شابكوينسي يلملم جراحه لبناء فريقه من جديد

النادي البرازيلي مطالب باستكمال مباريات الدوري والعودة للمنافسات في غضون شهرين

أقرباء وعائلات اللاعبين الذين راحوا ضحية كارثة الطائرة يرفعون صورهم في ملعب شابكوينسي (أ.ف.ب)
أقرباء وعائلات اللاعبين الذين راحوا ضحية كارثة الطائرة يرفعون صورهم في ملعب شابكوينسي (أ.ف.ب)
TT

شابكوينسي يلملم جراحه لبناء فريقه من جديد

أقرباء وعائلات اللاعبين الذين راحوا ضحية كارثة الطائرة يرفعون صورهم في ملعب شابكوينسي (أ.ف.ب)
أقرباء وعائلات اللاعبين الذين راحوا ضحية كارثة الطائرة يرفعون صورهم في ملعب شابكوينسي (أ.ف.ب)

بعدما دمره تحطم الطائرة في كولومبيا، يبدأ نادي شابكوينسي البرازيلي لكرة القدم المفجوع إعادة بنائه من نقطة الصفر.
ومع عودة اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم «كونميبول» لممارسة أنشطته الرسمية الاعتيادية بعد توقف دام لأسبوع عقب حادثة الطيران المفجعة، التي تعرض لها فريق شابكوينسي، سيبدأ النادي المحبط حشد كل طاقته لاستئناف المنافسات الرياضية في غضون شهرين.
ووسط كل هذا الحظ العاثر، منح اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية (كونميبول) لقب مسابقة «كوبا سود أمريكانا» لنادي شابكوينسي: «مع كل الامتيازات الرياضية والاقتصادية المترتبة على ذلك».
وخسر النادي 50 شخصا من أعضائه في تحطم الطائرة التي كانت تقلهم للمشاركة في ذهاب الدور النهائي ضد أتليتكو ناسيونال دي ميديين الكولومبي الأسبوع الماضي.
وإلى جانب المبلغ المخصص للبطل، والبالغ 3.9 ملايين دولار أميركي، سيشكل هذا القرار الرمزي دفعا للتشكيلة المشاركة في كأس ليبرتادوريس (المسابقة الأولى في أميركا الجنوبية).
وحيا رئيس النادي إيفان توزو «القرار العادل» وشكر الاتحاد الأميركي الجنوبي على «التقدير الجميل». لكن النادي ينتظره كثير من العمل، بعد أن انكسرت ملحمة شابكوينسي الأميركية الجنوبية ليل 28 - 29 نوفمبر (تشرين الثاني) فوق الجبال الكولومبية. فبعد عقود من اللعب على الهامش، كان النادي الذي تأسس قبل 43 عاما في طريقه لخوض نهائي قاري تاريخي أمام أتلتيكو ناسيونال دي ميديين الكولومبي.
ويقول توزو: «لقد فقدنا تقريبا كل شيء.. يتعين علينا الانطلاق من نقطة الصفر». وبعد يوم من الحادث، تعين على توزو تسيير النادي بعدما رفع شأنه مع الرئيس الراحل في الحادث ساندرو بالاورو وقال: «بدءا من هذا الأسبوع سنبدأ بسؤال أنفسنا: لماذا لا نملك 11 لاعبا؟ سنكون بحاجة لمساعدة كل الأندية وخصوصا الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وغلوبو (التلفزيون مالك الحقوق)».
وكان توزو قد أشار إلى أن رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ماركو بولو دل نيرو، طالبه بضرورة خوض مباراة الأسبوع الأخير للدوري المحلي أمام منافسه أتليتكو مينيرو الأسبوع المقبل.
وقال توزو: «لقد تكلمت مع دل نيرو حول الموضوع، وقال لي إنه يجب أن نلعب هذه المباراة.. يجب أن تكون احتفالا كبيرا، وأجبته بأننا لا نمتلك 11 لاعبا، ولكنه قال إننا نمتلك لاعبين لم يسافروا مع الفريق وإن لدينا لاعبين ناشئين، وإنه لا يهم هوية من سيخوض المباراة، وإن اللقاء يجب أن يكون احتفالا كبيرا، لأن مدينة تشابيكو ونادي شابكوينسي يستحقان هذا».
وبعد المأساة، تدفقت رسائل الدعم والوعد بالمساعدات من العالم أجمع. في أقل من يومين، تم إرسال 13 ألف طلب انتساب إلى «فيرداو» (الفريق الأخضر) الذي لم يكن يملك قبل الحادث سوى 9 آلاف منتسب.
وعرض منافسو شابكوينسي في البرازيل إعارة لاعبين إلى الفريق منهم بالميراس حامل لقب الدوري، وفلوميننسي وبوتافوغو، لخوض موسم 2017 من دون مقابل.
كما طالبوا الاتحاد البرازيلي بعدم إسقاط الفريق إلى الدرجة الثانية في السنوات الثلاث المقبلة، كي يتيحوا له النهوض من تحت الرماد.
وتردد اسم رونالدينهو غاوتشو، نجم المنتخب السابق والإسباني «تشابي» زميله السابق في برشلونة، والمهاجم الآيسلندي إيدور غوديونسون ضمن من طلبوا الانضمام لشابكوينسي إذا كان لهم مكان في تشكيلته.
وبرغم المأساة، فإن عجلة الدوري البرازيلي ستستمر بالدوران، وسيبدأ النادي بخوض سباق ضد الساعة، لبناء فريق كامل في أقل من شهرين.
ويتمثل التحدي بلاعبيه الأساسيين والاحتياطيين، بعد فقدان 19 من لاعبيه خلال الحادث المشؤوم. وسيعول النادي على عشرة من لاعبيه لم يكونوا في عداد ركاب رحلة ميديين ومن فريق الشباب، لكن العدو الأكبر يبقى نسيان الكارثة. ويقول جيلبرتو إيسشير، 46 عاما، وهو بائع وجد في الملعب لتكريم اللاعبين: «إعادة البناء المؤلمة قد تستغرق عدة سنوات».
ويأمل شابكوينسي أن يتخذ من مأساة تورينو الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي في حقبتي الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي المثل لبناء فريقه مجددا.
وكان فريق تورينو، بطل إيطاليا منتصف القرن الماضي قد تعرض لكارثة مقتل 18 لاعبا في تحطم طائرة في 4 مايو (أيار) 1949. واستغرق الأمر نحو 30 سنة ليحرز الفريق لقبا إضافيا. أما مانشستر يونايتد فقد تعرض أيضا لكارثة تحطم طائرة الفريق ميونيخ في 6 فبراير (شباط) 1958. ولقي 23 شخصا حتفهم من بينهم 8 من أعضاء بطل إنجلترا. ولا يزال ملعب «أولد ترافورد» يكرم ضحاياه كل يوم في السادس من فبراير.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».