رانييري يحاول إفاقة ليستر قبل الدخول في معركة تفادي الهبوط

الفريق أعيته آثار الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.. وصفقات الصيف لم تثبت جدارتها

رانييري مدرب ليستر لم يصل لحل لغز تراجع حامل اللقب (أ.ف.ب) - لاعبو ليستر يتحسرون للخسارة الأخيرة أمام سندرلاند في مشهد تكرر كثيًرا هذا الموسم (رويترز)
رانييري مدرب ليستر لم يصل لحل لغز تراجع حامل اللقب (أ.ف.ب) - لاعبو ليستر يتحسرون للخسارة الأخيرة أمام سندرلاند في مشهد تكرر كثيًرا هذا الموسم (رويترز)
TT

رانييري يحاول إفاقة ليستر قبل الدخول في معركة تفادي الهبوط

رانييري مدرب ليستر لم يصل لحل لغز تراجع حامل اللقب (أ.ف.ب) - لاعبو ليستر يتحسرون للخسارة الأخيرة أمام سندرلاند في مشهد تكرر كثيًرا هذا الموسم (رويترز)
رانييري مدرب ليستر لم يصل لحل لغز تراجع حامل اللقب (أ.ف.ب) - لاعبو ليستر يتحسرون للخسارة الأخيرة أمام سندرلاند في مشهد تكرر كثيًرا هذا الموسم (رويترز)

بعد أن فشلت صفقات النادي والتي تعدت قيمتها 60 مليون جنيه إسترليني في المحافظة على انطلاقة ليستر سيتي، يستعد المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري حاليا لمعركة حامية لتحاشي هبوط حامل لقب الدوري الإنجليزي للدرجة الأدنى.
كانت تحية المدرب كلاوديو رانييري للحارس كاسبر شمايكل الخميس الماضي الاختبار الأسهل للياقته البدنية، فحتى هذه اللحظة كان الحارس يستخدم يده اليسرى في السلام بعد أن انكسر رسغه الأيمن في مباراة دوري أبطال أوروبا التي انتهت بالتعادل أمام فريق إف سي كوبنهاغن في 2 نوفمبر (تشرين الثاني). لكن الآن قرر رانييري أن الوقت قد حان للاستعداد للعودة وبقوة قائلا: «أعطني يدك اليمنى وسوف أسلم برفق».
ويأمل رانييري أن يعود حارسه الأول للمباريات قبل نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، علمًا بأنه لا يزال يتدرب بمفرده بعيدا عن زملائه حتى الآن، لكن حتى هذا التاريخ لا يزال غير مؤكد، فبحسب المدرب، «الأمر يعتمد عليه وعلى الطبيب الجراح». وبناء عليه، فسوف يستمر رون روبرت تسيلر في حراسة المرمي لعدة أسابيع قادمة على الأقل. لكن البديل الألماني بدت عليه العصبية منذ حل بديلا لشمايكل في ضوء نتائج الفريق التي تراجعت كثيرا وأبعدته عن ترتيبه في الجدول العام الماضي، الأمر الذي جعل رانييري يصف لقاء فريقه (الذي خسره أيضًا) مع سندرلاند بمعركة الهبوط.
وجمع ليستر 13 نقطة فقط من 14 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز ليصبح بالمركز 14 بفارق نقطتين فقط عن منطقة الهبوط.
لقد انضم تسيلر للفريق ضمن ست صفقات أبرمها الفريق الصيف الماضي تعدت قيمها 60 ملاين جنيه إسترليني، في محاولة للدفاع عن لقبهم والاستعداد لمنافسات دوري أبطال أوروبا. لكن النجاح الوحيد بين تلك الصفقات هو المهاجم الجزائري إسلام سليماني، رغم أنه لم يثبت أنه الأنسب تمامًا حتى الآن.
وعاد لاعب خط الوسط المدافع الفرنسي نامبلايس ميندي المنتقل من نادي «نيس»، الذي كان ينظر إليه على أنه خير معوض للاعب نغولو كانتي المنتقل إلى تشيلسي، كأحد الحلول لألغاز الفريق المحيرة مؤخرا للتدريبات الكاملة بعد تعافيه من إصابة في كاحل قدمه في المباراة التي هزم فيها فريقه أمام هال سيتي في اليوم الافتتاحي للموسم. كذلك جاء أداء الجناح النيجيري أحمد موسى بشكل متقطع، في حين لم يظهر المدافع لويس فرنانديز في أي مباراة بالدوري منذ الهزيمة بنتيجة 3 - صفر أمام تشيلسي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ولم يشارك لاعب الوسط البولندي بارتوز كابستكا البالغ من العمر 19 عاما نهائيا، حيث يرى رانييري أنه لم ينضج بعد كي يشارك في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويدافع المدرب الإيطالي عن تعاقداته قائلا إن بعض اللاعبين يحتاجون لبعض الوقت للتأقلم مع الدوري الإنجليزي، مستشهدا بحالة الجزائري رياض محرز الذي تأقلم مستواه مع الكرة الإنجليزية تدريجيا بعد وصوله من نادي لو هافر عام 2014. مضيفًا: «حتاج محرز لستة أو سبعة شهور، فما بالك بالآخرين». المشكلة تكمن في أن أداء لاعبي ليستر الكبار الموسم الحالي أظهرت أن الفريق في حاجة إلى تعزيزات في الصيف وبلاعبين جاهزين للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز فورا، خصوصًا أن اللاعبين الناشئين الواعدين المقيدين بالنادي لم يساهموا بالشكل المأمول، حيث عانى المدافع صاحب التسعة عشر عاما بن شيلويل من إصابة بكاحل القدم ولم يتعافَ منها إلا مؤخرا، فيما اكتفى رانييري بإشراك الجناح الشاب ديماراي غراي في مباراة واحدة أساسيًا حتى الآن على الرغم من أدائه اللافت في بعض المباريات التي شارك فيها احتياطيا.
وصرح رانييري بعد المباراة التي جرت بملعب واتفورد منذ ثلاثة أسابيع - حيث لقي الفريق حينها خامس هزيمة في ست مباريات بالدوري خارج ملعبهم - بأنه سيعيد التفكير في لاعبيه الأساسيين، بيد أنه لم يجرِ سوى تغيير واحد في المباراة التالية بالدوري والتي جرت بملعبه السبت الماضي وانتهت بالتعادل أمام ميدلسبره وشهدت إيقاف داني درنكووتر. يبدو المدرب غير مقتنع بعمق فريقه، وقدرة لاعبيه المصابين على التعافي والعودة من الإصابات سريعا.
من جانب آخر توقف جيمي فاردي عن تسجيل الأهداف، والسبب أن زملاءه لا يقومون بصناعة الكثير من الفرص والتمرير له. ولم يمرر رياض محرز سوى كرتين لفاردي مهاجم المنتخب الإنجليزي خلال المباريات الثماني الأخيرة في الدوري، وهو أمر غير طبيعي بعد التعاون المثمر بينهما الموسم الماضي. ويرى رانييري أن فريقه لا يتعمد التراخي وأن لاعبيه لا ينقصهم الحماس قائلا: «إذا قارنا أنفسنا بوضعنا الموسم الماضي، فسنكتشف أننا فقدنا كل شيء، لكن الروح لا تزال موجودة».
جاءت خسارة الحارس شمايكل ضربة قاصمة لأنه حتى وقت حدوث الإصابة كان هو اللاعب الوحيد بالفريق الذي حافظ على مستواه الرائع منذ العام الماضي. وليس لأنه لا يزال قادرا على صد كرات بشكل خرافي فحسب، بل أيضًا لأنه يوزع الكرات أفضل من ذي قبل ويمنح الطمأنينة لزملائه، فيما لم ينجح بديله تسيلر في بث الثقة في زملائه الذين يشعرون بقلق كبير من الحكام المتيقظين لأي التحام داخل منطقة الجزاء.
لكن حتى الآن اقتصرت محاولات رانييري لتعزيز صلابة فريقه على محاولة واحدة لتغيير التشكيل سرعان ما أجهضت. لكن تغيير طريقة اللعب بتعيين ثلاثة مدافعين - وهي الطريقة التي نجحت مع نايغل بيرسون عندما نجا من الهبوط في موسم 2014 - 2015 – تجاهلها المدرب مؤخرا أمام كوبنهاغن بعد أن بدا الفريق غير مستقر أكثر من ذي قبل عند تطبيقها، وبدا هيرنانديز تائها بالملعب بعد عودته أساسيًا بالفريق.
وأشار رانييري الخميس الماضي إلى أن الخيارات الدفاعية المحسّنة قد تكون ضمن قائمة مشترياته، أو صفقاته، في يناير (كانون الثاني) القادم. وسوف يكون باب الانتقالات القادم الأول لكشاف ليفربول السابق إدواردو ماكيا بعد تعيينه رئيسا للتعاقدات في ليستر بدلا من ستيف والش الذي انتقل لنادي إيفرتون.
في النهاية، ما يحتاجه ليستر هو أن يأتي مردود صفقات الشهر القادم أسرع من صفقات الصيف الماضي، وستكون تلك الصفقات نعمة لو أن ويلفريد نديدي أصبح بديلا جاهزا لكانتي، لكن المشكلة تكمن في أن لاعب وسط نادي «جنك» البلجيكي لا يزال في التاسعة عشرة من عمره، ولا يزال ليستر يتباحث على صفقة انتقال اللاعب الشاب مقابل 15 مليون جنيه إسترليني. وسيسعد ليستر كثيرا بأن نيجيريا لم تتأهل لكأس أمم أفريقيا المقررة الشهر القادم، حيث كان سيخسر أكثر من لاعب، لكن الفريق يبدو رغم ذلك أكثر تضررا من تلك البطولة مقارنة بغيره من أندية الدوري الإنجليزي لأنهم سيفقدون المدافع الغاني دانيل أمارتي والجزائريين محرز وسليماني.
وما يحسب لليستر أنه حجز مكانًا مبكرًا في الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا الذي يقدم فيه أداء أفضل كثيرا من الدوري الإنجليزي، وهو الأمر الذي يخفف من الضغط على رانييري.
وما زال رانييري على ثقة في تحسن أداء فريقه وقال: «من المبكر جدا الحديث عن صراع الهبوط. لكن بكل تأكيد يجب أن ننظر ماذا يحدث.. نحن نعمل بجدية كبيرة طوال الأسبوع. يجب أن يتحسن مستوانا سواء عاجلا أو آجلا».
وأضاف: «بالطبع لست سعيدا للمكان الذي نحتله في الدوري لكني أشعر بثقة كبيرة. أنا سعيد جدا بروح اللاعبين وتماسك المجموعة لكني لست سعيدا بالنتائج، هدفنا الآن هو محاولة العودة لتحقيق الانتصارات مجددا لتحسين مركزنا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».