نافذة على مؤسسة تعليمية: «أوهايو ستايت».. تحارب الاعتداء بشجرتها «المقدسة»

شعار الجامعة ثمرة شجرة «باكاي» الموجودة في جميع المباريات الرياضية (غيتي)
شعار الجامعة ثمرة شجرة «باكاي» الموجودة في جميع المباريات الرياضية (غيتي)
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: «أوهايو ستايت».. تحارب الاعتداء بشجرتها «المقدسة»

شعار الجامعة ثمرة شجرة «باكاي» الموجودة في جميع المباريات الرياضية (غيتي)
شعار الجامعة ثمرة شجرة «باكاي» الموجودة في جميع المباريات الرياضية (غيتي)

تناقلت نشرات الأخبار اسم جامعة ولاية أوهايو (أوهايو ستايت) بعد أن اعتدى عبد الرزاق ارتان (19 سنة)، الطالب الصومالي فيها، على زملائه بسيارته، ثم بسكين مطبخ، حتى قتلته الشرطة. وحسب إجراءات إلكترونية جديدة لضمان الأمن في الجامعة (أيضًا في جامعات أخرى)، رن تلفون كل طالب وطالبة، وأنذر بوقوع خطر، وبوجوب الحذر. كان الحذر، في هذه الحالة: «ابقوا حيث أنتم، ولا تخرجوا إلى الشوارع». لكن، بعد قتل الصومالي، عاد الهدوء، واستأنفت الجامعة دوامها في اليوم التالي الدراسة.
لا تذكر «أوهايو ستايت» إلا ويذكر نجاحها في مجال الرياضة: «باكاي» (اسم شجرة هي رمز ولاية أوهايو) مشهور في جميع أنحاء الولايات المتحدة لتألق الطلاب الذين يرتدون هذا الشعار في رياضات كرة القدم، وكرة السلة، وكرة السلة النسائية، وكرة الهوكي النسائية، وغيرها.
ويشاهد كل من زار الجامعة شجرة «باكاي»، كأنها شجرة مقدسة. وفي الأسبوع الماضي، كتبت صحيفة الجامعة عنوان: «باكاي يطمئنكم»، إشارة إلى التعويذة العملاقة التي صارت تجوب شوارع الجامعة بعد حادث الطالب الصومالي ارتان.
يبدو وجود خلط في الأسماء بين جامعة «ولاية أوهايو» في كولومبوس (عاصمة ولاية أوهايو)، وبين جامعة «أوهايو» في أثينا (ولاية أوهايو). ويزيد الخلط أن لكل جامعة فروعًا في مدن داخل الولاية، أحيانًا يوجد فرعان في مدينة واحدة.
وبحسب كتاب «تاريخ إداري لجامعة أوهايو ستايت»، هذه «منافسة أكاديمية شريفة، تعود إلى وقت تأسيس الجامعتين».
ففي عام 1787، قبل أن تنضم ولاية أوهايو إلى الولايات المتحدة الأميركية، أعلن الرواد المكتشفون (البايونيرز) تأسيس جامعة «أوهايو». وبعد 100 عام تقريبًا، تأسست جامعة «أوهايو ستايت».
في الوقت الحاضر، «أوهايو ستايت» تحتوي على نحو 60 ألف طالب، رغم أنها تأسست بعد «أوهايو» التي يدرس فيها 40 ألف طالب.
وإلى اليوم لا تزال «أوهايو ستايت» تركز على الأبحاث العلمية. وصرفت، في العام الماضي، مليار دولار تقريبًا على هذه الأبحاث (الثامنة وسط بقية الجامعات الأميركية). وتركز على أبحاث الفضاء، والطب، والسيارات.
وهي واحدة من أكبر 10 جامعات تركز على الدراسات الخارجية، ودراسات الأقليات الدينية والعرقية. بما في ذلك دراسات الشرق الأوسط، والدراسات الإسلامية.
من بين خريجيها العمالقة: 5 فازوا بجائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء، و8 فازوا بجائزة بوليتزر في الصحافة (منهم جوديث ميلار، مع صحيفة «نيويورك تايمز»). ومجموعة من السياسيين والدبلوماسيين، من بينهم جيستار كروكر، مساعد سابق لوزير الخارجية، وعبد النور شيخ محمد، وزير تعليم سابق في الصومال.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.