مقتل 14 مدنيًا سوريًا بـ«قصف روسي» في ريف إدلب

المعارضة السورية تفشل هجومًا لقوات الأسد وتقتل 27 شرق ريف حلب

مقتل 14 مدنيًا سوريًا بـ«قصف روسي» في ريف إدلب
TT

مقتل 14 مدنيًا سوريًا بـ«قصف روسي» في ريف إدلب

مقتل 14 مدنيًا سوريًا بـ«قصف روسي» في ريف إدلب

قتل 14 مدنيًا، على الأقل، اليوم (الأحد)، في غارات نفذتها طائرات حربية «يرجح أنها روسية» على بلدة كفرنبل، في ريف إدلب الجنوبي، في شمال غربي سوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، «مقتل 14 مدنيًا، على الأقل، بينهم طفل وسيدتين، جراء غارات عشوائية نفذتها طائرات حربية، يرجح أنها روسية، على بلدة كفرنبل، في ريف إدلب الجنوبي»، مشيرًا إلى إصابة العشرات بجروح، ومرجحًا «ارتفاع حصيلة القتلى لوجود جرحى في حالات خطرة».
وأعلنت روسيا، أبرز حليفة لدمشق، التي تنفذ ضربات جوية مساندة لقوات النظام منذ أكثر من عام، في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، بدء حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب وحمص (وسط).
وتعد كفرنبل من أولى البلدات التي خرجت عن سيطرة قوات النظام في إدلب.
وعُرفت، بعد اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري منتصف مارس (آذار) 2011، بتظاهراتها الضخمة، كما ينشط أبناؤها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم من أشد المعارضين للنظام السوري.
ويسيطر «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، على محافظة إدلب بشكل شبه كامل منذ صيف عام 2015.
وتشهد سوريا نزاعًا داميًا تسبب منذ عام 2011 بمقتل أكثر من 300 ألف شخص، ودمار هائل في البنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وتخوض قوات النظام السوري معارك عنيفة ضد الفصائل المقاتلة شرق مدينة حلب، مع محاولتها التقدم أكثر، بعدما بات أكثر من ستين في المائة من هذه المنطقة تحت سيطرتها، وفقًا للمرصد.
وأشار المرصد إلى «معارك عنيفة بين الطرفين تتركز في حي الميسر، في شرق حلب، تزامنًا مع استمرار الاشتباكات على أطراف أحياء الجزماتي وكرم الطراب وطريق الباب» التي تمكنت قوات النظام من السيطرة عليها، السبت.
وقال مدير المرصد: «تسعى قوات النظام للتقدم والسيطرة على حي الشعار والأحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المقاتلة إلى الانسحاب بشكل كامل إلى جنوب الأحياء الشرقية».
وبدأت قوات النظام هجومًا في 15 نوفمبر لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وتمكنت منذ نهاية الأسبوع الماضي من السيطرة على القطاع الشمالي لأحياء أخرى مجاورة.
وباتت تسيطر على أكثر من ستين في المائة من مساحة الأحياء الشرقية، بحسب المرصد.
من ناحية أخرى، أفشلت قوات المعارضة السورية هجومًا واسعًا لقوات النظام والمسلحين الموالين له، فجر اليوم، على بلدة عزيزة في ريف حلب الشرقي.
وقالت مصادر إعلامية في المعارضة السورية «إن قوات النظام، مدعومة بميليشيات عراقية وإيرانية، شنت، فجر اليوم، هجومًا مباغتًا على بلدة عزيزة، جنوب شرقي حلب، وسيطرت على عدد من المواقع على أطراف البلدة، إلا أن مقاتلي جيش الفتح وجيش حلب تصدوا لهجومهم، وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد».
وحسب المصادر، قتل 27 عنصرًا من قوات النظام، على الأقل، وأصيب العشرات، كما تم آسر آخرين، بينهم ضابط إيراني، وتدمير عدد من الآليات، بينها دبابة.
وأكدت المصادر أن الهجوم الذي شنته قوات النظام والميليشيات التابعة لها يعد الأكبر على البلدة الاستراتيجية، إلا أن خسائرها كانت الأكبر، رغم القصف الجوي الكثيف من الطائرات الروسية والسورية.
وتسعى قوات النظام للسيطرة على بلدة عزيزة لأنها تقع على خط إمداد القوات الحكومية في جنوب وشرق حلب.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.