اوبريتات فنية مميزة. ومن بين المسرحيات مسرحية «كرخ ورصافة» قدمتها فرقة مسرح الطفل التابعة لدار ثقافة الأطفال تأليف جليل خزعل إخراج فلاح عبد الستار والمسرحية عبارة عن حكاية حب للمعشوقة بغداد، إضافة إلى مسرحية «الدمية المفقودة» من إعداد وإخراج الفنانة إقبال نعيم، ومسرحية «خذني إلى وطني» و«شارلي شابلن» و«العازفة» أداء الفرقة الفنية لفرع الدار في محافظة بابل واوبريت «كروم كرمليس» لفرقة مدينة الحمدانية من محافظة نينوى، فيما قدم المركز الثقافي للطفل التابع للدار في محافظة المثنى عملا مسرحيا تحت عنوان «سندباد بغداد» بالتعاون مع مدرسة أوروك النموذجية وهي من تأليف زهير هداد وإخراج عدنان أبو تراب وتتحدث عن نبذ العنف والطائفية وترسيخ حب الوطن ووحدة الشعب العراقي، ومسرحية «الساحرة وطوق الأميرة» تمثيل عدد من طلبة كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد.
يقول ناصر الحمود وكيل وزارة الثقافة المشرفة على المهرجان ضمن فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية: «إن فعاليات كهذه سواء كانت ثقافية أو تربوية تعني أن لبنة جديدة قد وضعت لبناء الطفل وتحقيق التوازن الذي يتيح لأبنائنا وبناتنا أن يكونوا قادة المستقبل وبالتالي التصدي لمهام البناء والتنمية والإعمار في البلاد»، مؤكدا «أن مشاركة هذه الزهور اليافعة في هذا المهرجان تعطينا عدة وسائل منها أنها تحد صريح للقتلة المجرمين الذين يزرعون الخوف والموت والدمار أينما حلوا فهي إرادة الحياة تقابلها إرادة الشر».