لبنان: البطريرك الراعي يناشد الكتل السياسية تسهيل تشكيل الحكومة

فريق فرنجية يجدد مطالبته بوزارة «وازنة» ويؤكد رفضه منطق الفيتو

لبنان: البطريرك الراعي يناشد الكتل السياسية تسهيل تشكيل الحكومة
TT
20

لبنان: البطريرك الراعي يناشد الكتل السياسية تسهيل تشكيل الحكومة

لبنان: البطريرك الراعي يناشد الكتل السياسية تسهيل تشكيل الحكومة

ناشد البطريرك الماروني بشارة الراعي الكتل السياسية، المؤازرة في تسهيل تشكيل الحكومة، إثر تعثر استمر شهرًا في تأليفها، على خلفية الحقائب الوزارية، أبرزها منح النائب سليمان فرنجية حقيبة وزارية وازنة في الحكومة الجديدة.
وتمثل الحقيبة المخصصة لحصة فرنجية معضلة، لأن الثنائي الشيعي، الذي يتمثل برئيس البرلمان نبيه بري، وما يسمى «حزب الله» اللبناني، يطالب بمنحه حقيبة وازنة مثل الصحة أو الاتصالات، على الرغم من أن فرنجية كان يعد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية قبل الاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون رئيسًا.
وأقر فريق فرنجية بتلك المعضلة؛ إذ أكد المسؤول الإعلامي في تيار «المردة» المحامي سليمان فرنجية، أنه «على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون توجيه دعوة إلى رئيس تيار (المردة) النائب سليمان فرنجية لزيارة قصر بعبدا لإيجاد حلول ملائمة للأزمة»، مشيرًا إلى أن «هناك تراكمات سلبية نتيجة المنافسة بين فرنجية والرئيس عون في موضوع الرئاسة، ولكن هناك أيضا تراكمات سلبية نتيجة الاتفاق المسيحي الثنائي بين (التيار الوطني الحر)، و(القوات اللبنانية)» الذي يترأسه سمير جعجع.
وفي حديث إذاعي، أكد فرنجية أن «المشكلة هي ضمن الجو المسيحي، ونحن لا نُسأل عن العرقلة؛ بل نحن ندافع عن أنفسنا»، مشددًا على «أننا نطالب بوزارة وازنة، ونرفض منطق الفيتو».
وفي ظل المناكفات والشروط التي تواجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، لتأليفها، ذكّر البطريرك الراعي بأنه «تعثر سابقا انتخاب رئيس للجمهورية على مدى سنتين وخمسة أشهر؛ ذهبت كلها ضياعا، وخلفت في الوقت عينه نتائج وخيمة في الحياة السياسية والاقتصادية والمعيشية، وفي نشاط المؤسسات العامة. واليوم، بعد شهر كامل على تكليف رئيس الحكومة الجديد تشكيلها بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، بحيث تكون جامعة وقادرة وفقا للميثاق الوطني والدستور، نخشى أن يتعثر هذا التشكيل للخلل نفسه، ولمدة غير معروفة، على حساب المصلحة الوطنية العليا، وممارسة مهام السلطة الإجرائية، كما يقتضيها الدستور»، مشددًا على أنه «لا يمكن أن تسلم حياة اجتماعية ووطنية، والحقيقة مغيبة، والعدالة منتقصة، والمحبة جافة في القلوب، والحرية أسيرة المصالح الشخصية والفئوية». وناشد الراعي الكتل السياسية والنيابية «التقيد بالدستور وبوثيقة الوفاق الوطني، والمؤازرة في تسهيل تشكيل الحكومة، واضعين أمام أعينهم خير البلاد، وقيام دولة المؤسسات والقانون، والصالح العام».
إلى ذلك، عدّ رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أن «نظامنا اللبناني جيد، لكنه بحاجة إلى رقي أكثر في التطبيق والممارسة»، داعيًا، خلال اختتام وإعلان توصيات ورشة العمل الدستورية التي نظمها «لقاء الجمهورية» على مدى يومين في فندق «ميتروبوليتان - سن الفيل» تحت عنوان «تحصين وثيقة الوفاق الوطني ومناقشة الثغرات الدستورية»، إلى «البدء بإقرار قانون انتخابي عصري، وبإقرار اللامركزية الإدارية، وإقرار الموازنات، وتأمين استقلال السلطة القضائية، وتشكيل هيئة لإلغاء الطائفية السياسية التي لا تلغي المناصفة»، موضحًا أن «المقصود ليس إلغاء الطوائف، إنما إلغاء الطائفيين»، عادًّا أن «من ينادي بالدوائر الصغرى وبالقانون الأرثوذكسي، يكرس بذلك الطائفية».
وقال سليمان: «يجب أن يكون النائب منتخبا من شرائح كبيرة من الشعب اللبناني، هذا أمر مهم يجب ألا نتخوف منه، وعلينا إنشاء مجلس الشيوخ اللبناني للوصول تدريجيا إلى العلمانية المؤمنة التي يجب أن تتحقق في لبنان، وقد تأتي في خطوة لاحقة بعد 10 سنوات أو أكثر، لتطبيقها على صعيد الرئاسات، لمواكبة التطور العلمي في العالم».



فرض إتاوات في صنعاء على العاملين بقطاع الكهرباء الخاصة

مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
TT
20

فرض إتاوات في صنعاء على العاملين بقطاع الكهرباء الخاصة

مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)

لم تكتفِ الجماعة الحوثية بفصل مئات الموظفين من أعمالهم في قطاع الكهرباء العمومية في العاصمة المختطفة صنعاء بعد حرمانهم منذ سنوات من رواتبهم، بل وسَّعت من حجم ذلك الاستهداف بإجراءات تعسفية جديدة تضيق على عملهم في قطاع الكهرباء التجارية الخاصة.

وكشفت مصادر مطلعة عن صدور تعميمات حوثية تُلزِم ملاك محطات توليد الطاقة التجارية في صنعاء وضواحيها بتقديم كشوف تفصيلية تحوي أسماء وبيانات جميع العاملين لديها، ممَّن كانوا ينتسبون قبل تسريحهم من وظائفهم إلى وزارة ومؤسسة الكهرباء الحكومية.

وكان كثير من مهندسي الكهرباء، وهم من ذوي الخبرات بمجال الطاقة الكهربائية لجأوا إلى العمل في محطات توليد الكهرباء التجارية بصنعاء ومدن أخرى، من أجل تأمين العيش، خصوصاً بعد مصادرة الجماعة رواتبهم منذ سنوات عدة.

ويسعى الانقلابيون من وراء ذلك التحرك، بحسب المصادر، إلى ابتزاز أصحاب محطات الكهرباء التجارية، وإرغامهم على دفع أموال تحت مسمى «بدل خبرات وكفاءات» عن كل موظف أو مهندس ممَّن سبق للجماعة أن فصلته من وظيفته، وحلت بآخر من أتباعها مكانه.

عنصر حوثي خلال تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)
عنصر حوثي خلال تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)

وأفادت المصادر بأن ما تُسمى «وزارة الكهرباء» بالحكومة الحوثية غير المعترف بها دولياً والمؤسسة التابعة لها، تتهمان مُلاك محطات توليد الطاقة التجارية في صنعاء، بسرقة أصحاب الكفاءات والخبرات الذين كانوا ينتسبون إليهما، كما تزعم بأنها أنفقت الأموال في سبيل إقامة دورات وبرامج تدريب لمَن كانوا ينتسبون إليها، قبل أن تقوم الجماعة بتسريحهم من أعمالهم.

وكانت الجماعة أقدمت قبل سنوات على تسريح نحو 1000 موظف ومهندس وعامل من وظائفهم في مؤسسة الكهرباء وديوان عام الوزارة في الحكومة غير الشرعية بصنعاء، بذريعة عدم التزامهم بحضور دورات التعبئة والتطييف.

تضييق وحرمان

يبدي أمين، وهو اسم مستعار لمهندس سابق في مؤسسة الكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية بصنعاء، استنكاره للتحرك الذي يهدف لابتزاز ملاك المحطات التجارية، بالإضافة إلى قطع أرزاق العمال وحرمانهم من العمل في القطاع الخاص.

وذكر أمين، الذي يعمل بمحطة تجارية في مديرية معين، أن مندوبين حوثيين أبلغوا مالك المحطة خلال نزولهم الميداني، بوجود تعليمات تطالبهم بتقديم بيانات تفصيلية عن العاملين من منتسبي قطاع الكهرباء العمومي، تشمل أرقامهم، وأماكن سكنهم، وحجم المستحقات المالية التي يتقاضونها.

مبنى المؤسسة العامة للكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)
مبنى المؤسسة العامة للكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)

ويعتقد المهندس أن الجماعة تنوي ابتزاز محطات الكهرباء الأهلية وإرغام أصحابها على دفع إتاوات عن كل مهندس أو موظف يعمل لديها، وكان ضمن المنتسبين إلى قطاع الكهرباء العمومي الخاضع لها.

ويقول عاملون آخرون في محطات تجارية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن الجماعة تريد تجويعهم والتضييق عليهم رداً على رفضهم المشارَكة ببرامج تعبوية تقيمها الجماعة لجميع فئات المجتمع.

من جهته أكد مالك محطة كهرباء تجارية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إلزامه من قبل عناصر حوثيين قبل أيام بدفع مبلغ مالي عن كل مهندس أو عامل تم تسريحه في أوقات سابقة من مؤسسة الكهرباء العمومية.

وسبق للجماعة أن نفَّذت قبل أسابيع قليلة حملات تعسف طالت عشرات المحطات التجارية في المنطقتين الثانية والثالثة في صنعاء، بحجة عدم التزام ملاكها بالتسعيرة المقررة، وإلغاء ما يُسمى «الاشتراك الشهري».

كما أقدم الانقلابيون الحوثيون في منتصف 2018 - ضمن مساعيهم الحثيثة لخصخصة المؤسسات الحكومية بمناطق سيطرتهم - على خصخصة محطات الكهرباء الحكومية، حيث حوَّلوها إلى قطاع تجاري خاص.