تاميل نادو.. في المركز الـ24 من قائمة أفضل أماكن للزيارة هذا العام

عادة ما تتضمن مدونات السفر، التي تنشر أسماء المدن الهندية التي ينبغي زيارتها، شواطئ غوا أو صحراء راجستان، لكن لن يحدث هذا هذه المرة. تضمنت القائمة، التي تشمل 52 مكانًا ينبغي الذهاب إليها في عام 2016، والتي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، تاميل نادو في المركز الرابع والعشرين. وتعد تاميل نادو الولاية الهندية الوحيدة التي وردت في هذه القائمة. وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إنه في الوقت الذي قد يمثل الجزء الشمالي من البلاد الوجهة السياحية الأكثر شعبية وشهرة، لا يقل تاريخ تاميل نادو في الجنوب ثراءً، ولم يتم اكتشافه بعد. بحسب الصحيفة، لا ينبغي إضاعة فرصة زيارة الولاية حيث تحتضن مناطق ثقافية مهمة. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل تشير الصحيفة إلى ضرورة زيارة تاميل نادو للاستمتاع بمطبخها، وسحر أصالتها، حيث ذكرت الصحيفة: «إن مطبخها من بين الأكثر استخدامًا للتوابل والروائح في البلاد، وكثيرًا ما يتم تقديم الأطباق على أوراق الموز». ومن المناطق الأخرى، التي تضمنتها القائمة المذكورة آنفًا، مدينة مكسيكو، وفرنسا، وشمال داكوتا، وتورنتو، وأبوظبي.
ولم تذكر صحيفة «نيويورك تايمز» خلال العام الماضي أي مدينة هندية على قائمتها. وتعد تاميل نادو، التي تفخر بثقافتها الدريفيدية القديمة المميزة، واحدة من أكثر الولايات الساحرة الخلابة في جنوب البلاد، وتعد من بين الولايات القليلة التي استوطنت بها كل القوى الاستعمارية السابقة من ألمان، ودنماركيين، وفرنسيين، وبريطانيين، وبرتغاليين. وتشتهر العاصمة الثقافية للهند بتقاليدها، وفنها، وعمارتها، إلى جانب تراثها. ويأتي المسافرون من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب زوار الأماكن المقدسة من مختلف أنحاء البلاد، إلى هذه الولاية البكر لزيارة معابدها المشيدة منذ قرون. وفي الولاية توجد بلدات تقع على تلال، وجبال مكسوة بالنباتات، وبيئة نباتية وحيوانية ثرية، وشواطئ يعرفها السائحون جيدًا. وتساعد الموارد الطبيعية الوفيرة الولاية في تطوير وضعها. وليست هذه هي المرة الأولى التي تجد تاميل نادو نفسها على مثل هذه القوائم، فقد تم اختيار تشيناي، عاصمة تاميل نادو، من بين أفضل عشر مدن جديرة بالزيارة خلال عام 2015، بحسب قائمة «لونلي بلانيت». وهناك كثير من الأماكن التي تستحق الزيارة، منها المعابد الدريفيدية المليئة بالتماثيل، والمتاحف المذهلة، والحصون، والكنائس التي تعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني، فضلا عن شاطئ طوله 3 كلم، و«كوليوود»، ثاني أكبر صناعة للسينما في الهند.
مدينة تشيناي، التي كانت تعرف في الماضي باسم مدراس، هي عاصمة الولاية، وتشتهر بتاريخ يعود إلى 350 عامًا. تضم هذه المدينة الحضرية، التي تمثل خليطًا مثاليًا من العالم القديم والجديد، متنزهات ترفيهية، وشواطئ، ومعابد، وقاعات عرض فنية، ومتاحف، وكنائس برتغالية قديمة، وغير ذلك. ويوجد ما يزيد على 20 منشأة تراثية في هذه المدينة، منها قاعات سينما، ومحطات قطار، ومتاحف. كذلك توجد في المدينة أكبر مستشفيات في آسيا، ساعدت في خلق موجة جديدة من السياحة العلاجية.
أما مدينة كويمباتور، فهي ثاني أكبر مدينة في الولاية. وكثيرًا ما يتم وصفها بأنها مانشستر جنوب الهند بسبب أهميتها التجارية المتنامية. كذلك يتم إطلاق اسم مدينة النسيج، أو مدينة القطن عليها.
ومادوراي هي ثالث أكبر مدينة في ولاية تاميل نادو، ومهد الثقافة، والأدب، والتاريخ، والتقاليد. لم تخل المدينة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم المدن في العالم، من السكان منذ ألفي عام. ويطلق على المدينة لقب «أثينا الشرق»، و«مدينة الالتقاء»، و«مدينة المهرجانات»، و«مدينة الياسمين»، و«المدينة التي لا تنام». كذلك تشتهر مدينة مادوراي بوجود مسجدين، هما مسجد كاظمار الكبير، الذي بناه سيد تاج الدين، وهو من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يعد أقدم أثر إسلامي في الولاية، ومسجد غوريبالايام، الذي يحتوي على مقبرتين لاثنين من سلاطين دلهي.
ويعد قصر تيروملالي ناياك محل شاهدًا على الفن الهندي، والعمارة الهندية. ويوجد في القصر 248 عمود، يبلغ طول كل منهم 58 قدم، وقطر كل منهم 5 أقدام. جزء واحد فقط من القصر الضخم هو المفتوح للزيارة. ويتم تنظيم عروض للصوت والضوء خلال فترة المساء في هذا القصر الذي يتخذ شكل المستطيل.
كذلك هناك تيريوشيراببالي، التي يطلق عليها تيروشي أو تريشي، والتي تعرض تاريخًا مسجلاً يبدأ في القرن الثالث قبل الميلاد، عندما كانت تحت حكم أسرة تشولا. ومن أهم الآثار التاريخية في تيريوشيراببالي حصن الصخرة. وقد لعبت المدينة دورًا حاسمًا مهمًا في حروب الكارناتيك التي كانت بين شركات بريطانية وفرنسية (1746 - 1963).
وتضم مدينة فيلنكاني ضريح روماني كاثوليكي للسيدة مريم العذراء، ويعتقد أنه يتمتع بقوى شفاء تصنع المعجزات. ويقال إنه في عام 1560 ظهرت السيدة مريم العذراء لراعي غنم، وطلبت منه لبنًا لتروي به عطش الطفل الرضيع عيسى، وعندما عاد راعي الغنم إلى سيده، وبعدما قدم لها اللبن، ظل الإناء يفيض لبنًا. لذا تم بناء كنيسة صغيرة سقفها من القش في هذه البقعة. وفي نهاية القرن السادس عشر، ظهرت السيدة العذراء مرة أخرى لطفل أعرج، شفي من العرج بعدما رآها. وتم تشييد الكنيسة الفعلية بعد هذه الواقعة. ويأتي الآلاف من الزوار من مختلف الأديان والطوائف يوميًا إلى كنيسة «لورد أوف ذا إيست» هذه.
تقع مدينة كانياكوماري على المحيط الهندي، وبحر العرب، وخليج البنغال، في أقصى أطراف أرض الهند الرئيسية. وكان يطلق عليها في الماضي اسم كيب كومورين، وتشتهر بالمراكز الثقافية المتنوعة، والمعابد، والآثار، والسكان الودودين، والشواطئ الساحرة.
وتزخر تاميل نادو بكثير من البلدات المقامة على تلال. أوتي، ملكة التلال، واحدة من أجمل بلدات التلال في الولاية. وتم إنشاء البلدة في النصف الأول من القرن التاسع عشر على أيدي الحكام البريطانيين آنذاك لتكون منتجعًا صيفيًا لحكام مدينة تشيناي. وتعد المدينة، التي تقع عند سفح الجبال الزرقاء، مثالية لكل من الأسر والمتزوجين حديثًا. من بعض أماكن الجذب هنا بحيرة أوتي، والحديقة النباتية، وقمة دودابيتا، وقطار الألعاب، وكوداناد، وحديقة الورد، فضلاً عن أماكن أخرى.
وتعد بلدة كودايكانال، التي تشتهر باسم «أميرة بلدات التلال»، بلدة تسحر الألباب، وتقع على ارتفاع 2331 مترًا فوق سطح البحر. يحيط بالجمال الطبيعي لهذه البلدة كثير من الغابات، والأشجار، والتلال، والأشجار الضخمة، والمروج، ومراعي الماشية، في مشاهد لا يراها الزائرون القادمون من المدن. ويجذب جمال هذه البلدة الآسر زائرين من مختلف الأنحاء. ويقدم المكان فرصة للقيام بكثير من الأنشطة، والتجارب الممتعة، حيث يمكن لزائري البلدة تسلق الصخور، والسير وسط الغابات. وتعد بحيرة كودايكانال من أشهر المعالم السياحية ومناطق الجذب السياحي في هذه البلدة.
أما بلدة كونور، التي تحيط بها جبال نلغيري، هي بلدة صغيرة لكنها ساحرة، ولا تزال تتسم بجمال لم تمتد إليه يد الزمن. تجذب البلدة بما تتمتع به من مناظر خلابة، وهواء منعش يهب من مزارع الشاي الخضراء، وبيئة نظيفة خالية من كل الملوثات، عددًا كبيرًا من الزائرين. يمكنك السير ببطء لمسافة طويلة، والاستمتاع بالطقس الجميل. كذلك تجذب بلدة كونور محبي تسلق الجبال، ورحلات السير. وتوجد في هذه البلدة كثير من مناطق الجذب السياحي، مثل «دولفينز نوز»، وشلالات كاثرين، وصخرة الحمل، ومتنزه سيم، والوادي الخفي. كذلك تعد مراقبة الطيور من الأنشطة الشائعة في هذه البلدة، حيث يمكن للمرء مشاهدة طيور جميلة مثل طائر الباراكيت، والقبرة، والغاقيات، والسمنة، والغشنة.
تتجلى في منطقة تشيتيناد الفن الثري، والتراث الثقافي لولاية تاميل نادو، لذا ستكون الرحلة إلى تشيتيناد تجربة ثرية للغاية بالنسبة للسائح، فالمنطقة تزخر بالتراث الثقافي، والطعام الفريد، والآثار المتفردة للمعمار الدريفيدي. وتشتهر المنطقة بالقصور، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، التي يزين الرخام والخشب باحاتها الشاسعة، وغرفها الواسعة. وتم استيراد أكثر مواد البناء، والعناصر الزخرفية، والأثاث، من دول شرق آسيا، وأوروبا، حيث تم جلب الرخام من إيطاليا، والنجف والخشب من بورما، والآنية من إندونيسيا، والكريستال من أوروبا، والمرايا التي تمتد من جدار إلى آخر من بلجيكا. وتقول أسطورة شعبية محلية إنه تم صقل جدران القصر بمعجون مصنوع من بياض البيض حتى تكون ملساء الملمس.
ويعد قصر تشيريناد نموذجًا كلاسيكيًا للعمارة التقليدية وتنبغي زيارته.
تقع كورتالام، التي يُشار إليها محليًا باسم «منتجع جنوب آسيا»، على ارتفاع 167 مترًا تقريبًا، وهي منتجع صحي ممتاز يقصده الشباب وكبار السن على حد سواء بسبب الخصائص الطبية التي يقال إنه يتمتع بها. وتشتهر البلدة بمناخها الصحي، ومشاهدها الطبيعية الساحرة.
كثيرًا ما يُشار إلى شلالات هوغيناكال بأنها شلالات نياغرا في آسيا، وتعد بقعة مناسبة رائعة للاستمتاع برحلة خلوية لما بها من ماء يقال إنه يتمتع بقوة علاجية. يمتد الماء هنا لأميال، وتحيط التلال بالمنطقة في مشهد أخَّاذ لطيف.
شلالات كاثرين هي شلالات مزدوجة.
يعد شاطئ مارينا واحدًا من أكبر وأطول الشواطئ في العالم، ويقع على الجانب الشرقي من تشيناي، مرتبطًا بخليج البنغال. تعد مشاهدة غروب الشمس على الشاطئ تجربة مثيرة. بفضل جمال الرمال الطبيعية، والمتنزهات الشاسعة، والحدائق الجميلة، كثيرًا ما يكون هناك إقبال كبير على الشاطئ.
وشاطئ مامالابورام من الشواطئ الجميلة التي تمتد بطول يزيد على 20 كلم. كان الشاطئ في الماضي ميناء في مملكة بالافا البائدة، أما اليوم فيزخر المكان بالنقوش الموجودة على الأحجار، والكهوف، وبه كذلك مزرعة تماسيح، ومركز لاستخراج سم الثعبان، ومدارس فن ونحت، ومنتجعات متنوعة على طول الشاطئ تجذب الباحثين عن الراحة طوال العام.
يعد إسهام تاميل نادو في الأدب، والموسيقى، وفنون التراث الهندي، نموذجًا رائعًا. الموسيقى والرقص هما جوهر تاميل نادو. وتعد «بهاراثا ناتيام» من أقدم الرقصات في الهند، ونشأت بالأساس في تاميل نادو، ويحاول الكثير من الأجانب تعلم هذه الرقصة، نظرًا لأنه لزامًا على النساء في هذا الجزء من الأراضي الهندية تعلم هذه الرقصة، وكذلك تعلم الموسيقى الكلاسيكية باعتبارهما من شروط الزواج الأساسية. ومن الملامح الأساسية لتلك الرقصة قيام الراقصة بالتحرك لعمل سلسلة من الأشكال الهندسية. وتعد رقصة «بهاراثا ناتيام» أنقى شكل من أشكال الرقص الكلاسيكي حيث تتمحور حول مشاعر إنسانية عامة مثل السعادة، والغضب، والاشمئزاز، والخوف، والحزن، والشجاعة، والتعجب، والسلام النفسي. وتتم ممارسة هذه الرقصة بمصاحبة موسيقى الكارناتيك.